إسرائيل تقصف بعلبك وفرار وهلع السكان من المدينة
هرع سكان مدينة بعلبك في شرق لبنان إلى الطرق للفرار وسط حالة هلع اليوم الأربعاء بعدما أصدر الجيش الاسرائيلي إنذاراً بالإخلاء لسكان المدينة وقريتين تابعتين للمحافظة الواقعة في شرق لبنان، بينما أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين في وقت سابق من اليوم ذاته أن مجلس الوزراء الأمني برئاسته يناقش شروط الهدنة مع “حزب الله” في جنوب لبنان حيث يقوم الجيش بهجوم بري هناك.
وفي تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية قال كوهين “هناك مناقشات وأعتقد أن الموضوع سيستغرق بعض الوقت”.
ووفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومسؤولون إسرائيليون مساء الثلاثاء المطالب الإسرائيلية لهدنة تستمر 60 يوماً.
وتشمل هذه المطالب انسحاب “حزب الله” إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل وآلية تدخل دولية لفرض الهدنة وضمان محافظة إسرائيل على حرية التحرك في حال وجود تهديدات.
وقال كوهين الذي شغل في السابق حقيبة الاستخبارات “بفضل كل عمليات الجيش في الأشهر الماضية وخاصة الأسابيع الماضية، يمكن لإسرائيل أن تتحدث من موقع قوة ذلك بعد القضاء على قيادة ’حزب الله‘ بالكامل وضرب أكثر من 2000 موقع بنية تحتية لحزب الله”.
نزوح واسع من بعلبك
وحذر الجيش الإسرائيلي من ضرب أهداف تابعة لـ “حزب الله” في منطقة بعلبك.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “إكس” إنذاراً بالإخلاء “لسكان بعلبك وعين بورضاي ودورس”، مرفقاً إياه بخارطة للمنطقة، وقال إن الجيش “سيعمل بقوة ضد مصالح ’حزب الله‘ داخل مدينتكم وقراكم”، داعياً إياهم إلى اخلاء هذه المناطق “فوراً”.
وبعيد هذا الإنذار، هرع السكان إلى الطرق للخروج من المدينة التي امتلأت مداخلها بالسيارات، كما شاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، منهم من حمل فرشاً ووسادات وسط حالة من الهلع. وخلت المدينة تدريجاً من سكانها.
وجالت سيارات الدفاع المدني على الطرق وطلبت من السكان إخلاء المدينة عبر مكبرات الصوت.
وفي أعمق نقطة يصلها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليات توغله في جنوب لبنان نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية الثلاثاء بدخول “عدد كبير” من الدبابات الإسرائيلية إلى تلة عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام.
وأشارت الوكالة إلى دخول عدد كبير من الدبابات من جهة المطلة الإسرائيلية إلى “تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة الخيام” منذ الإثنين الماضي.
وكان “حزب الله” أعلن ليلاً استهدافه برشقة صاروخية تجمعاً لجنود إسرائيليين عند أطراف البلدة الواقعة على بعد قرابة ستة كيلومترات عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.
وفي وقت لاحق أمس الثلاثاء، أعلن “حزب الله” في بيانات متلاحقة استهداف تجمعات جنود إسرائيليين عند أطراف البلدة من جهة الجنوب والشرق برشقات صاروخية وقذائف مدفعية. وقال إن عناصره استهدفوا بـ”صاروخ موجه” دبابة ميركافا جنوب البلدة مما “أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
ومساء أمس أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن “الطيران الحربي الإسرائيلي أغار عدة مرات على مدينة الخيام وقام بعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة”.
في 23 سبتمبر، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها. وأطلقت عمليات توغل بري “محدودة” في المناطق الحدودية في 30 منه.
ومنذ ذلك الحين، يعلن “حزب الله” التصدي لمحاولات تسلل إسرائيلية عند قرى حدودية، والاشتباك معها داخل بعض البلدات الحدودية “من مسافة صفر”. وأكد “حزب الله” في بيان الأسبوع الماضي أن الجيش الإسرائيلي “لم يتمكن من إحكام سيطرته بصورة كاملة” على أي قرية في جنوب البلاد.
ومنذ بدء تبادل القصف عبر الحدود بين إسرائيل و”حزب الله” قبل عام، تتعرض بلدة الخيام التي تعد من كبرى البلدات في منطقة مرجعيون، لغارات إسرائيلية مركزة أدت إلى نزوح سكانها وأحدثت دماراً واسعاً فيها.
وللبلدة خصوصية، كونها تضم معتقل الخيام، وهو سجن تولى ما يعرف باسم “جيش لبنان الجنوبي”، قوة محلية تابعة لإسرائيل، إدارته خلال احتلال الأخيرة جنوب لبنان. ونددت منظمات غير حكومية مراراً بحصول عمليات تعذيب وسوء معاملة في السجن.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أمس، باعتقال قائد منطقة عيتا الشعب في “حزب الله” وعناصر آخرين من “قوة الرضوان”.
وأضاف على منصة “إكس”، “التحقيق معهم أسفر عن كشف وتدمير كثير من الأهداف الإرهابية في المنطقة”.
من جانبه، قال رئيس بلدية الصرفند في جنوب لبنان لـ”رويترز” في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إن 10 أشخاص على الأقل، معظمهم من الأطفال والنساء، قتلوا في غارة إسرائيلية على البلدة.
ومنذ بدء جولة التصعيد الإسرائيلية الأخيرة، قُتل ما لا يقل عن 1750 شخصاً في لبنان بنيران إسرائيلية، بحسب تعداد يستند إلى بيانات رسمية، بينما أرغم التصعيد أكثر من 1.2 شخص على ترك بيوتهم، وفق السلطات.