الأعمدة

الحب في الزمن الضائع

طلع من بين الصلب والترائب كما اشتهي. لعبة الحب والرغبة. واشتهائي للخصور النحيلة والخصل. في اعالي التلال اغرس مهجتي، يشدني الصوت للأشياء اللامعة واغرق في المداعبات، بتلات الزهور التي لم تتلقح، انا لها ….
اموت هناك. مغمض العينين، اسير في اتجاه واحد. لا احب تشعب الطرق ولا الجلود الخشنة.
وانوم مع خدر الحكايات والرغبة، والالتماسات والتماسات، تتحرك كل نملاتي وفراشاتي الحائرة، تنهش في لحم حي لا تكف عن التحليق، اشتعل من احتكاك عودين. اؤدي التحية لهؤلاء الشباب صبايا في عمر الورد وفتيات يانعات …. يواجهون الموت والكجر يتخبط يملؤه اليأس تقفلت افواههم. سدت اذانهم، عميت بصائرهم، ماتت ضمائرهم والعقول، الكل اضحي حائرا علي ما صرنا عليه من متاهة.
النزيف لم يتوقف وكذلك سيلان الدم …. تفتتت اكبادنا الما ولوعة، توقفت الصرافات المتخمة حد الترف والنزهات في المزارع والغرف المخملية، تردي الحال. من يقرع الابواب ويفتح النوافذ قبل قيام القيامة، والايام صارت كبطيخة مهترئة.
اللهيب دخل كل بيت. ساد الجهل، والعنصرية الانتهازية، والتعصب، والمقت والحسد.
مات الشعراء غيظا، بلعوا حلوقهم وحمل المغنين المطاليق حقائبهم ورحلوا.
العربة تسرع الي الهاوية، ولاكابح لها .
يتنقط من كل الفتحات صديد الروح، وانت تتقلب تنتظر دورك، لعل رصاصة طائشة تريحك من هذا العناء، الكل اعمي والبحر عميق جدا ، والسفر بعيد …
يقذف الفتي كل حمولته ولكن الارض لم تسترح… ضوءً باهر كفلاش يحاول ان يوثق اللحظة ..الكنداكة مظلومة، والكجر معبأ بأرشيف الانحلال والجرائم والجراثيم والعفن، الموت قد يكون راحة ياحبيبي.
اسماك طريه تتنزل من السماء. عيون الاسماك لامعة كأنها تود ان تقول شيئاً، وأحذية البوت تتسلل ليلا، تحاول ان تطفيء الفجر، في رخاوة حيوان بحري ينهارون. تأبي التبيعة المشيمة أن تخرج، يلتف حبل السرة حول العنق، يضمر من الجوع، تدمي الشفاه العسلية، تنسج العناكب خيوطها ويبيض الحمام قبل أوانه.
اعصاب الناس تعبت. تلفت. توقفت السماء من انزال الرحمة. صار الخاتم ضيقا، وتمر الفكي لا احد يشتهيه، والعالم منبطح علي بطنه .
الخيانة ….توفقت الاشجار التي تحمل دخان البمبان عن التنفس …شاب شعر الصبية الصغار من هول ماحصل …. ترك العشاق العشق . وتوقف الاحبة عن الحب . وعقمت الارحام عن الولادة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى