تدهور الأوضاع الأمنية في جزيرة توتي
أفادت غرفة طوارئ الخرطوم بتدهور الوضع الأمني في جزيرة توتي، حيث تعرضت جميع المحلات التجارية لعمليات نهب شملت المواد الغذائية القليلة المتوفرة.
وأكدت الغرفة، بحسب منشور على صفحتها في “فيسبوك” الخميس، أن العصابات المسلحة قامت بسرقة الطعام من المطابخ المشتركة باستخدام السلاح.
وأشارت إلى استمرار الانتهاكات ضد المواطنين في الجزيرة، حيث يتم تقييد حركتهم، ويتعرض من يحاول الخروج للضرب والإهانة. كما يتم اقتحام المنازل واعتقال سكانها مع مطالبة بفدية مالية للإفراج عن المعتقلين.
وأفادت أيضًا بفرض رسوم مالية كبيرة على الراغبين في عبور الكبرى، إضافة إلى انتشار واسع للعصابات المرتبطة بقوات الدعم السريع التي تقوم بمهاجمة المواطنين باستخدام الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء.
تقع جزيرة توتي وسط العاصمة الخرطوم، عند التقاء النيلين الأبيض والأزرق في منطقة المقرن، يحدها جنوبًا القصر الجمهوري وشرقًا القيادة العامة للجيش، مما جعلها وسط مناطق الاشتباك بين الجيش والدعم السريع.
وتبلغ مساحة الجزيرة 990 فدانًا، ويعيش فيها حوالي 25 ألف نسمة، بينما يقدر عدد السكان المتبقيين في الجزيرة حاليًا بحوالي 10% من سكانها. ومنذ الشهور الأولى للحرب التي اندلعت منتصف أبريل، يعاني سكان توتي من آثار حصار الدعم السريع.
وندّدت منظمات ولجان مقاومة بحصار الدعم السريع لسكان الجزيرة، حيث أغلقت قوات الدعم السريع جسر توتي، الرابط الوحيد للجزيرة بالعاصمة، وقيدت حركة مرور المواطنين والسلع الاستهلاكية والدواء وسط مخاطر من التنقل عبر مراكب النقل النهري التي كان يستخدمها سكان توتي قبل تشييد الجسر في 2008.
وللمرة الأولى منذ تأسيس الجزيرة، يتم دفن الموتى في مزارع وحدائق الجزيرة، التي لا توجد بها مدافن لصغر مساحتها. وكان سكان الجزيرة يلجأون سابقًا إلى استخدام المراكب النهرية لنقل الجثامين ودفنها في مقابر بمدينة بحري قبل أن تمنعهم قوات الدعم السريع من ذلك.
في منتصف يوليو، خرجت 185 أسرة من جزيرة توتي إلى مدينة أم درمان. وقال والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، وقتها إن احتجاز الدعم السريع للمواطنين فاقم من حرب المدن التي يخوضها الجيش السوداني.
وأدى القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في أبريل 2023، إلى قتل آلاف الأشخاص ونزوح الملايين، وفقًا للأمم المتحدة.