الأخبار

إفريقيا الوسطى تدير ظهرها للدعم السريع وحميدتي !!

كشف تقرير لمجلة “أفريكا إنتليجنس” الفرنسية المتخصصة في الشؤون الاستخباراتية بالمنطقة، ان رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين آرشانج تواديرا، أصبح يبتعد عن زعيم مليشيا الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، وبات يقيم علاقات مع عدوه عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني وقالت “أفريكا إنتليجنس” انه في المقابل تريد بانغي اعتقال قادة المتمردين ذفي جمهورية أفريقيا الوسطى الموجودين في السودان الشقيق وقد كلف تواديرا أقرب مستشاريه بتطوير شراكة مع جهاز المخابرات العامة السوداني. للعمل معاً على القضايا الثنائية التي ناقشها تواديرا والبرهان في سبتمبر عندما التقيا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك وكان من المقرر أن يُعقد الاجتماع في البداية في بانغي، لكن البرهان قرر في النهاية عدم الذهاب لأسباب أمنية والتقيا أخيراً في الولايات المتحدة، وقد طلب تواديرا تعقب واعتقال وتسليم اثنين من قادة المتمردين في جمهورية أفريقيا الوسطى اللذين يعملان من السودان، حيث أقاموا قواعد خلفية وتضيف الدورية الاستخباراتية أن داعمي حميدتي الذين ترتكب قوات الدعم السريع التابعة له فظائع ضد المدنيين، يبدو انهم بدأوا يشعرون بالتعب والشك. وان الإمارات بدات تُخطِّط لتقليل معدل صرف ما لا يقل عن 2 مليار دولار يشتبه في انها كانت تستخدم لدعم حميدتي بنقل الاسلحة واللوجستيات إلى كينيا ومنها للسودان عبر تشاد.

تحول مفاجئ

يجي التحول في موقف افريقيا الوسطى بعد دعمها لقوات الدعم السريع التي انشئت قاعدة عسكرية بمنطقة ام دافوق كانت تمثل خط إمداد لمليشيات الدعم السريع لولايتي جنوب ووسط دارفور ولم يقتصر الدعم الافريقي للمليشيا على الإمداد فقط فقد انشئ الدعم السريع شبكة اتصالات قوية جدا إبان شراكته لمجموعة فاغنر التي كانت تعمل في التنقيب عن الذهب بجانب تجنيد المعارضة المسلحة في افريقيا الوسطى التي بدورها جندت مليشيات التحقت بقوات الدعم السريع وشاركت معه في مسارح العمليات بجانب قيادات من الجبهة الشعبية لنهضة افريقيا الوسطى المعارضة للنظام ورغم كل الدعم الذي قدمته افريقيا الوسطى لمليشيات الدعم السريع الا انها كانت تتظاهر بالحياد حيال الازمة السودانية ولكن ماتقدمه كان معروفا” لاجهزة المخابرات السودانية التي كانت تمتلك ادلة للمعسكرات التي تم فتحها هناك والقاعدة العسكرية والامداد الذي تقدمه وقد كانت افريقيا الوسطى من ضمن الدول الذي اعد السودان شكوتها امام المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان نظرا إلى الانتهاكات التي وقعت للمدنيين في المناطق الحدودية وللاجئين داخل اراضي افريقيا الوسطى وقد تجاوز الرئيس فوستين آرشانج تواديرا كل ذلك وسعى للتفاهم مع السودان ودعا البرهان لزيارته ولكن تراجع البرهان عن الزيارة ترى ماهي اسباب انفتاح بانغي على قيادة الجيش في السودان وتراجع البرهان من الزيارة !!

مهددات مرتقبة

قال الاعلامي التشادي والباحث في الشان الافريقي احمد ادم عمر إن هناك كثير من التغيرات ستطرأ على علاقة السودان بدول تشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وتلك الدول قامت بدعم قوات الدعم السريع بعد حسابات خاطئة بان المليشيا ستسيطر على السودان في ساعات معدودة نظرا لضخامة اعداد مقاتليها من عشرة دول والسلاح والدعم المفتوح من دول الخليج والدعم السياسي من امريكا والدول الغربية والاتحاد الاوربي ولكن احترافية الجيش السوداني اثبتت إن المليشيات مهما بلغت قوتها فإنها ستنهار وماحدث لحركة يونيتا بالكنغو سيحدث للدعم السريع قريبا جدا وبالتالي ستواجه تلك الدول مشكلات امنية بدخول المسلحين والمرتزقة والحركات المتمردة على حكوماتها لتلك الدول ولا يستبعد ان تقوم بانفلاتات امنية ويبقى إن رئيس افريقيا الوسطى يحاول استباق هذه المرحلة بالتعاون مع الحكومة السودانية والوقوف ضد الدعم السريع وقد يكون هو السبب نفسه في عدم تلبية البرهان لدعوة( فوستين تواديرا) لان البرهان وضع افضل وان عودة المليشيات إلى بلدانها افضل له من مواجهتها والاحتراب معها على الاقل وفر تمويل وسلاح ورجال والرجل ذكي جدا ويريد ان تتجرع الدول من ذات الكاس واكثر الدول الذي سيكون البرهان حريصا” على معاقبتها على الدعم هي تشاد وافريقيا الوسطى وارتباطه بجنوب السودان قد يجعله يتجاوز الدعم القادم للتمرد من اراضي جوبا خاصة وان حكومة سلفاكير تبرأت من المشاركين في الحرب بل لاحقتهم واعتقلتهم واعتقلت كل الذين عبروا الحدود بجانب ضبط المسروقات وإعادتها للسودان فالوضع يختلف تماما مع افريقيا الوسطى وليس هناك اي مغريات تقدمها للسودان لتطلب مقابلها تسليم المعارضة الموجودة داخل السودان فقد زحفت الحرب لداخل اراضيها بقصف الجيش لقاعدة ام دافوق لذلك يحتاج السودان لمغريات تقدمها حكومتي تشاد وافريقيا الوسطى مثل القبض على قادة التمرد المتواجدين باراضيها وإغلاق الحدود ليس ليتعاون منها السودان بل لتكون حسن نوايا للتعامل معه مستقبلا”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى