الأخبار

الغارديان البريطانية تكشف تفاقم أزمة اللاجئين السودانيين في إثيوبيا

أدت الحرب المستمرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح مئات الآلاف من المواطنين إلى الدول المجاورة بحثًا عن الأمان الذي فقدوه في بلدهم، إلا أن أولئك الذين لجأوا إلى إثيوبيا وجدوا أنفسهم يتعرضون لصراع جديد.

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا ميدانيًا حول أوضاع اللاجئين السودانيين في إقليم أمهرة بغرب إثيوبيا، حيث التقى مراسلها فيصل علي بثلاثة لاجئين قضوا الصيف بأكمله في إحدى الغابات، وتحدثوا عن معاناتهم المستمرة بعد 19 شهرًا من هروبهم من وطنهم بسبب الصراع.

بينما لا يزال عبدالله ومحمود يقيمان في مركز مؤقت تديره الأمم المتحدة في غابة أولالا بالقرب من الحدود السودانية، سافر الثالث، كرم، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وذكرت صحيفة الغارديان أنها قامت بتغيير الأسماء في هذا التقرير لحماية هوياتهم.

واحد من هؤلاء الثلاثة هو معلم لغة إنجليزية سوداني من الخرطوم، وقد أطلقت عليه الصحيفة اسم عبد الله. هرب من الحرب في بلاده ولجأ إلى إثيوبيا، إلا أنه اضطر للهروب مرة أخرى بعد أن تعرض المعسكر الذي استقر فيه لهجوم من اللصوص والمجموعات التي تقاتل الجيش الإثيوبي. كان الشاب البالغ من العمر 27 عامًا أحد آلاف اللاجئين السودانيين الذين هربوا هذا العام من المخيمات التي تديرها الأمم المتحدة في إقليم أمهرة، وأقاموا مخيمات مؤقتة في غابة أولالا، الواقعة على بعد عدة كيلومترات شرق مأواهم الأصلي. وفي هذه الغابة، وبعيدًا عن السلطات وسبل العيش، تفاقمت أوضاعهم بشكل متزايد. يتذكر عبد الله تلك الليلة بينما كان جالسًا بجوار صديق له في ظلام الليل الدامس، عندما قطع صوت إطلاق الرصاص سكون المكان.

قال: “كنت أسمع صرخات النساء والأطفال، ففي كل ليلة كنا نتمسك بحبل الأمل”. ذكر عبد الله أنه غادر الخرطوم متوجهاً إلى إثيوبيا بعد بداية الحرب في أبريل 2023، متجهاً إلى القلّابات، وهي بلدة تقع على الجانب السوداني من الحدود المشتركة التي يسهل عبورها. وأفاد بأنه تم اعتقاله هناك “بشكل غير عادل” وتعرض للضرب على يد حراس السجن، وبعد إطلاق سراحه عبر الحدود إلى بلدة المتمة في إقليم أمهرة الإثيوبي. بعد مرور ثلاثة أشهر على وصوله إلى إثيوبيا، نشبت معارك بين قوات الأمهرة والجيش الحكومي بسبب نزاع يتعلق بالاتفاقية التي أنهت الحرب في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا بالقرب من الحدود مع إريتريا. وفي أغسطس، تم إعلان حالة الطوارئ في منطقة أمهرة، وتم قطع الإنترنت مع تفاقم القتال. ويتذكر عبد الله أن المسلحين كانوا يهاجمون مخيماتهم بشكل متكرر، حيث قاموا بإزالة الخيام المرفوعة، وترويعا الأطفال، وضرب الناس، وسرقة هواتفهم المحمولة وأموالهم القليلة وممتلكاتهم الأخرى.

أما محمود، وهو عامل بناء من دارفور كان يقيم في الخرطوم قبل بدء الحرب، فقد هرب إلى إثيوبيا. وكان يعتقد أن هناك من سيأتي لإنقاذهم بعد تعرض المخيم لهجمات مستمرة لعدة أسابيع، لكنه فقد الأمل في ذلك. قال: “كنت أشعر بالخوف كل يوم من احتمال أن نموت. فقد لقِي بعض الذين كانوا معنا في المخيم حتفهم، وتعرضت ممتلكاتنا للنهب، ولم يتبقَ لنا شيء. كل ليلة كانت تجلب معها الرعب.”

ومن جهته، قال عبد الله عبر الهاتف، بصوت يشوبه الاستسلام: “كنت أعتقد أنني سأكون في أمان في إثيوبيا، والآن لم يعد لدي مكان أذهب إليه”. أكد اللاجئون الثلاثة أن الأمم المتحدة أرسلت قوة محلية من إثيوبيا لحماية مخيمات اللاجئين، لكنها لم تنجح في ذلك. وعندما سأل عبد الله قائد القوة عن سبب عدم تصديه للمهاجمين، أجاب بأنه يخشى من أن ينتقموا من عائلته.

تظهر الصور ومقاطع الفيديو عائلات تقوم بنصب خيام مؤقتة على جانب الطريق الرئيسي، بينما يقيم آخرون داخل غابة أولالا، ويبيت العديد منهم في العراء. استمرت الهجمات على المجموعة حتى تم إجبارهم على التفرق في بداية أغسطس. وكشف عبد الله أن بعض اللاجئين عادوا إلى السودان لعلهم يصلون إلى ليبيا أو مصر، بينما عاد آخرون إلى مركز الإيواء المؤقت للأمم المتحدة بالقرب من الحدود السودانية. ذكرت صحيفة الغارديان أن منظمة هيومن رايتس ووتش أفادت بأن الحكومة الفيدرالية الإثيوبية أقامت المخيمات في مناطق تُعرف بخطورتها، ولم تتخذ الإجراءات الكافية لتقليل تلك المخاطر.

المصدر : غارديان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى