سطرت ملاحم بطولية سيخلدها التأريخ في دارفور.. القوة المشتركة.. (ألمي حار ما لعب قعونج)..
انخرطت في المعارك متأخرة، وأحدثت فوارق في التوازن العسكري..
مناوي: انتصاراتنا زلزال هزَّ الأرض من تحت أقدام الجنجويد..
أحمد: أفشلنا أكبر مخطط لتقسيم الدولة السودانية من قبل الميليشيا وحلفائها “قحت وتقدم”
حنفي: لو دخلت القوة المشتركة في بداية المعارك، لما سقطت الولايات الأربع في يدي المتمردين..
حذيفة: القوات المشتركة أكدت انتصار إرادة الشعوب الحرة على العمالة والارتزاق..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بالتنسيق والتعاون مع القوات المسلحة، وبإسناد شباب المقاومة الشعبية، سيطرتها على مناطق شمال مليط، وذلك في واحدة من أكبر وأشرس المعارك التي شهدتها ولاية شمال دارفور منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م، حيث استمرت المعركة 12 ساعة، تكبدت خلالها ميليشيا الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والأنفس والعتاد، وقال بيان للناطق الرسمي باسم القوة المشتركة، تلقت الكرامة نسخة منه، إن الميليشيا المتمردة ظلت تمارس الإرهاب وتقطع الطريق القاري الرابط بين مدينة الدبة في الولاية الشمالية، ومدينة مليط بولاية شمال دارفور، حيث درجت الميليشيا على نهب ممتلكات المواطنين، ومنع دخول الإغاثة الإنسانية” إلى المدن المتضررة في دارفور، وكانت المعارك بين القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، وميليشيا الدعم السريع، بدأت في منطقة مدو ثم وادي سندي وصولاً إلى منطقة الصياح، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً من مدينة مليط الاستراتيجية بولاية شمال دارفور.
مناوي مغرداً:
واحتفاءً بهذا النصر الكبير غرّد حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة جيش تحرير السودان القائد مني أركو مناوي على صفحته بمنصة أكس، مبيناً أن القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، والقوات المسلحة، وشباب المقاومة الشعبية، سطّروا ملحمة بطولية ستُسجل بحروف من نور على صفحات التاريخ، وحققوا انتصاراً ساحقاً ضد ميليشيا الجنجويد الإرهابية المسماة بالدعم السريع في واحدة من أعظم معارك هذا العصر، وقال مناوي إنه منذ تسعة أشهر، كانت تلك الميليشيا الباغية تمارس الإرهاب، بنهب ممتلكات المواطنين على الطريق القاري بين الدبة ومليط، وتمنع دخول الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى المدن المتضررة في دارفور، معتبراً ما تحقق من انتصار بمثابة زلزال هزَّ الأرض من تحت أقدام ميليشيا الجنجويد، وانتزع السيطرة من أيديهم، حيث أذاقتهم القوة المشتركة الهزيمة المُرة في مناطق شمال مليط، وأطاحت بعروشهم الزائفة.
إغلاق شريان الإمداد:
أهمية هذه المعارك تكمن في إفشال أكبر مخطط لتقسيم وتمزيق الدولة السودانية من قبل ميليشيا عربان الشتات وحلفائهم من قحت وتقدم، المسنودين من بعض الجهات الإقليمية والدولية، هكذا ابتدر الرائد أحمد حسين مصطفي، الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، حديثه للكرامة من مدينة الفاشر، وأكد أن سيطرة القوة المشتركة والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية على طريق الصحراء، تعني إغلاق شريان الإمداد الرئيس الذي يغذي منظومة الجنجويد العسكرية والبشرية القادمة عبر دولتي ليبيا وتشاد، مبيناً أن وجود القوة المشتركة على هذا الطريق الصحراوي، سيساهم في فتح الطريق القاري بين الدبة ومحلية مليط وذلك من أجل إيصال القوافل الإغاثية والإنسانية والقوافل التجارية، حيث ظل الطريق مغلقاً منذ دخول هؤلاء الأوباش إلي مليط، وقيامهم بعمليات نهب وسلب القوافل القادمة من مدينة الدبة بالولاية الشمالية، وأكد الرائد أحمد حسين مصطفي، الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، أن هذه المعارك ليست مجرد انتصارات عابرة في هذه الحرب، بل هي نقطة تحول في موازين القوة في إقليم دارفور وفي السودان بأسره، مبيناً أن القوة المشتركة في طريقها لتطهير كافة المدن والقرى في إقليم دارفور خاصة والسودان بصفة عامة من ميليشيا الدعم السريع، حتى يتحقق النصر الكامل وتستعيد البلاد عافية الأمن والسلام والاستقرار.
إرادة منتصرة:
ويرى الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية الأستاذ حذيفة عبد الله أن المعارك التي تخوضها القوة المشتركة، والقوات المسلحة، والمقاومة الشعبية بمتحرك محور المالحة ومتحرك جبل مون، بمثابة انتصارات كبيرة للشعب السوداني الصابر والصامد، وقال حذيفة في إفادته للكرامة إن هذه الخطوات تثبت أن إرادة الشعوب الحرة، دائماً تنتصر على العمالة والارتزاق، مؤكداً أن الانتصار على هذه الميليشيا المتمردة ومحوها من المشهد السوداني، مسألة وقت ليس إلا، مهما كان حجم الدعم اللوجستي والغطاء السياسي الخارجي المتوفر لها، مجدداً دعم وإسناد التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية للقوات المسلحة والقوات المساندة لها سياسياً وعسكرياً حتى يتحقق النصر الأكبر الذي ينتظره الشعب السوداني والذي باتت بشائره تلوح في الأفاق عطفاً على التحرك العسكري المتزامن في العديد من جبهات ومحاور القتال في السودان.
تحول موازين القوة:
ومنذ دخول القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح ميدان القتال بعد أن تخلت بعض حركات دارفور المسلحة عن مبدأ الحياد، تحوّلت موازين القوة والعمليات القتالية في شمال دارفور لصالح الحكومة السودانية، تحكي عن ذلك العمليات البطولية التي خاضتها القوة المشتركة والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية على تخوم مدينة الفاشر والتي أودت بحياة العشرات من كبار القادة الميدانيين لميليشيا آل دقلو المتمردة، وأفشلت كل محاولاتها المتكررة (أكثر من 130 هجوم) لإسقاط مدينة السلطان وإعلان دولتهم المزعومة في دارفور وفقاً لتخطيط داعميهم من المحاور الإقليمية والدولية.
استعادة التوازن العسكري:
وبعد أن نجح تحالف القوة المشتركة والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية في التصدي لميليشيا آل دقلو وإفشال مخططها الرامي إلى اجتياح مدينة الفاشر، بدأت القوة المشتركة في التحرك خارج نطاق مدينة فاشر السلطان، لاستعادة التوازن العسكري في إقليم دارفور الذي تقع أربعٌ من ولايته الخمس في قبضة ميليشيا الدعم السريع، حيث كانت القوات المسلحة قد انسحبت تكتيكياً في بواكير الحرب، وأخلت وجه مدن الجنينة، ونيالا، والضعين، وزالنجي لميليشيا آل دقلو وحواضنها الاجتماعية، ولكن الوضع الآن في طريقه إلى التغيير في ظل تحرك القوة المشتركة والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية لانتزاع بعض المناطق من يدي المتمردين، بداية بمعسكر الزرق، ومروراً بالمحليات الشمالية لولاية شمال دارفور بما فيها الصياح ومليط، وتجري هذه العمليات متزامنة مع اقتراب القوة المشتركة من دخول مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور على محور جبل مون، حيث تمثل هذه التحركات أول خطوة على طريق استعادة ولايات دارفور الأربع من يدي ميليشيا آل دقلو.
أهمية القوى المشتركة:
ويُقر الخبير الاستراتيجي حنفي عبد الله أفندي مدير مركز السودان لدراسات مكافحة الإرهاب، والباحث في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية بأهمية دخول القوة المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح إلى ميدان العمليات وتأثيرات ذلك على ترجيح كفة الميزان لصالح القوات المسلحة، وقال الفريق حنفي في إفادته للكرامة، إن دخول هذه القوة كان متأخراً، وزاد” لو دخلت في بداية المعارك لما سقطت الولايات الأربع في يدي الميليشيا المتمردة، مشيراً إلى عدة عوامل قال إنها زادت من فاعلية القوة المشتركة وأحدثت الفرق الواضح في ميدان العمليات القتالية، وأهمها عامل الخبرة والدُربة التي تتمتع بها القوة المشتركة، هذا بجانب ارتباطها بالأرض، ومعرفتها بطبوغرافية المنطقة وطبيعتها ودروبها ومسالكها، بالإضافة إلى رمزية الفاشر كمعقل لمعظم حركات الكفاح المسلح، وأهمية المدينة كقلعة تأريخية ذات دلالات نفسية جعلت من هذه القوة المشتركة تقاتل بعزيمة وشراسة، وتمارس صموداً قوياً ومدهشاً في الدفاع عن الفاشر.
تفاؤل وتحذير:
وتوقع الخبير الاستراتيجي حنفي عبد الله أفندي مدير مركز السودان لدراسات مكافحة الإرهاب، والباحث في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن يكون للقوة المشتركة اليد الطولى في استعادة التوازن العسكري والميداني بإعادة ولايات دارفور الأربع إلى حضن الوطن في ظل تراخي يد الميليشيا المتمردة، وسقوط العشرات من قياداتها الميدانية، وهروب الكثير من أفرادها من المعارك، ورجوع البعض الآخر إلى حواضنهم الاجتماعية، منوهاً إلى أن السيطرة على مدينة الجنينة يمثل بداية الانطلاقة الحقيقية للسيطرة على بقية عواصم ولايات دارفور، مبيناً أن أهمية مدينة الجنينة تكمن في إغلاق المنافذ الحدودية لإمداد الميليشيا، وحذر الفريق حنفي من أن الفاشر مازالت واحدة من الأهداف التي يسعى التمرد للاستيلاء عليها لتنفيذ خطة الاستيلاء على إقليم دارفور.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ يبدو أن ميليشيا الدعم السريع قد بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة على كافة المحاور وجبهات القتال، وأن دارفور ستكون مقبرتها التي ستُوارى فيها ما لم تنحاز إلى صوت العقل وتضع السلاح أرضاً حفاظاً على الأنفس والأرواح، ذلك أن عملية (فكّ اللجام) التي انطلقت متزامنة يوم الجمعة الماضية، ستمضي إلى غاياتها لتنظيف البلاد من دنس الميليشيا المتمردة، ولن تذر على الأرض منهم ديّارا، رفعت الأقلام وجفت الصحف.