لماذا يعشق اليابانيون غلق أفواههم..
🐪 يقال في اليابان إن “خير من تنصت إليه هو الرجل الصامت”.
قد يعد الصمت أثناء الحديث في بعض البلدان محيرا أو مريبا، في حين يراه اليابانيون، فرصة رائعة للتأمل والتفكير، ودليل على احترام ما قاله آخر المتحدثين.
🐪الثقافة اليابانية ثقافة الصمت، ثقافة البطء، ثقافة التأمل. تجذر الطبيعة ونمو اغصانها داخل الفرد الياباني شيء فريد من نوعه. الطبيعة بشكل او بآخر ساهمت في صياغة اخلاق الفرد الياباني وتهذيب روحه وتشكيل حياته حتى صار جزء من الطبيعة، وصار ايقاع حياته ابطأ من اي مكان ثاني في العالم.
🐪البساطة في الحياة اليابانية،والتي تنعكس على تصاميم بيوتهم، نوع ملابسهم وتصاميمها،نقشات مواعينهم وتصاميمها، مستمدة بشكل أساسي من خلال التعايش مع الطبيعة. البساطة هي أيضا نوع من أنواع الصمت والإصغاء والهدوء والتأمل والتخاطب مع الطبيعة بلغتها البسيطة.
ويصبح الصمت جزءا أصيلا من التحلي بضبط النفس التي تنادي به “البوشيدو”، وهي الثقافة اليابانية التقليدية النابعة من قانون غير مدون كان يحكم حياة نبلاء اليابان وفرسانها “الساموراي” ويحدد سلوكهم.وتفرض هذه الثقافة أن يقابل الياباني الألم بصمت، ولا يبوح به، ضابطا مشاعره إلى أقصى حد لأن إظهار العواطف على ملامح الوجه من علامات انعدام الرجولة، وصاحب الشخصية القوية لا تبدو على وجهه أبدا بوادر الفرح أو الغضب، ولا تدفعه الحماسة إلى كثير الكلام مهما كان فصيحا.
🐪ولهذا كتب أحد فرسان الساموراي في مذكراته: “إذا أحسست بتربة نفسك تفور بالأفكار الدقيقة، فهو وقت خروج الثمار من البراعم، لا تشوش على نفسك، ولا تجعلها تضطرب بالضوضاء ، بل دعها تعمل وحدها في هدوء وإصرار”.