عثمان ميرغني يعلق على الجدل حول قوات الأورطة الشرقية
قال عثمان ميرغني، الكاتب والمحلل السياسي السوداني: “تاريخيا كانت هناك عناصر وفصائل تنشط وتتدرب داخل الحدود الإريترية من المعارضة خلال فترة حكم الإنقاذ السابق، وتم إنهاء هذا الوضع بالاتفاقية التي وقعتها حكومة البشير السابقة مع المجموعات المسلحة في جيبوتي، حيث عادت تلك الفصائل إلى السودان وتم تجريدهم من السلاح وضم بعضهم إلى القوات المسلحة والبعض الآخر تم تسريحه”.
ولا يزال الجدل دائرا في السودان حول قوات “الأورطة الشرقية”، التي أعلنت انتشارها في شرق السودان في ظل مخاوف من سيطرة مليشيات جديدة على شرق البلاد وتحويلها إلى مناطق نفوذ قبلية، تمهيدا لعملية تقسيم قادمة في البلاد، علاوة على أن تلك القوات يمكن أن تكون غطاء للتدخل الإريتري في البلاد.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “فيما يتعلق بـ”قوات (الأورطة الشرقية) وما أثير حولها، يبدو أن بعض القيادات الشرقية التي لها وجود مجتمعي مثل، الأمين داوود، باستغلال علاقتهم القوية مع إريتريا، حيث ان تلك القبائل السودانية لها امتداد داخل الدولة الإرتيرية، واقنعوا الإدارة الإريترية بإمكانية أن يقوموا بتدريب شباب تابع لتلك القبائل، على أن يتم إلحاقهم بالجيش السوداني وليس العمل كمجموعات خاصة”.
وتابع ميرغني: “اعتقد أن الإدارة الإريترية وافقت في البداية، لكن بعد أن لاحظت أن تلك المعسكرات بدأت تأخذ شكل (قَبلي) تم رفض تلك المعسكرات وطلبت أن يكون هناك مركز واحد للجميع وأن لا تفتح معسكرات التدريب حسب القوميات”.
وأشار إلى أن “من المجموعات التي تدريبها، مجموعة الأمين داوود والذين تم إلحاقهم بالجيش، فإذا كنا بحاجة إلى مجموعات إريترية للتدريب فليأتوا إلى داخل السودان”.
ويرى ميرغني، أن “عملية دمج عناصر الأورطة الشرقية في الجيش السوداني، هو نوع من التراجع من قبل القيادات السياسية الشرقية التي كانت تتجه للحصول على قوة عسكرية حقيقية للمساومة، حيث أن الأوضاع في البلاد نجد أن كل فصيل يستند على بندقيته لكي يحصل على موقع سياسي، ويبدو أن اعتراض القيادة الإرترية على هذا التوجه هو ما دفعهم لتسليم تلك العناصر المسلحة للجيش، لأنهم توقعوا أن تهدد تلك الفصائل إريتريا نفسها فيما بعد، لأن كلمة الأورطى الشرقية نفسها هى نوع من التراجع المؤدب”.