جددت تأكيدها على حماية البعثات الدبلوماسية،، الحكومة.. تفنيد المزاعم الإماراتية..
الخارجية السودانية: ملتزمون بحُرمة المقار الدبلوماسية وكل ما تُوجبه القوانين والأعراف الدولية..
عقار يكذب المزاعم الإماراتية بشأن استهداف سفارتها بالخرطوم..
ما تروج له الإمارات ذريعة تخفي وراءها مشاركتها في الحرب ضد الشعب السوداني..
(معاهدة ڤينا) أجازت مهاجمة المقار الدبلوماسية إذا أصبحت مهدداً للأمن القومي..
أبو الغيط: نرحب بما صدر عن الجيش بشأن توفير الحماية الكاملة لجميع السفارات..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق مالك عقار أن القوات المسلحة لم تتعرض لأي مقار دبلوماسية في الخرطوم على الرغم من أن ميليشيا الدعم السريع المتمردة تستغل العديد منها ثكنات عسكرية بعلم دولها، واعتبر عقار خلال مخاطبته أمس بمدينة بورتسودان ملتقى المهن الإذاعية، ما تروج له دولة الإمارات ذريعة تخفي وراءها مشاركتها في الحرب ضد الشعب السوداني، مبيناً أن هذه الحرب ورغم أنها تدور داخل المدن، إلا أن القوات المسلحة تديرها باحترافية عالية.
اتهام ونفي:
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت يوم الأحد، استهداف مقر رئيس بعثتها الدبلوماسية في الخرطوم، من خلال طائرة قالت إنها تابعة للجيش السوداني، مما تسبب في أضرار جسيمة في المبنى، في خطوة وصفتها بالهجوم الغاشم، ولكن الجيش السوداني ردّ على هذه المزاعم الإماراتية نافياً اتهام الإمارات جملة وتفصيلاً، مؤكداً أنه لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية أو مقار ومنشآت المنظمات الأممية أو الطوعية ولا يتخذها قواعد عسكرية ولا ينهب محتوياتها، وأن قواته “لا تقوم بهذه الأعمال الجبانة ولا تخالف القانون الدولي، وإنما تستهدف أماكن وجود ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وهذا حقه في الدفاع عن كيان الدولة السودانية.
ردود أفعال واسعة:
وأثارت مزاعم دولة الإمارات باستهدافه مقرَّ إقامة رئيس بعثتها الإمارات في الخرطوم، ردود أفعال واسعة على الصعيد الإقليمي وداخل أروقة جامعة الدول العربية، والبرلمان العربي، ومجلس التعاون الخليجي الذين أدانوا المساس بالمباني الدبلوماسية ومقار المنتسبين للسفارات وفق ما تمليه المواثيق والاتفاقات الدولية، مؤكدين على ضرورة العمل على حماية حُرمة البعثات الدبلوماسية ومقارها واحترام المواثيق الدولية واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ومشددين في الوقت نفسه الرفض القاطع لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي، وطالبوا الحكومة السودانية ببذل كافة الجهود لحماية المنشآت الدبلوماسية والعاملين فيها.
ترحيب وقلق:
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بما صدر عن القوات المسلحة السودانية بشأن توفير الحماية الكاملة لجميع السفارات ومقار الدبلوماسيين حسب الأعراف والمواثيق التي تنظم العمل الدبلوماسي، وجدد أبو الغيط التشديد على ضرورة تنسيق الجهود والمواقف الإقليمية والدولية الرامية إلى إيقاف الحرب وحقن الدماء في السودان والعمل على الحفاظ على سيادته ووحدته وسلامة أراضيه ومؤسساته، يأتي ذلك في وقت أبدى فيه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة المصري قلقاً إزاء التطورات الأخيرة في السودان بما في ذلك تعرض مقر سفير دولة الإمارات للقصف، الأمر الذي قال إنه يخالف لقواعد القانون الدولي ولاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961م التي توفر الحماية والحصانة لمقار البعثات الدبلوماسية، وتنص على حرمتها في جميع الأوقات.
بيان جديد للسودان:
وقالت زارة الخارجية السودانية إنها اطلعت على ما ورد في بيانات وتصريحات بعض الدول العربية الشقيقة، ومجلس التعاون الخليجي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، حول المزاعم الزائفة لحكومة الإمارات بتعرض مقر سفيرها في الخرطوم لقصف من القوات المسلحة السودانية والذي نفته القوات المسلحة، وأعلنت التزامها بحُرمة المقار الدبلوماسية وكل ما تُوجبُه القوانين والأعراف الدولية، وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها تلقت الكرامة نسخة منه، أن العقار الذي زعمت الحكومة الإماراتية أنه تعرض للقصف، لم يتم استهدافه البتة، وهو مملوك لمواطن سوداني، تعرض للتصفية على يد ميليشيا الجنجويد المتمردة، ولا يُستخدم كمقر دبلوماسي، حيث انتقلت السفارة الإماراتية إلى مدينة بورتسودان كغيرها من سفارات الدول التي اُستهدفت مقارها في الخرطوم بعد أن استباحتها ميليشيا الجنجويد التي ترعاها الإمارات وحولتها لثكنات عسكرية بُعيد اندلاع حرب العدوان الإماراتية.
سوء استخدام منبر دولي:
وانتقد بيان وزارة الخارجية السودانية استغلال رئيس وفد الإمارات منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكرر تلك المزاعم الكاذبة الرامية للتغطية على افتضاح دور بلاده المشين في السودان، وانتهاكها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية وكل الأعراف الدولية للتشويش على علاقات السودان بدول الخليج الشقيقة، وهي بادرة تشير إلى سوء استخدام منبر المنظمة الدولية، وأشارت الخارجية إلى تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الدولي الذي أكد أن دولة الإمارات هي مصدر التسليح والتمويل للمليشيا الإرهابية، وعضّدت على ذلك تقارير الإعلام الاستقصائي الدولي والتي كشفت طرق وأساليب توصيل إمدادات السلاح للميليشيا بما في ذلك استغلال شعار الهلال الأحمر الإماراتي لهذا الغرض، كما بينت أن ما لا يقل عن 200 ألف من المرتزقة الأجانب يقاتلون إلى جانب الميليشيا المتمردة بتمويل من الإمارات، مبيناً أن شكوى السودان التي دفع بها إلى منضدة مجلس الأمن الدولي مُدعَّمة بالتفاصيل والوثائق للمجلس ضد الإمارات بسبب عدوانها على السودان، وضلوعها المباشر في كل ما يتعرض له الشعب السوداني من تقتيل وانتهاكات جسيمة.
التزام بحماية البعثات:
وجددت وزارة الخارجية التزام السودان الكامل بحرمة المقار الدبلوماسية وحمايتها وفقا لاتفاقية فيينا، مؤكدة أن سفارة الإمارات قد انتقلت كغيرها من البعثات الدبلوماسية الأخرى إلى مدينة بورتسودان، وظلت تمارس مهامها من هناك دون أي مضايقات، رغم دور الحكومة الإماراتية المشين في الحرب على السودان وشعبه، انتهى بيان وزارة الخارجية السودانية ولكن السؤال الكبير مازال يطرق باب الحضور المُلح، مستفسراً عن الهدف من وراء هذه الحملة الدبلوماسية التي تقودها الإمارات لإدانة السودان وفق مزاعم وأكاذيب بقصف مقر سفيرها في الخرطوم؟ مع ضرورة التأكيد والعلم أن المقر المعني كان خارج الخدمة الدبلوماسية منذ انتقال السفير إلى بورتسودان، وأن المقر يقع في منطقة عمليات، وبالتالي فإن إصابته أمر وارد بنسبة كبيرة، خاصة وأن ميليشيا الدعم السريع نفسها كانت قد اعتدت على أكثر من 40 مقراً لبعثات دبلوماسية إضافة إلى منظمات دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة، وقد ورد حصرها في بيانات متكررة قدمتها بعثة السودان الدائمة بنيويورك أمام مجلس الأمن بما فيها مقر بعثة الإمارات نفسها، ولكن لم يصدر منها إدانة على ذلك الفعل المشين.
عدم التعاطي مع معاهدة فينا:
قطعاً تتفهم الحكومة السودانية نصوصو ومعطيات معاهدة ڤيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961م والتي أجازت لأي دولة مهاجمة المقار الدبلوماسية المحمية داخل أراضيها بموجب المادة (22) من هذا القانون في حال أنها أصبحت تهديداً للأمن القومي بشكل مخالف للعرف الدبلوماسي، ومع ذلك غضت الحكومة السودانية طرفها عن التعاطي مع هذه الفقرة رغم أن مقر رئيس بعثة دولة الإمارات العربية الذي يقع في الحي الراقي جنوب الخرطوم، ظل خالياً منذ انتقال سفير الإمارات ومعاونيه للعمل في مدينة بورتسودان، وظلت ميليشيا الدعم السريع تبسط قبضتها على تلك المنطقة فيما في ذلك منزل السفير الإماراتي الذي كان يقع تحت حراستها كغيره من المباني والمقار الفخيمة التي تنتشر في تلك المنطقة الراقية والتي استخدمت الميليشيا المتمردة معظمها ثكناتٍ عسكرية، ومقرات للإقامة، ومراكز لتخزين الأسلحة والذخائر وعقد الاجتماعات وتنظيم لقاءات قادتها الميدانيين.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر يبدو أن دولة الإمارات تحاول تكثيف المزيد من الغبار حول مزاعم استهداف مقر سفيرها في الخرطوم، وذلك من أجل كسب التعاطف الدولي والإقليمي، في محاولة ذكية منها لشغل ( دماغ) الرأي العام العالمي، وصرفه عن الاهتمام بقضية السودان وشكواه التي دفع بها إلى منضدة مجلس الأمن الدولي.