مشاهدات من حفل زواج الحبيب حسن التوم.. اسماعيل جبريل تيسو
وضرب مجتمع الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة مثالاً جديداً، ويحتذى في معنى المطايبة وجبر الخواطر وإسناد الأنا للآخر، فنسج غزلاً نبيلاً من التواصل الاجتماعي المفعم بعبيق العديل والزين، والممزوج بإيقاع العرضة والشبَّال، والزغرودة والدلوكة والنقارة والمردوم.
لقد كانت أمسية الجمعة ٢٧/ سبتمبر ٢٠٢٤م مساحة وضيئة، اخضّرت بفرح السنابل وبوح العناقيد، كيف لا وهي الأمسية الخاصة جداً بالحبيب حسن علي عبد الله ( التوم) العامل بإدارة الخدمات بالشركة، وقد ترجَّل عن صهوة جواد العزوبية، وانتقل ليمتطي ( لاندكروزر) الحياة الزوجية، فتسابق العاملون بشركة الموارد المعدنية و(كالعهد بهم ) خفافاً وثقالا، زرافات ووحدانا، ليشاركوا حبيبهم التوم يوم فرحته الكبرى بدخوله القفص الذهبي محمولاً على ( رحاب) من المودة والرحمة.
احتشدت صالة ( الشمندورة ) في بورتسودان وضاقت على اتساعها بجموع الأهل والأحباب والأصدقاء والزملاء من شركة الموارد المعدنية المحدودة، الذين تدفَّقوا كماء البحر الأحمر بجاذبيته الكامنة في عيونه المتلألئة بلونها الأزرق الوهاج، كان حضور الشركة باهياً من لدن مساعد المدير العام جيولوجي مستشار عثمان سليمان حماد الذي أناب عن المدير العام الأستاذ محمد طاهر عمر الذي كان حريصاً على المشاركة ولكن ظروف العمل أجبرته ليكون خارج حدود الولاية الساحلية، وحضر مديرو الإدارات العامة والإدارات المتخصصة ورؤساء الأقسام، وحضر الزملاء المداومون في مقر الشركة ببورتسودان، وحضر بقلوبهم ومشاعرهم زملاء آخرون توزعوا في أقاصي البلاد، ونواحي الدنيا بفعل الحرب التي فرّقت الأجساد ولكن ظلت الأرواح جنوداً مجنَّدة متآلفة ومتعارفة بالتقوى والإيمان والمحبة والتحنان.
ولما كان حسن علي عبد الله ليس بالعامل العادي، فمن الطبيعي أن تكون مراسم الاحتفال بزواجه غير عادية، ذلك أن التوم من الشخصيات المحبوبة على نطاق واسع داخل الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، فهو شخص يجذبك بهدوئه وطيبته، وحسن خلقه، وأدبه الجم، وبذله التقدير والاحترام للجميع، ويتميز حسن العامل بالهمة والنشاط، والتفاني والإخلاص، لذلك لم يكن مستغرباً أن ينال ثقة ومحبة واحترام جميع العاملين في الشركة، وقطعاً ما يقال في حسن ينسحب على توأم روحه حسين، ( صورة طبق الأصل ) في كل الصفات الجميلة والنبيلة والتي تعكس واقع البيت الذي تربيا فيه، فكانا بمثابة سفيرين ينعمان بمحبة وتقدير واحترام الناس،،
حب الناس يحبوكا
يشقُّوا الليل يواصلوكا
في الأفراح يهنوكا
وفي الأحزان يشاطروكا
فشكراً الزملاء الأعزاء في الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة وأنتم تمثلوننا برسم هذه اللوحة الاجتماعية في احتفالية زواج الحبيب حسن التوم، لتؤكدوا على واقع النسق الاجتماعي، والتفاعل والتفاؤل والتداعي، وعلى الكثير من السمات والروابط التي ظلت تجمع منسوبي الشركة تماسكاً وتكافلاً وتراحماً، حتى أصبحوا بنياناً مرصوصاً يشدُّ بعضه بعضا، وجسداً واحداً إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فلا غرو أن تكون الموارد المعدنية الأكثر إنتاجاً، والأكبر إيراداً، فشكراً لكم على ألق الحضور وأناقته، وعلى جميل المطايبة، وحسن التفاعل، والتأكيد على أنه ورغم مرارة الحرب التي مزقت من النسيج الاجتماعي ما مزقت، إلا أن الدنيا مازالت بخير
أهو ناس تعرِّس وتنبسط
وكبرت كراعي من الفرح
نص في الأرض
ونص في النعال
اتلخبط الشوق بالزعل
اتحاوروا الخوف والكلام..
وشكراً حبينا حسن علي عبد الله ( التوم) وأنت تتيح هذه الفرصة ليتقاسم معك العاملون بشركة الموارد المعدنية المحدودة، أمسيةً من الفرح الجميل، يحدِّقون من خلالها نحو الشمس والمقل النُحاسية، لقد كانت أمسية الجمعة ٢٧/ سبتمبر بمثابة استفتاء حقيقي على مكانتك في قلوب زملائك بالشركة، وليس ذلك بالأمر الهين، ولم يأتِ صدفة، فحُسن الخلق جواز لدخول قلوب الناس، والأخلاق الكريمة نبتةٌ جذورها في السماء، وزهورها تعطر الأرض في سخاء، فشكراً مثنى وثلاث ورباع، حبيبنا حسن التوم، وبارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير.