الأخبار

طارق ذياب : نادي ريال مدريد وفياريال أن الريال نادٍ قوي وله رئيس قوي ومقرب من السلطات، وهو يعتبر دولة مصغرة.

طارق ذياب النجم السابق للكرة التونسية ومحلل قنوات بي إن سبورتس صرح خلال الإستوديو التحليلي لمباراة
ريال مدريد وفياريال أن الريال نادٍ قوي وله رئيس قوي ومقرب من السلطات، وهو يعتبر دولة مصغرة.
بالطبع حديث ذياب سيأخذه البعض كدليل على مساندة السلطة الإسبانية لريال مدريد سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة. وبعيدا عن صحة أو خطأ ذلك الإدعاء، دعني أعود بك للتاريخ لتدرك سر المنافسة بين ريال مدريد وبرشلونة.
مدينة برشلونة هي عاصمة إقليم كتالونيا، وهو إقليم كان يتمتع باستقلال لفترات كبيرة من التاريخ حتى العصور الوسطى حينما أصبح جزءا من الدولة الإسبانية. الرغبة في الانفصال وتكوين دولة مستقلة ظل حلم الكتالونيين على مر العصور. كتالونيا إقليم له لغته الخاصة ودستوره وقوانينه وبرلمانه. المشكلة الكبرى حدثت مع تولي الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو مقاليد الحكم في القرن الماضي ورغبته في السيطرة على الميول الاستقلالية لكتالونيا. فرانكو ألغى التعامل باللغة الكتالونية ومنع إستخدام علم الإقليم وحظر إنشاء أي مؤسسة ذات طابع كتالوني وقضى على المعارضين من الإقليم.
شعب كتالونيا ثار ضد فرانكو واتخذ من نادي برشلونة مركزا لثورته، مما دعا الحاكم الإسباني لقصف النادي في 1936. إقليم الباسك أيضا تعرض لموقف مشابه، مما جعل فرانكو يأمر بمنع أندية كتالونيا والباسك من استقدام أي لاعب من خارج الإقليمين، وهو شيء وإن كان ينتمي للماضي إلا أنه ممتد بجذوره إلى الحاضر في ظل اعتزاز تلك الأندية باللاعبين المنتمين للإقليم.
هل كان فرانكو مشجعا لريال مدريد؟
في الواقع، هو مثله مثل أي ديكتاتور حاول استخدام كرة القدم لخدمة أهدافه السياسية.
فرانكو ساهم بشكل كبير في تصعيد فريق القوات الجوية الإسبانية من الدرجة الثانية إلى الأولى، وأجبر أفضل اللاعبين الإسبان على الإنضمام إليه. ذلك النادي هو المعروف حاليا بأتلتيكو مدريد.
نعود إلى ريال مدريد الذي حاول فرانكو إخضاعه تحت سلطته، كونه أكبر أندية العاصمة الإسبانية. رئيس الميرنجي وقتها رفض تدخلات فرانكو فتم اعتقاله، وبعد رحيله أصبح النادي مركزا للدعاية وواجهة لحكم فرانكو. ببساطة فرانكو استغل اسم وشعبية ريال مدريد في محاولة تبييض صورة حكمه والوصول للناس. يقال أن فرانكو كان السبب وراء تحويل وجهة الأسطورة الأرجنتينية دي ستيفانو من برشلونة إلى ريال مدريد. اللاعب الذي صنع تاريخا عظيما مع الميرنجي جاء إلى إسبانيا للإنضمام لبرشلونة، لكن تدخل فرانكو غير وجهة اللاعب لنادي العاصمة الإسبانية.
كم عدد بطولات كل من ريال مدريد وبرشلونة أثناء فترة حكم فرانكو؟
ريال مدريد حقق 24 بطولة منهم 13 بطولة في الدوري الإسباني و6 بطولات دوري الأبطال.
برشلونة حقق 16 لقبا منهم 7 ألقاب للدوري الإسباني.
منذ عدة سنوات تم عمل استفتاء في إقليم كتالونيا للاستقلال عن الدولة الإسبانية، وهو الشيء الذي رفضته تماما السلطات الرسمية للدولة وتم محاكمة عدد من قيادات الإقليم.
نادي ريال مدريد هو رمز للدولة الإسبانية، ونادي برشلونة هو رمز للمعارضة الكتالونية الراغبة في الاستقلال.
الخلاصة أن جذور الصراع بين ريال مدريد وبرشلونة ليست رياضية، بل الموضوع في حقيقته أكبر من ذلك بكثير.
أما نصيحتي لك يا صديقي فتتلخص بعدم إعطاء كرة القدم أكبر من حجمها في حياتك لأنها نشاط ترفيهي في النهاية. فلا داعي للدخول في خلافات ومهاترات وذم البعض من أجل حبك لهذا النادي أو ذاك، لأنك في النهاية لست إسبانيا ولست طرفا في هذا الصراع السياسي الذي تظنه أنت رياضيا فقط.
لدينا في عالمنا العربي العديد من المشاكل التي تفوق كثيرا في أهميتها تنافس ريال مدريد وبرشلونة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى