الأعمدة

إلى شروق

تحت الغيم
عبدالباسط شاطرابي

إلى شروق !

بثلاثة آلاف جنيه تستطيع أن تقتني منزلاً أنيقاً في أحد أحياء الخرطوم الراقية. هذا يحدث في الأحلام طبعاً، وما أقسى الأحلام رغم مجانيتها !
حركة البيع للعقارات في الخرطوم والهروب منها تتسارع، والأسعار عصية رغم هذا الهروب الكبير، لكن هناك من يشترون، رغم أولوية اللقمة التي باتت تسحق كل أحلام السكن.
سألني صديق: لماذا الانقطاع عن الكتابة مؤخراً وأين غيماتك يا رجل ؟
لم أحر جواباً، فالحضور الإعلامي خاضع للمد والجزر، وتتجاذبه الأحلام “المجانية” والوقائع والبيئة والمزاج والقناعات، وقد يجد الإنسان نفسه مضطراً للهروب من عالم بارت سلعته .. اقتداءً بأهل الفِرار الكبير من الخرطوم، فالهروب يعرفه أهل المعارك.. تكتيكاً أو تهدئة أو حفاظاً على النفس!!
كل شيء يحدث قابل للتفاعل، وكل إعلامي يتلقى كغيره سيلاً يومياً من الأحداث، لذلك تبقى سحّارته زاخرة على الدوام بالقديم والوارد المتجدد، لكن مستجدات الزمان قد تصيب قلمه وتعيق حركته، تماماً كالانقلابات التي تلتفت لمسيرة يمكن أن تؤدي لانفراج قادم، فتأبى إلا أن ترسل الصواعق إلى رؤوس الفأل المتطلعة لذاك الانفراج!
حركة الهروب من الإعلام -الواعي بدوره- تتسارع كحركة الهروب من الخرطوم.
نسأل الله الصمود، قناعةً لا تكتيكاً.
والشمس إلى شروق .. مهما طال الدجى.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى