الغياهب !!
أكبر لص يسرقنا هو الزمن. فلا يطل علينا يوم (الأحد) حتى نكون على بعد خطوة من الخميس!!
في ذلك الحيز الخانق، تصبح كل أشيائنا مؤجلة.. جزئياً أو كلياً، أحلامنا، بعض أفراحنا، وكثير من أحزاننا، كلنا ننتظر أوقاتاً أنسب لنترك لها العنان، فنطلق ما كتمنا من ضحكات، ونذرف ما حبسنا من دموع.
أوقات لا تأتي.. تتباعد، وقوانا تخور لهاثاً في ملاحقتها.
الحرب تتسارع لبلوغ عامها الثاني.. من كان يتصور أن ذلك هو بعض ما سيكتب الله لنا معايشته، ودفع أثمانه؟!
الكابوس الطويل، تسارعت أيامه الدامية، وبتنا في أتون واقع جديد، والتدويل يطل برأسه، واللص الزمني يمد لسانه مبتسماً.
تقول الحرب، على لسان بعض أبطالها، إنها قد تظل جاثمة بالسنوات، بل وعبر أجيال قادمة، فيذبل الأمل في نفوس تتطلع إلى الحياة بغريزة البقاء.. وينتصر الموت، بأزمانه المتطاولة، على هِبَة الحياة..
الأمل أن نترك فرصة للنجاة، والوسيلة هي كبح التسارع في قطار الزمن.
لم ينسدل الستار بعد، وببعض الشجاعة والجرأة والتسامي على الجراح قد تتاح الفرصة، ومعها يسلم الوطن وإنسانه.