سفير جيبوتي لدى الأمم المتحدة يبدي قلقه عن القتل وتدمير البنية التحتية بالسودان
أعرب المندوب الدائم لجيبوتي لدى الأمم المتحدة، محمد سياد دوالة عن قلق بلاده من التدهور المستمر للوضع في السودان، داعيًا الأطراف المتقاتلة لوضع مصلحة الشعب السوداني في المقام الأول، وكشف عن مساعي بلاده للتوسط في الشأن السوداني.
وقال المندوب الجيبوتي في كلمته أمام المناقشة العامة للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة “نشعر بالحزن إزاء الخسارة المأساوية للأرواح وتدمير البنية الأساسية والكارثة الإنسانية المدمرة”.
وأشار دوالة إلى أن بلاده عقدت مؤخرا، بالاشتراك مع الأمم المتحدة، ما وصفها بخلوة للوسطاء بهدف تنسيق المبادرات الرامية إلى إنهاء الصراع في السودان.
ودعا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى الوفاء بالالتزامات التي تعهدوا بها في منبر جدة والمفاوضات اللاحقة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن وسريع ودون عوائق.
وأضاف دوالة “ندعو القادة السودانيين إلى وضع مصلحة الشعب السوداني في المقام الأول. وندعو الجهات الخارجية المعنية بالصراع في السودان والقادرة على القيام بذلك إلى استخدام نفوذها وممارسة الضغوط البناءة على الأطراف حتى تلتزم بتنسيق الوساطة بهدف نهائي يتمثل في تحقيق تسوية تفاوضية للصراع”.
ليبيا نقطة عبور حرجة
من جهته دعا مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في نيويورك، بار ليلجرت المجتمع الدولي بأن لا يسمح للصحراء الكبرى والبحر الأبيض المتوسط “بأن يستمرا في التحول إلى مقابر جماعية للمهاجرين”.
وطالب المسؤول الدولي ببذل جهود عاجلة ومشتركة لضمان حلول دائمة “للنازحين قسرا” من المهاجرين واللاجئين.
وقال ليلجرت في كلمته أمام مجلس الأمن أمس الاثنين، إنه على الرغم من المخاطر الهائلة، سيستمر المهاجرون واللاجئون “في البحث عن مستقبل في أوروبا”، مشيرا إلى استمرار تدفق المهاجرين عبر ليبيا.
وقال إنه على الرغم من الانخفاض الكبير في أعداد الوافدين من تونس وليبيا على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، فإن المهاجرين يسلكون طرقًا أكثر خطورة للوصول إلى أوروبا، كما يتضح من الزيادة الحادة في أعداد الوافدين عن طريق المحيط الأطلسي.
وأشار ليلجرت إلى أن أكثر من نصف المهاجرين الذين قابلتهم المنظمة في أوروبا تعرضوا لنوع واحد على الأقل من الإساءة والعنف والاستغلال.
وأضاف أن هناك أعدادا أكبر بكثير من النساء والأطفال القادمين من السودان إلى ليبيا، وهو ما يدفع “إلى ظهور أشكال جديدة من الاتجار بالبشر على طول الطريق”، مشيرا إلى أن من بينها “الاستغلال الجنسي وعمالة الأطفال”.
وأضاف أن ليبيا لا تعتبر مكانا آمنا، حيث يواجه المهاجرون واللاجئون “انتهاكات مختلفة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاحتجاز والتعذيب والاتجار، وهم معرضون لخطر إعادة تهريبهم”.
وبحسب مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، فقد تم توثيق ما لا يقل عن 1450 حالة وفاة في البحر الأبيض المتوسط، من بينها 1121 حالة وفاة على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط.
النهج القائم على المسار
إلى ذلك، قال مدير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في نيويورك، سيفانكا دانابالا، إن المفوضية تعمل مع شركائها لتنفيذ نهج قائم على المسار، يهدف إلى تعزيز الوصول إلى الحماية على طول الطرق الرئيسية، وهو ما يمثل تحولًا نحو استجابة أكثر إنسانية.
وشدد دانابالا على أن التحديات لا تبدأ في شمال أفريقيا، مشيرًا إلى أن المفوضية سجلت أكثر من 350 ألف لاجئ وطالب لجوء حتى الآن في هذا العام، وكثير منهم لاجئون سودانيون، يسعون إلى الحماية في شمال أفريقيا.
وقال إن أكثر من 97 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى ليبيا منذ أبريل 2023، وأن من المتوقع وصول المزيد مع التصعيد الأخير للصراع هناك.
وأضاف أن العديد من التحديات التي ُأبْلِغَ عنها العام الماضي لا تزال قائمة، مما يثير قلقا كبيرا.