دكتور عبد الله حمدوك : نحذر من ان تتحول المساحة الشاسعة للسودان الي مرتع للجماعات الارهابية
بعض من إفادات دكتور #عبدالله_حمدوك رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية #تقدم لصحيفة النهار اللبنانية
– نحن أمام أزمة وجودية تهدّد السودان كدولة، وتهدّد الأمن والاستقرار في الإقليم بأسره جراء الاضطراب الأمني الشامل.
– أطراف في الداخل مرتبطة بالنظام السابق ظلّت تقف حجر عثرة أمام أي محاولة للحلّ السلمي وإنهاء الصراع، وظلّت ترهن مستقبل البلاد بعودتها إلى الحكم، ولو على أشلاء الشعب السوداني، وعلى حساب وحدة تراب الوطن. وهي نفس الجماعات التي لفظها الشعب السوداني في ثورة ديسمبر المجيدة.
– بدأت عودة عناصر النظام السابق في أعقاب الانقلاب على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر 2021م، وبعد أن اشعلوا حرب 15 أبريل 2023م وسيطروا على مقاليد الأمور والقرار السياسي وهم من يقودون الحرب والدمار الشامل في البلاد الآن.
– “تقدم” أوسع تحالف مدني في تاريخ السودان، يضم تمثيلاً واسعاً لمكوّنات المجتمع السوداني من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني والمهنيين والنقابات وتنظيمات المرأة ولجان المقاومة واتحادات الرعاة والمزارعين والمبدعين والإدارة الاهلية وحركات الكفاح المسلح. ويعبّر هذا التمثيل عن قطاع عريض من الشعب السوداني في الداخل والخارج، والمساعي متواصلة لتوسيع هذا التحالف للعمل مع الآخرين الذين يؤمنون بإيقاف الحرب، والعودة إلى مسار التحوّل المدني الديموقراطي.
– السودان ليس معصوماً من مآلات التقسيم الذي نراه في النزاعات من حولنا، ومقومات التشرذم والتفتت متوافرة.
– نحذر من أن تتحوّل المساحة الشاسعة في السودان إلى مرتع للجماعات الارهابية من اقصي القرن الأفريقي إلى منطقة الساحل.
– المواقف الصينية والروسية المعلنة تدعو كلها إلى وقف الحرب، وإنهاء محنة الشعب السوداني بالتفاوض. هذه المواقف تجد منا القبول والدعم في ظل علاقات الصين وروسيا التاريخية مع السودان وشعبه.
– في أواخر ديسمبر من العام الماضي دعونا في “تقدم” إلى الجلوس والتفكير مع كل من قائدي الجيش والدعم السريع، استجاب قائد الدعم السريع وجرى اللقاء والاتفاق في يناير الماضي على ضرورة وقف الحرب وقضايا العون الإنساني وحماية المدنيين.
– يؤسفني القول أنه رغم الوعود التي قطعها قائد الجيش، لم نلمس جدية في عقد اجتماع معه، بل على النقيض من ذلك، نرى مزيداً من الإصرار على مواصلة الحرب، في تجاهل تام لمعاناة السودانيات والسودانيين.
– رغم التعنت وحملات التخوين والتشكيك في مساعينا لوقف هذه الحرب فإننا – كقوى مدنية – سنواصل العمل الجاد وبذل كل الجهد الممكن لوقف هذه الحرب ومعالجة جذورها، لتكون هذه الحرب اللعينة آخر الحروب في السودان.
– نرى في “تقدم” ضرورة توحيد كل الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في السودان تحت مظلة واحدة، تسير في مسارات مختلفة في المجالات الثلاثة : وقف العدائيات، ومعالجة الكارثة الإنسانية، وتفعيل العملية السياسية.
– ما يشغلني الآن هو كيف نستطيع وقف هذه الحرب اللعينة، واحتواء آثارها المدمرة على شعبنا المنكوب، وانقاذ السودان من التشظي. وحين تضع الحرب أوزارها، ويعود الأمن والاستقرار، هنالك آلاف من السودانيين المؤهلين لقيادة البلاد في معركة إعادة الإعمار، وإرساء دعائم الحكم المدني الرشيد.