خبير: الوضع العسكري في السودان يظل معقدًا والوصول إلى حل شامل يتطلب وقتًا طويلاً
توجهت الأنظار مرة أخرى إلى السودان الذي يعاني من صعوبات كبيرة، حيث يشهد نزاعاً مسلحاً مستمراً بلا أفق للتهدئة، بالإضافة إلى أزمة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم. للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، يقوم المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو بزيارة البلاد، حيث يلتقي في بورتسودان برئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان. تناقش الطرفان خريطة الطريق اللازمة لإيقاف النزاع وتوصيل المساعدات الإنسانية، كما استعرضا العملية السياسية كحل نهائي لما بعد انتهاء الحرب.
دعا بيريلو إلى ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري بين طرفي الأزمة. كما ناشد بزيادة تدفق المساعدات للمتضررين من النزاع، وذلك بعد زيارته للسودان والاجتماع بالمسؤولين هناك.
تتزامن زيارة المبعوث الأميركي مع قيام روسيا باستخدام حق النقض، الفيتو، لإفشال مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي الذي ينادي بالوقف الفوري لإطلاق النار في السودان وحماية المدنيين من النزاع. كان مشروع القرار يطالب الأطراف بضرورة وقف الأعمال العدائية على الفور، والالتزام بنوايا حسنة، وفتح حوار يساهم في تحقيق خطوات نحو تقليل التوتر. على قناة سكاي نيوز عربية، تناول الكاتب والباحث السياسي السوداني خالد التيجاني أسباب رفض السودان للمشروع الدولي والموقف العسكري للحكومة السودانية في ظل النزاع المستمر.
العمليات العسكرية في السودان.. هل يمكن الوصول إلى الأهداف المنشودة بدون اتفاق سياسي؟
تناول التيجاني الوضع العسكري للحكومة السودانية، مشددًا على أن الجيش السوداني يعتبر الدعم السريع تمردًا من قوة مسلحة منتسبة له، ويؤكد ضرورة الفصل بين المفاوضات العسكرية والحل السياسي. وأضاف التيجاني أن السودان عانى من عدة اتفاقيات سلام لم تحقق النجاح، مشيرًا إلى أن البرهان يرفض منح أي جهة تلجأ إلى العنف مزايا سياسية.
وبحسبه، بالرغم من أن الأمم المتحدة قد أعلنت عن تمويلات للمساعدات الإنسانية، إلا أن السودان يرى أن هذه المساعدات لا تلبي الاحتياجات المطلوبة. أشار إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من المجتمع الدولي بمعبر أدري مع تشاد في حين يتم تجاهل المعابر الأخرى التي وافقت عليها الحكومة السودانية، مما يعزز الفكرة بوجود تسييس للعمل الإنساني في السودان. هل من الممكن التوصل إلى اتفاق في ظل هذه الظروف؟ فيما يتعلق بإمكانية تحقيق تسوية سياسية في السودان في ظل استمرار النزاع، أكد التيجاني أن الجيش السوداني يعتقد أن التفاوض مع الجماعات المسلحة المتمردة ليس هو الحل الأنسب في ظل استخدام القوة للحصول على مكاسب سياسية.
التحديات المستقبلية أوضح التيجاني أن الوضع العسكري في السودان لا يزال معقدًا، حيث تستمر الهجمات في مختلف المناطق. وعلى الرغم من أن الحل العسكري يعتبر ضروريًا لحماية الحدود، إلا أن الحل السياسي يُعد الأهم لإنهاء النزاع. لكن، وفقًا للتيجاني، فإن تحقيق حل شامل يحتاج إلى وقت طويل ومزيد من الجهود من جميع الأطراف الداخلية والداعمة الدولية. العودة إلى اتفاق جدة يتبين من الحوار أن السودان يواجه صعوبات كبيرة في إيجاد حل للنزاع المستمر. وفي حين ترفض الحكومة السودانية التدخلات الخارجية، فإنه يجب أن تتضمن أي محاولة للحل عملية شاملة تشمل جميع الأطراف السودانية.