م خالد عمر : مواطن الجزيرة حاله كحال باقي مناطق السودان لابواكي له هو رقم صغير في معادلة سلطوية تتغذي علي دماء الابرياء
كتب م. خالد_عمر | خلال اليومين الماضيين وثقت مصادر عديدة لانتهاكات واسعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في عدد من مناطق الجزيرة سقط جراءها عشرات الضحايا، ولقصف طيران القوات المسلحة لمسجد الشيخ الجيلي ومحيطه بحي الامتداد الغربي بود مدني والذي راح ضحيته العشرات.
مواطن الجزيرة حاله كحال باقي مناطق السودان لا بواكي له .. هو رقم صغير في معادلة سلطوية تتغذى على دماء الأبرياء في مناطق وادعة ومسالمة. الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت في حق الأبرياء تم التعامل معها كمحض كرت للتلاعب السياسي، يرفعه هذا أحياناً ويخفيه ذاك احياناً أخرى دون انصاف حقيقي للضحايا أو سعي جاد لحماية الأبرياء، والثابت هو أن غمار الناس دفعوا ثمناً غالياً جراء صراع لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
الحرب ليست مباراة كرة قدم ينقسم الناس فيها لتشجيع الأطراف المقاتلة وحثها على المزيد، الحرب موت وتشريد وتدمير وتمزيق للنسيج الاجتماعي وضياع للقيم والأخلاق. الحرب بوابة فقدان الانسانية وإهدارها، فمن تبقت بنفسه ذرة من إنسانية فليعمل بكل السبل على ايقافها الآن ودون تأخير لا تأجيج نيرانها.
وقف الحرب لا يعني الحفاظ على الأوضاع الحالية كما هي، وقف الحرب يعني تدابير جادة لحماية المدنيين وضمان سبل كسب عيشهم ومسكنهم وعلاجهم وإنهاء كافة مظاهر التواجد العسكري في المناطق المدنية، ويعني التوافق على حلول مستدامة تخاطب أسباب النزاعات التي ظلت ملازمة لبلادنا منذ تكوينها، وتعالجها بصورة حقيقية ومنصفة وعادلة للجميع.