ارتفاع مناسيب النيل الأبيض تجاوز العام 1988 وسدود تخرج عن السيطرة وتحذير من فيضان كاسح
أوضح المهندس الطيب محمد الحسن، المدير العام الوزير المكلف بوزارة البنية التحتية والتنمية العمرانية في ولاية النيل الأبيض، أن ارتفاع منسوب النيل الأبيض قد تجاوز مستويات عام 1988 بمقدار 20 سنتيمتراً، مشيراً إلى أن هذه الزيادة حدثت في وقت مبكر منذ شهر سبتمبر.
أرجع الوزير الزيادة في مناسيب النيل إلى خروج خزان جبل أولياء عن سيطرة الحكومة وارتفاع منسوب مياه النيل الأزرق بسبب تأثير سد النهضة، حيث وصلت إلى 500 مليون متر مكعب وانخفضت لاحقاً إلى 300 مليون متر مكعب وفقاً لتصريحات وزارة الري الاتحادية. كما أشار إلى زيادة المياه الواردة من بحيرة فيكتوريا وفتح خزان سنار.
قال وزير البنية التحتية إن الارتفاع في مستويات المياه أثر بشكل سلبي على العديد من المدن والقرى الواقعة على ضفاف النيل الأبيض، والتي تتواجد جنوب محلية أم رمته وشمال محلية الدويم. كما هدد النيل مدينة الدويم ومنطقة أم جر، حيث أدت الفيضانات هناك إلى انهيار 160 منزلاً بشكل كامل.
أفاد أن حكومة الولاية قامت بالتدخل السريع بإرسال فرق هندسية إلى جميع المناطق المتضررة من الفيضانات وتعزيز التروس لحماية المدن والقرى. كما أضاف أن الجهود حالياً تُبذل لتأمين مدينة الدويم من خلال التعاون الشعبي والجهود الرسمية، بالإضافة إلى تأمين الجسر الواقي للمدينة لتفادي الزيادة المحتملة في منسوب نهر النيل.
أوضح الوزير أن منطقة الكوة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في منسوب مياه النيل تجاوز كافة التوقعات. وذكر أن انخفاض المنطقة جعلها تستقبل سيول مياه مشاريع سكر النيل الأبيض والجزيرة والمناقل. وأضاف أن هذا العام، قبل أن تنتهي مياه السيول، شهدت المنطقة ارتفاعاً عكسياً في منسوب مياه النيل، مما جعل فرص تعلية التروس الواقية غير ممكنة حالياً، ودعا المواطنين إلى مغادرة المنطقة حفاظاً على أرواحهم.
وكشف الوزير عن الجهود التي تبذلها الحكومة للتعامل مع الوضع الراهن، حيث يتم تعزيز التروس الواقية في جميع المدن والقرى المتأثرة بفيضان النيل في مناطق مثل الجزيرة أبا، خور اجول، الجزيرة مصران، ومدينة الجبلين، بالإضافة إلى المناطق المتضررة في محليات كوستي قلي والسلام. وأكد أن هناك حاجة لتضافر الجهود الرسمية والشعبية لتقليل آثار الفيضان، مشيراً إلى أن جميع التدخلات الحالية تتم عبر حكومة الولاية بسبب عدم وصول الكوادر البشرية والفنية من وزارة الري الاتحادية أو الموارد المالية كما كان في السابق، نتيجة الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.
ناشد وزير البنية التحتية المواطنين الذين يعيشون في المناطق المنخفضة اتخاذ احتياطات ضرورية للابتعاد عن المناطق التي تأثرت بالفيضانات في الكوة والجزيرة مصران. كما دعا إلى إنشاء وحدة متخصصة للسدود في الولاية للمساعدة في معالجة المناطق الضعيفة في النيل الأبيض في المستقبل.