سن الدهب قلبي اتلهب…حسن الجلال ابراهيم عوض. الفنان اب
راهيم عوض بغنائه العذب ولج ساحة الغناء السوداني في أوائل الخمسينات 1953م . وكان من جيل الرواد وقتها يملأ الساحة الفنان العميد احمد المصطفي. حسن عطية. وابراهيم الكاشف. جاء ابراهيم عوض الفنان الانيق. وكان معه العاقب محمدالحسن. الكابلي وردي وودالامين. لقد كافح الفنان ابراهيم عوض من صبي في ورشة للحدادة واللحام وحتي صار فنانا. (انجز بابا من الحديد ل عمي يعقوب بالعباسية مازال موجودا)….احب ابراهيم اغاني احمد المصطفي. لم يقلد أي فنان قبله كما انه ظل وفيا للعامية السودانية التي جعلت غناؤه علي كل لسان. ابراهيم عوض عبدالمجيد سليمان من مواليد العام 1933 بحي العرب بأن درمان. من الكنوز. تزوج عام 1974 وله سته من الابناء. خمسون عاما من الغناء الراقي مليئة بالاحلام والآلام والآمال. غني فيها للشعراء:عبدالرحمن الريح ألم الفراق..هيجتني الذكري. علمتني الحب. وعيونك. ولابراهيم الرشيد لو مشتاق حقيقة. وسحابة صيف. وسيم الطلعة. ابقي ظالم. ووشاية. ولعوض احمد خليفة غاية الآمال. وللشاعر حسين عثمان منصور شهر عسل. ولاسحق الحلنقي دنيا غريبة. وللطاهر ابراهيم مين قساك. عزيز دنياي. عهود. لو بعدي بيرضيه. متين ياروحي نتلاقي. المحجوب سراح ليه بتسأل عني تاني. ولعبدالمنعم عبدالحي ياجمال دنيانا. الحبيب ويانا. فكان أن اشتعل الزمن الجميل وغني معه الشباب هيجتني الذكري. كان للشاعر الطاهر ابراهيم دورا مؤثرا في مسيرة الفنان الشاب ابراهيم عوض. الذي بدأ يخطو المسير نحو المجد بثقة. فكانت اغانيه تمتاز بالايقاع الراقص السريع. كان ان غني معه الجميع حبيبي جنني وغير حالي… وبدأ يخط مدرسته ومشروعه في خارطة الغناء في السودان بتؤدة. حيث اطلق عليه الصحافي الفني رحمي محمد سليمان لقب الفنان الذري. وكان ابراهيم عوض بوسامته امتلك قلوب الصبايا والفتيات. كان نموذجا للشاب الملتزم. قلده الجيل الطالع في طريقة لبسه وقصة الشعر وكثر معجبيه وعشاق فنه. وكان ليس بعيدا عن الهم الوطني غني لسيف الدين الدسوقي اعز مكان وطني السودان. كان الفنان ابراهيم عوض ملحنا لايشق له غبار. كما لحن له عبداللطيف خضر. وبشير عبدالعال. السني الضوي. وبرعي محمد دفع الله. كان ابراهيم عوض مشهورا بالكرم. وكان رائعا في اختياره لاغانيه مما ساهم في تشكيل الوجدان السوداني. طور الاغنية الخفيفة واستصحبها بالايقاعات الراقصة وارتقي بالنصوص وغني اغاني التم تم .نشأ ابراهيم عوض في حي العرب بامدرمان في بيئة ثقافية وفنيه راقية. كان هناك ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة. عبدالرحمن الريح. الطاهر ابراهيم. سيف الدين الدسوقي. واحمد الجابري. وكانت فترة الخمسينات والستينات خصيبة وزاهية . والناس بعد الاستقلال متفتحة للجديد. لذلك كان ابراهيم عوض نقلة في الغناء. وكان مبشرا بالظرف الجديد. وصار رمزا له. غنت له بنات حي العرب:
سن الدهب قلبي اتلهب.
حسن الجلال ابراهيم عوض.
الجدير بالذكر أن ابراهيم عوض كانت له سن من الذهب الخالص عيار24 تتلألأ عندما يضحك وتذهب بالالباب. وطربت الجماهير علي اغانيه: والله جنني وغير حالي. ابيت الناس. فارقيه دربي. لوبعدي بيرضيه. وشقاي بهنيه. ياخاين.مين قساك. وليه بتسأل عني تاني. وقف شويه. اسرار العيون. علمتني الحب. لقد استطاع أن يحتل مكانته هناك في القلوب بجدارة. وعبر عن الأحلام وتطلعات الشباب وطموحاتهم. غني للحب والحنان والحزن والاشواق وتملك وجدان الجماهير بصوته العذب واخلاقه الجميلة عرف مفتاح القلوب. وحالفه التوفيق رغم الصعاب فتفوق في:ابسمي يا ايامي. عزيز دنياي. اغاني كأنك تسير في بستان. وتنوعت انغامه العذبة التي صارت تحتل المشاعر وتلعب باوتار القلوب. العام 1964يعتبر مرحلة فارقة في حياة فناننا الموهوب. عقد ونصف فارق فيهما عبدالرحمن الريح والطاهر ابراهيم. عمل عملية في حنجرته ومن ثم عاد له تألقه وراح بعمق ذاته والجدية والمثابره يلحن ويغني وعاد للشاعر الطاهر ابراهيم. الذي يعرف امكانياته الصوتيه. وباسلوب الطاهر إبراهيم وشعره الرفيع كونا ثنائيا ناجحا. استطاع أن يترك بصماته علي تاريخ الأغنية في السودان. ابراهيم عوض كان معجبا بالفنان التاج مصطفي. صوته المؤثر الدافيء استقر في وجدان شعبنا فرقص معه علي انغام هيجتني الذكري. احكي ألم الفراق. ياغايب من عيني. بسمة الأيام. ياسلوي. وبقيت تهجر تبالغ. في عام الاستقلال صعد ابراهيم عوض مسرح السينما الوطنية بامدرمان لأول مره يقف امام الجمهور حيث اغتظت عن بكرة ابيها بالناس حيث استقبلوه بهتافات الترحيب ومن يومها نال شهادة فنان المستقبل دون منازع. لقد عبر عن احاسيسنا الدفاقة ومشاعرنا الجياشة ولم يتواني. استمع لاذاعة امدرمان التي كانت تبث وقتها من مبني البوسنه خلف سينما برامبل وكانت كل برامجها اخبار الحرب العاليمية والاغاني. وكان المذياع قليل في محلات ود الاغا وجورج مشرقي. كان ابراهيم عوض يغني سرا خوفا من ان يسمعه والده. اشتري اول عود غناء له ب خمسة وسبعين قرشا. التقي بعبدالرحمن الريح الذي شجعه ومن ثم قدم للاذاعة وكان مديرها محمد صالح فهمي. وكانت انطلاقته في اغنية عزيز دنياي. كنت معاك سعيد والليلة في بعدك ما اضناني..اصبر يمكن يفيد صبري ويمكن نرجع تاني. هذآ الغناء المحفز يرفد المخيلة.بما يحمله من موسيقي حية نابضة وممتلئة بالابداع بعد ان اصبنا بالتيبس في غناء هذه الايام. اغاني ابراهيم عوض قيمة مشرقة وابداعية اوصلها لذلك صرامته وحزمه ومعرفته للموهبة التي يمتلكها. مع ظاهرة الابداع ونجاحة بذكاء في توصيل ذلك للمتلقي. لذلك يعتبر الفنان ابراهيم عوض اضافة لفن الغناء في السودان وذلك لما يمتاز به من حساسية. مع جملة عوامل ساعدت في تبوءه للقمة. كان وردي يتمني ان يصير كابراهيم عوض. لقد علم نفسه بنفسه لم يتعثر أو يسقط. نهض واقفا وبدفعة واحدة احتل القلوب. له سته من الابناء هاشم.عوض. حسن. مازن. محمد ومجتبي . لقد ظهر ابراهيم عوض ايام الامريكي الفيس برسلي وكانت اغانيه الراقصة هي السائدة وكانت رقصات التويست. والجيرك. والروك اند رول. ولقد وصل الي وجدان كل الناس في شرق السودان وغربه . شماله وجنوبه. وذلك لتفرده
وصوته المؤهل المؤثر الذي يشدك اليه. انظر اليه في اغنيته ابيت الناس وابيت خلاني. هناك حيث تهتز شغاف القلب وينداح الحجاب الحاجزمع هذا الصوت الطروب والملفت . ادخل الات موسيقية كالطرمبة والجيتار والساكسفون. في الغناء لأول مرة. تأثر بابراهيم عوض كثيب من الفنانين الشباب منهم محمد مسكين. غني ابراهيم عوض في كل مدن السودان. كوستي والجنوب.كادوقلي.الفاشر ابوذكريا. نيالا البحير. الابيض. كسلا. شندي. دنقلا. بورتسودان. وفي الخارج بكين.موسكو.لندن.باريس. السويد. الدنمارك. المانيا. امريكا. تشيسلوفاكيا.مصر. اثيوبيا. الكمرون .تشاد.نيجيريا غني بعبدالرحمن الريح ثالث ثلاث اغنيات مرة واحدة. هيجتني الذكري. اسرار العيون. وعلمتني الحب.وقدمها للاذاعة في يوم واحد كأن مديرها حينئذ متولي عيد. من اغانيه وشاية:
دا اليوم البمر وين نلقاه تاني. صاحبني ببسمه . ومسيني باماني. افديك بحياتي واغمرك بي حناني. لقدابحرنا في حياة ابراهيم عوض الممتعة وعوالمه الغنية بابداع باهر وحاذق. اوصل غناؤه بكل ذاك البهاء. العظمة والروعة وانتشي الجمهور بلا حدود
تغلغلنا في التعابير. هذآ الصوت العذب المعتق والموشي بالالق.والذي حلق بنا عاليا في سماوات الدهشة. واحدث في دواخلنا تلك السعادة التي لاتضاهي. هذا الغناء الملائكي الآتي من الجنة. زلزل فينا الروح وجعل الحياة تستحق ان تعاش. ايام جميلة ولحظات من السعادة ارتشفها العشاق بذاك الحنين المذاب والشجن الذي ينسرب الي الداخل دون عائق. وابراهيم نموذج للفنان الرائع الذي وهبه الله لنا ليجمل حياتنا. كانت ايامنا به بهيه أعاد تشكيلنا للافضل بحسن ذوقة وروعة موهبته وجمال صوتة. وحده ابراهيم يمتلك تلك القدرة علي التطريب. ويهمس لتلك الاماكن النائية فينا يداعبها بسحره الاخاذ فنتوه في غمرة ذاك الشجن ولانعود ابدا.