كتم تشهد استمرار موجة النزوح بين سكانها
كشف شهود عيان من بلدة كتم، التي تقع على بعد 136 كلم شمال غرب الفاشر عاصمة شمال دارفور، عن استمرار موجة النزوح بين سكان القرى التي أحرقتها مجموعات مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع.
قال القيادي الأهلي في بلدة أمبرو، هارون جمعة، لـ “دارفور24″، إن الهجمات الأخيرة التي شنتها المجموعات المتحالفة مع قوات الدعم السريع على قرى “إنكا، أمراي، بيري وجيرا” أدت إلى نزوح السكان نحو الطينة السودانية من أجل العبور إلى مخيمات اللاجئين شرقي تشاد.
أشار إلى أن بلدة انكا، الواقعة على بعد 60 كيلومترًا جنوب غرب كتم، تم إحراقها بالكامل، بما في ذلك المدارس الثلاثة والمركز الصحي الريفي والمحكمة الشعبية، مع تعرض البلدة والسوق لعمليات نهب كاملة، مما أدى إلى نزوح السكان نحو الجبال قبل أن يتوجهوا إلى الطينة سيرًا على الأقدام. أوضحت المواطنة في مدينة كتم، أسماء آدم عبد الرحمن، لـ “دارفور24″ أن هناك أعداداً كبيرة من النازحين الذين هربوا من شمال كتم إلى البلدة، وغالبية هؤلاء النازحين هم من الأطفال والنساء وكبار السن، وهم يعيشون في أوضاع إنسانية صعبة للغاية.
قال مزمل سعيد، وهو شاهد عيان آخر من بلدة الطينة الحدودية مع تشاد، لـ”دارفور24” إن أعدادًا من النازحين من قرى كتم وصلوا إلى الطينة وعبروا الحدود نحو مخيمات شرق تشاد.
أفادت شبكة أطباء السودان في بيانها يوم السبت الماضي بأن حوالي 15 شخصًا قد لقوا حتفهم، وأصيب 5 آخرون، بينما تم أسر 3 أفراد نتيجة هجوم قوات الدعم السريع على عدة قرى شمال كتم. تُحمّل شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع المسؤولية عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
نتج عن الأحداث التي وقعت في أكتوبر الحالي مقتل 72 شخصاً، وإحراق 48 قرية، ونهب أكثر من 230 ألف رأس من الماشية، بالإضافة إلى تدمير واسع للمزارع والحقول في شمال كتم. وفقًا للإدارة الأهلية، فقد نزح منذ منتصف أكتوبر الحالي من منطقة شمال كتم حوالي 42,240 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، حيث يعيشون في المناطق الجبلية والمناطق البعيدة هربًا من أعمال العنف والقتل التي تقوم بها المجموعات المسلحة المتحالفة مع قوات الدعم السريع.
أدى القتال في شمال كتم إلى إحراق عدد من القرى الواقعة على الشريط الحدودي بين دار بيري ودار سويني، وهذه القرى تشمل: حلة خلوة، أبوزكريا، أبو موسى، حلة هارون، أمو، حلة آدم حمدون، حلة أبو جمعة، حلة محمد أبو تى، كلميت، قصوب، أدبو، حلة إسحق طاهر، حلة إدريس دقو، حلة صديق برا، حلة عبدالله أبكر، بكاوري، خشم كومة، كريكر، ساي نور، أم سيالة، حلة يعقوب تور، حطاب، سينو، حلة فكي سمينو، كنقور، حلة دبة، بورة، كوبي، حلة كوة، حلة جدو، مدل، كيشي، أمبول، نيري، تمر كوى، حلة آدم هارون، كويرا، تنقرار، جافينا، سوري، كرنك، نيل دكوة، قوري، ديسا دبة، حلة عمارة، خور سيال، حلة مندار وحلة أبادفان. شهدت مناطق “بئر مزة” الواقعة على بعد 40 كيلومتراً شمال شرق كتم في الأسابيع الماضية معارك عنيفة بين القوات المشتركة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى والأسرى من الجانبين.
أدى القتال في منطقة بئر مزة إلى نزوح سكان عدد من القرى القريبة من كتم، مثل “عبد الشكور وفتا برنو وديسا و7 قرى أخرى”، إلى مناطق أمبرو ودور وفروك وعين سيرو ودليبة، بالإضافة إلى محيط مخيم كساب.