الماالي ساليف كيتا اسم له صدى عظيم في تاريخ كرة القدم الأفريقية والعالمية
ولد في 8 ديسمبر 1946 في باماكو، مالي، وسرعان ما أصبح أسطورة كرة القدم، ليس فقط لموهبته الخام، ولكن أيضًا لشجاعته في عبور الحدود وفرض أسلوبه الفريد في عالم لا يزال مغلقًا جدًا أمام لاعبي كرة القدم.
بدأ كيتا مسيرته مع ناديه المحلي ريال دي باماكو، حيث سرعان ما ميز نفسه بسرعته وقوته وحسه التهديفي. وسرعان ما جذبت موهبته الاهتمام الدولي، وفي سن 18 عامًا، انضم إلى نادي سانت إتيان في فرنسا عام 1967.
في سانت إتيان، أصبح ساليف كيتا أيقونة حقيقية. يساهم بشكل كبير في هيمنة النادي على الساحة الوطنية. إنه أحد الشخصيات الرئيسية التي ساعدت الخضر على الفوز بثلاث بطولات فرنسية (1968، 1969، 1970) بالإضافة إلى كأس فرنسا في عام 1970. وفي عام 1970، كان أيضًا أول فائز بالكرة الذهبية الأفريقية، جائزة تم إنشاؤها في نفس العام لتكريم أفضل لاعب في القارة.
خلال الفترة التي قضاها في سانت إتيان، اشتهر كيتا بمآثره المذهلة، بما في ذلك الموسم الذي سجل فيه 42 هدفًا، مما أدى إلى تسجيل اسمه في سجلات كرة القدم الفرنسية. قدرته على المراوغة وتسجيل الأهداف الرائعة وقيادة فريقه أكسبته لقب “دومينغو”، في إشارة إلى أناقته على أرض الملعب.
وبعد نجاحه في فرنسا، غادر كيتا إلى فالنسيا في إسبانيا، ثم جرب حظه في أندية أوروبية أخرى، أبرزها سبورتنج البرتغال وأولمبيك مرسيليا. أينما ذهب، ترك بصمة لا تمحى، حتى لو تميزت سنواته الأخيرة في أوروبا بالإصابات التي حرمته من اللعب على أعلى مستوى له.
بالإضافة إلى براعته على أرض الملعب، يعتبر ساليف كيتا أيضًا رائدًا. وهو من أوائل اللاعبين الأفارقة الذين نجحوا في ترسيخ أقدامهم في البطولات الأوروبية، مما مهد الطريق لأجيال من لاعبي كرة القدم الأفارقة الذين سيتبعون خطاه.
بعد اعتزاله عام 1980، لم يبتعد ساليف كيتا عن كرة القدم. أسس مركز ساليف كيتا، وهي أكاديمية لكرة القدم في مالي، للمساعدة في تطوير المواهب المحلية وتوفير مستقبل رياضي للشباب. إن التزامه تجاه الشباب المالي وبلده أكسبه الاعتراف ليس فقط كأسطورة في كرة القدم، ولكن أيضًا كنموذج للمواطن الملتزم.
وشارك كيتا أيضًا في المبادرات الدبلوماسية والثقافية، بما في ذلك العمل كسفير للنوايا الحسنة لمختلف المنظمات. وتبقى مسيرته المهنية، داخل وخارج الملعب، مصدر إلهام لكل من يطمح إلى النجاح رغم العقبات.
.