حمدوك يحذر: الحرب في السودان تهدد بتحويل البلاد إلى أرض خصبة للإرهــاب الإقليمي
حذر الدكتور عبدالله حمدوك، الذي شغل منصب آخر رئيس وزراء مدني في السودان، من أن الصراع الأهلي العنيف الذي تشهده البلاد قد يؤدي إلى تحولها إلى “بيئة ملائمة” لانتشار الإرهاب الإقليمي. يأتي هذا التحذير في وقت تواجه فيه العديد من الدول الإفريقية تحديات كبيرة نتيجة تصاعد العنف الجهادي.
وأشار حمدوك إلى أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يضمن استقرار السودان هو تشكيل حكومة مدنية. وأكد على أهمية القيادة المدنية في الحفاظ على تماسك البلاد وتجنب الانزلاق نحو الفوضى.
في ظل الظروف الراهنة، يعتبر حمدوك أن تعزيز الحكومة المدنية هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه السودان. ويعكس هذا الموقف الحاجة الملحة إلى استعادة النظام الديمقراطي في البلاد لضمان مستقبل آمن ومستقر.
قال حمدوك لجريدة فاينانشيال تايمز “لقد أفسد الجيش البلاد لأكثر من 50 عامًا لا يمكن أن تُسند إليهم مسؤولية مستقبل البلاد”.
وأشار إلى أن تدهور الأوضاع في السودان نحو العنف يشكل تهديداً لتعزيز نفوذ الجهاديين في مختلف أنحاء المنطقة.
وقال لصحيفة فاينانشيال تايمز: “أشعر بالقلق الشديد حيال هذا الموضوع”.
وأضاف: “مع وجود حدود السودان مع سبع دول، فإنه سيتحول إلى مكان مناسب لنشاط الإرهاب في منطقة تتسم بالهشاشة الشديدة”.
عبّر حمدوك عن قلقه من أن الانزلاق نحو العنف في السودان، الذي كان قد استضاف أسامة بن لادن في التسعينيات، قد يؤدي إلى ارتباط الجماعات المتحالفة مع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل بالجهاديين مثل حركة الشباب الصومالية في القرن الأفريقي وكذلك بالحوثيين في اليمن.
انتقد حمدوك وأعضاء حركة تقدم العملية، مشيرين إلى أنه بالرغم من إمكانية استخدامها لـ “زيادة الضغط” على الأطراف المتصارعة، إلا أنه لا يمكن الوصول إلى حل “مستدام” دون إشراك السياسيين المدنيين.