السلطات السودانية تطلب من وفد اممي زار بعض ولايات دارفور مغادرة البلاد
منعت السلطات الحكومية السودانية في بورتسودان وفد الأمم المتحدة، برئاسة نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للسودان، من زيارة ولايتي جنوب وشرق دارفور وطلبت منه مغادرة الاراضي السودانية.
واتصل مراسل راديو دبنقا بالسيد طوبي هاوورد نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للسودان للحديث حول هذا الأمر لكنه اعتذر عن الإجابة.
وقال هاوورد “وددت أن أجيب على أسئلتكم، لكن الوضع حساس للغاية مع الحكومة الاتحادية في بورتسودان في الوقت الحالي، آمل أن يتم حل الوضع قريبا”.
لكن وزير الشئون الاجتماعية بالادارة المدنية لجنوب دارفور حافظ الصالح الذي كان يرتب لاستقبال الوفد روى لراديو دينقا رواية عن تفاصيل ما حدث.
وقال الصالح ان الوفد الاممي اخطرهم الاسبوع الماضي بأنه بصدد زيارة ولاية جنوب دارفور ومنها الى شرق دارفور بعد ان زار ولايتي غرب ووسط دارفور”
واضاف “اعددنا العدة نحن في جنوب دارفور لاستقبال الوفد، وعندما تحرك من مدينة زالنجي في طريقه الى نيالا وصله اخطار من الحكومة في بورتسودان طلبت منه عدم زيارة جنوب وشرق دارفور”
وتابع الصالح قائلا “اتصل بنا الوفد وأبلغنا برفض سلطات بورتسودان اكمال الزيارة وعاد من منتصف الطريق”.
واشار وزير الشؤون الاجتماعية الى ان الادارة المدنية استنكرت الأمر وكونت وفداً لزيارة الوفد الأممي في زالنجي برئاسته، لكنها تفجأت مرة أخرى باتصال من الوفد ابلغهم فيه بأن السلطات طلبت منهم مغادرة الأراضي السودانية.
وأكد ان الوفد غادر البلاد ووصل إلى منطقة (فرشنا) التشادية.
وجدد حافظ الصالح عزم الادارة المدنية بجنوب دارفور على الوصول إلى الوفد الأممي في تشاد بغرض تسليمه المذكرة الاحتجاجية لجنوب دارفور على رفض السلطات في بورتسودان زيارة الوفد الى الولاية.
وتحمل المذكرة، التي اطلع عليها راديو دبنقا، مجموعة من الفقرات التي قال عنها الوزير إنه بسببها قد لا تسمح الحكومة في بورتسودان للوفد بزيارة مدينة نيالا، حيث اشارت الى ان ولاية جنوب دارفور تواجه فجوة كبيرة في الخدمات الانسانية لأنها كانت تعتمد على الخدمات المتمركزة في العاصمة الخرطوم من معينات الصحة خاصة (الامصال، الأدوية، التقاوي، المبيدات، ولقاحات تطعيم الماشية، والكتب وغيرها.
وذكرت المذكرة ان مدينة نيالا بها ألغـ.ام وذخائر غير متفـ.جرة وسط المدنيين في المواقع التي شهدت معـ.ارك وأنها تحتاج الى معالجة عاجلة من المنظمات المختصة، اضافة الى انه بحكم وجود الميناء في شرق السودان فان كل الاحتياجات الحياتية تأتي من هناك لكنها توقفت تماما ما نتج عنه غلاء في الاسعار وانعدام لبعض المواد.
وقال الصالح إن الوفد وصل تشاد وابلغهم بانه سيبذل جهده من أجل الوصول الى تفاهمات من الحكومة في بورتسودان للسماح له بزيارة الولاية، لكن الوزير استبعد أن يسمح الجيش بالزيارة، وعزا ذلك الى ان القوات المسلحة تخشى تمليك المجتمع الدولي أدلة الجـ..رائم التي ارتكبتها في مدينة نيالا، خاصة فيما يلي الألغام التي زرعتها والذخـ.ائرة غير المتفـ.جرة في عدة مواقع في المدينة.
وأشار إلى ان تلك الالغـ.ام والذخـ..ائر قتـ.لت عدداً من المواطنين في المنطقة حول قيادة الجيش التي استولت عليها قوات الدعـ.م السـ..ريع وفي منطقة السوق الجنوبي الواقعة في محيط القيادة.
وأضاف “حتى الآن هناك ألغام لم يتم نزعها، فاذا وصل الوفد للولاية نحن سنملكهم هذه الادلة التي تضم كذلك البنيات التحتية ومنازل المواطنين التي دمـ.رها الطيران والمقـ.ـابر الجمـ..اعية للضـ.حايا حول القيادة الذين تمت تصفيـ ــتهم في معتـ ـقلات الجيش”.
وتابع قائلا “هذه كلها ادلة تد.ين الجيش، لذلك هم قرروا عدم السماح للوفد بالوصول إلى نيالا”.
واستنكرت المذكرة، التي اعدتها الادارة المدنية لتسليمها للوفد الأممي، قرار السلطات في بورتسودان برفض زيارة الوفد، وقالت ان هذا التصرف الجـ.ائر هو معني به انسان الولاية بصورة اساسية.
واضافت “تزامن رفض الزيارة مع قصف الطيران الحربي لمدينة نيالا ليلة 14 اكتوبر الماضي ما يعني ان الجيش حريص على ان لا يشهد وفد الامم المتحدة انتهاكات طيرانه ضد المدنيين في دارفور”.
وحول اهمية الزيارة لمواطني الولاية قال وزير الشئون الانسانية إنها إذا حدثت بالتاكيد سيكون لها ما بعدها، لأن الوفد يضم عدداً من ممثلي وكالات الامم المتحدة، خاصة ان الولاية حتى الآن لا توجد فيها اي منظمة دولية او أممية.
واوضح أن منظمتي الصحة العالمية وانقاذ الاطفال اللتين تعملان في مجال الصحة والتعليم كانا ضمن الوفد وكان من المخطط أن يجريان مسحاً لتحديد حجم الاحتياجات للمساعدات في هاذين المجالين، اضافة إلى أن الوفد كان سيقف على مستوى المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية في الولاية، واذا وجد ان هناك مجال يحتاج إلى مساعدة سيتم توجيه عدد آخر من المنظمات للوصول الى الولاية.
وأضاف قائلا “حكومة بورتسودان تسعى من خلال رفضها زيارة وفد الامم المتحدة الى حرمان مواطني جنوب دارفور من اي مساعدات وخدمات انسانية يمكن ان تقدمها الامم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية”.