الرياضة

لعنة المونديال !

لعنة كأس العالم : اعدام لاعب وآخر يتحول الي مجرم .. وموت احدهم غرقا وسجن وتعذيب احد لاعبي المونديال

قائد المنتخب الفرنسي الجزائري الاصل تحول من لاعب كرة الي زعيم عصابة وتم اعدامه رميا بالرصاص

ديكتاتور هاييتي دوفالييه يامر باعتقال لاعب من منتخب بلاده ويبرحه ضربا بسبب تعاطيه المنشطات

لعنة الهدف المونديالي الاول تطارد الفرنسي لوسيان الذي تم اسره واعتقاله في سجون القوات النازية

ايزنبايسر لاعب منتخب رومانيا تم الاعلان عن وفاته ثم هب واقفا اثناء مراسم الجنازة

لاعب يوغوسلافيا الملقب بالسفاح وحاصد الاروح ينهي حياة مدافع المنتخب الروسي باصابة قاتلة

اعداد / الاستاذ جمال عبد الحميد

“” لعنة المونديال !!

إذا كانت “لعنة الفراعنه” قد قضت على ” إيرل كارنارفون ” الداعم المالي لفريق التنقيب الذي اكتشف مقبرة توت عنخ امون في وادي الملوك بقيادة عالم الآثار “هوارد كارتر ” عام 1922 فعقب شهور قليلة من الاكتشاف التاريخي توفي الاثري الانجليزي كارنارفون بسبب لدغة بعوضة أصابته بعدوى، في 5 أبريل 1923، فإن ” لعنة المونديال ” عُرس كرة القدم العالمي .. البطولة الأهم والأشهر في عالم الساحرة المستديرة قد قضت على بعض اللاعبين الذين شاركوا مع منتخب بلادهم في نهائيات هذه التظاهرة العالمية لأسباب مختلفة فمنهم من تحول إلى مجرم وحكم عليه بالاعدام واحدهم تمت سرقة منزله وتم اسره في الحرب العالمية الثانية واخر مات غرقا في أحد البواخر وأخيرا وليس اخرا لاعب تم سجنه وتعذيبه حتي تم إعدامه بدم بارد وهناك أكثر من كل ذلك حيث شهدت بطولة كأس العالم 1962واقعة قتل مثيرة بعدها بسنوات تم اعتقال احد لاعبي المونديال .

“” عائد من الموت !!

عقب خروج منتخب رومانيا من الدور الأول في نهائيات كأس العالم 1930 وأثناء رحلة عودة الفريق إلي بلاده على متن الباخرة ” دويليو” التي أقلت منتخبات بلجيكا ورومانيا وفرنسا ، قام لاعب الوسط الروماني “الفريد ايزنبابيسر فيرارو” لاعب نادي جان سيرناوتي الذى لعب مباراته الدولية الاولى امام منتخب بيرو فى المونديال بأخذ دُش من الماء البارد مما أصابه بإلتهاب رئوي حاد وعندما توقفت الباخرة في ميناء مدينة جنوى الإيطالية تم الذهاب به إلى المستشفى و هناك كانت الصدمة الكبرى حيث قال الأطباء أن حالة اللاعب الصحية متدهورة وأنه في النزع الأخير من الحياة وقام المسئولين باستدعاء رجل دين ” قس” من أجل الصلاة عليه .

ترك مسئولي البعثة الرومانية ايزنبايسر المريض في جنوى وتابعوا رحلة العودة إلى بوخارست لأنهم اعتقدوا أنه لن ينجو من الموت .. وفور وصول منتخب رومانيا الي البلاد لاحظت الجماهير المحتشدة التي كانت في انتظار الفريق غياب اللاعب الفريد ايزنبايسر ..فاعلنت صحيفة سيرنوتشي خبر وفاة اللاعب بعدما أدلي بعض اللاعبين الرومان بعدة تصريحات صحفية بما حدث مع اللاعب على متن الباخرة وفي مستشفي مدينة جنوى بإيطاليا .

ونزل نبأ وفاة الفريد ايزنبايسر على أمه كالصاعقة ، ولكن في يوم إجراء المراسم الجنائزية للابن المتوفي تفاجأت ألام المكلومة أن ابنها مازال حيا يرزق و أنه يقف أمامها بــ”شحمه ولحمه ” وعاد إليها بعدما تعافى من إصابته بالالتهاب الرئوي الحاد الذي كاد أن يقضي على حياته فسقطت الام مغشيا عليها، ومعها بعض الحاضرين لمراسم العزاء .. ومن سخرية القدر أن ألفريد ايزنبايسر توفي بمدينة برلين الالمانية عام 1991 عن عمر يناهز 83 عاما ..
بعد تلك الواقعة المثيرة لعب ايزنبايسر عامين لمصلحة نادي دراجوش فودا قبل انتقاله الي فريق فينوس بوخارست وفاز معه بثلاث بطولات الدوري الدرجة الأولى أعوام 1933..1937.. 1939 ثم قرر الاعتزال عام 1944 علما بأن الروماني ايزنبايسر كان من أمهر لاعبي التزلج على الجليد حيث شارك مع منتخب رومانيا للتزلج في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ألمانيا عام 1936 مع زميلته إيرينا تيمتشيك واحتلا المركز الثالث عشر وشارك أيضا معها في بطولة أوروبا للتزلج عام 1934 وجاء الثنائي في المركز السابع و عام 1938 احتل مع شريكته إلينا مولدفان المركز التاسع في نفس البطولة .

“” المجرم ونهاية ماساوية !!
الكسندر فيلابلان الجزائرى المولد هو كابتن وقائد المنتخب الفرنسي المشارك فى النسخة الأولى من كأس العالم التي أقيمت في اوروجواي عام 1930 ، وفيها خرج الفرنسيين من الدور الاول للمونديال وبعد انتهاء البطولة اتجه فيلابلان الذي لعب للعديد من الأندية الفرنسية الشهيرة امثال نيس ونيم وسيت وراسينج للاهتمام بحياة الترف والمراهنات أكثر من كرة القدم ، وأصبح مستواه فى تراجع ملحوظ حتي وصل به الحال إلى أن لعب فى دوري القسم الثاني لنادى هيسبانو باستيديان الذي فسخ تعاقده مع قائد منتخب فرنسا السابق بعد 3 أشهر فقط من التعاقد ليختفي فيلابلان تماماً بعدها من الساحة الرياضية فى فرنسا، حتي عاد ليتصدر الصحف الأولى لأشهر الجرائد الفرنسية عقب سجنه بعد فضيحة تلاعب فى نتائج مسابقات الخيول.
مع بداية الاحتلال النازي لفرنسا عام 1940، عمل المحتلين على فتح السجون لنشر الفوضى في المجتمع الفرنسي ، ومن هنا كانت الفرصة الحقيقية لفيلابلان للعودة من جديد وبأي ثمن لحياة الترف والعبس الذي تعود عليها فأسس فيلابلان عصابة شمال إفريقيا والتى كان هدفها الأول جمع الأموال و تهريب الذهب، والماسات النفيسة فى ظل انخراط فرنسا فى مشاكل الاحتلال.
وعندما أندلعت الثورة الفرنسية ضد الاحتلال النازي ، عام 1943 واجه الاحتلال أزمات كبيرة فى مواجهة المقاومة الشعبية الفرنسية حتي أصبح موقف النازيين محرج للغاية الأمر الذي دفعهم للتفكير فى تسليح عصابات مدنية لمواجهة المقاومة الفرنسية
وبالفعل وتحديداً فى فبراير 1944 وافقت الحكومة الالمانية على تسليح عصابة شمال إفريقيا وأصبح فيلابلان المسؤول عن جمع المهاجرين من الشمال الإفريقي وتجنيدهم لإخماد المقاومة الفرنسية ، دون أي تدخل مباشر من القوات النازية وبعد ان تحررت فرنسا من الأحتلال النازي تم القاء القبض على عصابة فيلابلان و تقديمها للقضاء الفرنسي.
وفى 1 ديسمبر 1944 حكمت محكمة فرنسية على فيلابلان بالإعدام رمياً بالرصاص في ساحة فورت دي مونتروج في 26 ديسمبر 1944 .

“” اسير حرب !!
ستظل صفحات تاريخ كرة القدم والكتب والاصدارات التاريخية التي تناولت قصة وحكاية بطولة كأس العالم ..التظاهرة العالمية الأكبر والأشهر والأهم في عالم الساحرة المستديرة تذكر بكل الفخر والاعتزاز اسم الشاب الفرنسي الهزيل النحيل صاحب القامة القصيرة ” لوسيان لوران ” الذي جاءت على قدميه البداية ، عندما اهتزت الشباك لأول مرة ، حيث استطاع نجم منتخب الديوك الفرنسية تسجيل الهدف الاول في المونديال والذي جعل ابن مدينة فال دي مار الفرنسية محل الاهتمام ومحط الانظار فمع كل بطولة كأس عالم يطل علينا اسم لوسيان لوران من سجلات التاريخ الكروي خاطفا الأضواء والانوار من العديد من النجوم اللذين تألقوا علي مسرح عُرس كرة القدم العالمي .
لكن وعلى ما يبدو أن لعنة الهدف المونديالي الاول قد طاردت الفرنسي لوسيان لوران الذي انضم إلى القوات المسلحة الفرنسية إبان الحرب العالمية الثانية، التي كانت فرنسا فيها ضمن جبهة الحلفاء مع إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، ضد دول المحور بقيادة ألمانيا وإيطاليا.

وخلال الفترة من 1940 إلى 1943 تعرض لوران للسجن في ولاية ساكسونيا الألمانية من قِبل القوات الألمانية قبل أن يتم إطلاق سراحه . وأطلق على لوران في تلك الفترة وصف “أسير حرب”، وهو مصطلح كان يطلق على من كانوا يتعرضون للأسر من قبل قوات الدول المعادية خلال فترة الحرب، ولا يكون متهماً حقيقياً.

وقد تعرض منزل النجم الفرنسي في ألمانيا للسرقة أثناء الحرب، ووضعت مقتنياته في متجر للأثاث في ستراسبورج بما في ذلك القميص الذي ارتداه في مونديال اوروجواي 1930.

“” غرق نجم اندونيسيا !!

عاش لاعب خط الوسط الاندونيسي” فرانس ألفريد مينج ” قصة مأساوية بعد مشاركته مع منتخب اندونيسيا في مونديال 1938 تحت اسم منتخب جزر الهند الهولندية عندما لقى اللاعب حتفه غرقا في 18 سبتمبر 1944على متن السفينة اليابانية”جونيو مارو” التي استخدمها اليابانيون لنقل آلاف الأسري من الأميركيين وحلفائهم الذين تم أسرهم أثناء الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هاربر الأميركية عقب أشهر من الخلافات بين امريكا واليابان عام 1941 وكان اللاعب القتيل احد الضباط العاملين على السفينة اليابانية .

“” اعدام قاهر الإنجليز !!

” جوي جايتنز ” صاحب هدف الانتصار التاريخي للمنتخب الاميركي على غريمه المنتخب الانجليزي في المباراة التي جمعت المنتخبين برسم لقاءات الدور الاول في مونديال البرازيل 1950 والتي أطلق عليها النقاد والخبراء والمتابعين لقب ” معجرة على العشب ” والمولود في عاصمة هايتي .. ” بورت أو برنس ” والذي كان يدرس المحاسبة في الولايات المتحدة و يعمل ليلا في غسل الأطباق بمطعم بحي بوركلين احد احياء نيويورك عندما اكتشفه المدرب الأمريكي ويليام جيفري عشية التوجه إلى البطولة في بلاد السامبا والكاريوكا والذي لم يكن يتمتع بمهارات كروية كبيرة ولكنه صاحب جسم رياضيّ ..قوي البنية .. لعب محترفا في فريق بروكتان في بروكلين نيويورك بالدوري الامريكى .. وعقب ان مثل امريكا في المونديال البرازيلي حيث لعب جميع اللقاءات امام شيلى و انجلترا و اسبانيا وبعد بضعة أشهر من انتهاء البطولة، ذهب إلى الدوري الفرنسي، حريصا على الاستفادة من التالق فى كأس العالم حيث قضى موسمين غير ناجحين نسبيا.. فلعب لفترة وجيزة فى نادى راسينج؛ وسجل مرتين في أربع مباريات ثم لعب لأوليمبيك أليس؛ وسجل مرتين في خمسة عشر مباراة.
وبحلول عام 1954 كان قد عاد إلى هايتي وانضم مرة أخرى إلى ليتوال هيتيان النادى الذى شهد بداياته ثم انضم الى منتخب هايتى عندما لعب امام المكسيك في 27 ديسمبر 1953 في تصفيات كأس العالم عام 1954و خلال المباراة اصيب واعتزل الكرة بصفة نهائية .
لم يكن جوي جايتنز مهتما بالسياسة، ولكن عائلته كانت تغوص فى الحياة السياسية حيث كانت تدعم لويس ديجوي الذي خسر الانتخابات الرئاسية الهايتيه عام 1957 امام فرانسوا دوفالييه ،ثم شارك اثنان من أشقائه، جان وفريدي في خطة للإطاحة بدوفالييه فلم تتحقق خططهم ولكن تم جلب اسم جايتينس لاهتمامات دوفالييه و لم يدرك جايتينس الخطر الذي كان عليه حتى فوات الأوان. ففي 8 يوليو 1964 اعتقل جوي جايتينس من قبل الشرطة الهايتية السرية التابعة للقوات الحكومية في تونتون ماكوتس ، واقتيد إلى سجن يدعى فورت ديمانش شديد التعذيب و ليعدم لاحقا و حتى جثته لم تسلم الى عائلته وتكريما لة وضعت صورتة في قاعة مشاهير كرة القدم الأمريكية و ذلك عام 1976بعد 14 عاما كاملة على وفاته

“” قتيل المونديال !!

“موييتش يقتل دوبينسكي في المونديال” .. هذا الجملة ليست عنوان لفيلم بوليسي انما هي قصة حقيقية وقعت أحداثها المثيرة على البساط الأخضر في نهائيات كأس العالم 1962 التي أقيمت بتشيلي والتي تعتبر واحدة من أعنف و أقسى بطولات المونديال بشكل عام .
ضمت المجموعة الأولي في البطولة منتخبات يوغوسلافيا والاتحاد السوفيتي واوروجواي وكولومبيا وكانت مباراة السوفيت واليوغسلاف أشبه بمعركة حربية حيث شهدت إصابة 5 لاعبين من الجانبين كانت أشد هذه الإصابات قساوة إصابة مدافع نادي سسكا موسكو والمنتخب السوفيتي “إدوارد إيزاكوفيتش دوبينسكي” صاحب الــ 27 عاما بكسر في قصبة عظمة الساق والشظية بعد تدخل عنيف من اليوغوسلافي موييتش الذي وُصف بـ “الشيطان” و” حاصد الأرواح ” بعد سنوات عديدة على نهاية مونديال 1962 .
الغريب والعجيب والمثير أن حكم المباراة الألماني الغربي ” دوش” ، ثم الاتحاد الدولي لكرة القدم” الفيفا ” لم يتخذا أي إجراء لمعاقبة الفاعل لكن لقساوة المشهد وتأثيره في نفوس المسئولين عن الاتحاد اليوغوسلافي، طلب هؤلاء إعادة موييتش فوراً إلى أرض الوطن وإقرار إيقافه لمدة عامٍ كامل.
بعد إصابة دوبينسكي تم حمله خارج المستطيل الأخضر من قبل رجال الإسعاف الي تلقي العلاج في أحد المستشفيات ولكن للاسف الشديد عولج اللاعب السوفيتي بشكل خاطئ ونتيجة ذلك أصيب بتورم في الساق بعد 7 سنوات من انتهاء المونديال تتطور الأمر لاحقا الي الإصابة بالسرطان فاضطر الأطباء الي إجراء عدة عمليات جراحية عاجلة أدت في النهاية الى بتر الساق اليمني المصابة مما تسبب في وفاة ” إدوارد إيزاكوفيتش دوبينسكي” من آثار الإصابة التي تعرّض لها من اللاعب اليوغوسلافي موييتش في نهائيات كأس العالم 1962 .

“” أعتقال !!

حملت مشاركة منتخب هايتى الملقب پــ“لا جريناديريس” أي الغرناطيون لأول مرة فى تاريخه بكاس العالم عام 1974 بألمانيا الغربية العديد من المواقف والمفارقات المثيرة أبرزها كان تناول لاعبه “إرنست جان جوزيف” العقاقير المنشطة الممنوعة فى مباراة ايطاليا حيث تم اكتشاف تعاطي اللاعب لمادة محظورة طبيا عقب خضوعه للاختبار العشوائي الذى يجرى للكشف عن المنشطات وقتها ادعى إرنست جان جوزيف أنه تلقى بعض الاقراص من طبيب منتخب هايتي لعلاج الربو لكن طبيب الفريق نفى كلام اللاعب متحدثا الى وسائل الإعلام أن لاعبه ليس لديه مثل هذا المرض ، واعترف أنه استخدم منبهًا يحتوي على مادة الفينميترازين لتحسين أدائه داخل المستطيل الأخضر .

‌قصة اللاعب إرنست جان جوزيف والتي أصبحت تتصدر عناوين الصحف والمجلات الرياضية لم تنتهي بعد واقعة تعاطيه المنشطات والذي أصبح على إثرها جان جوزيف أول لاعب يتم إيقافه لاستخدامه مادة محظورة في تاريخ بطولات كأس العالم حيث طلب اللاعب حق اللجوء السياسي إلى ألمانيا الغربية، خشية من مصيره عند العودة إلى بلاده، وقبل أن تتخذ الحكومة الألمانية القرار اختفى اللاعب فجأة من معسكر منتخب بلاده الواقع بمدرسة جرونوالد الرياضية في ميونيخ بعدما قام المسئولين عن بعثة منتخب هايتي بسحبه من مكان إقامة الفريق بل إنهم قاموا بضربه واحتجازه طوال الليل في فندق شيراتون وأعادوه سرا بالطائرة إلى هايتي الجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الكاريبي .
وفي هايتي أفادت بعض التقارير الصحفية إن جان جوزيف قد تعرض للضرب والتعذيب من حرس ديكتاتور هايتي “جان كلود دوفالييه” رئيس البلاد بل إن الاخبار تواترت بأن اللاعب قد تعرض للضرب من “دوفالييه” نفسه الذي أمر باعتقاله في معسكر سري تعرض فيه لكل انواع الإهانة و التعذيب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى