الأعمدة

ادونا فندقكم

يستعير الناس من بعضهم البعض مختلف الأغراض …كوانيين ..حلل ضلع ..قدح دلكة ..فندك خشب ..ملاية جرتق …حاجات زى دى يعيرها أصحابها عن طيب خاطر …فالناس لا تستغنى عن بعضها خاصة فى القرى والاحياء الشعبية،وتوسم الاوانى بالبوهية بوسم ما ..او يكتب اسم او حرف صاحبة الشئ فى قعر الحلة او جانب الجردل ، سكان الاحياء الراقية تستعير الواحدة من جارة او صديقة مقربة جدا كون ان ذلك لا يتفق مع (برستيجهم).
بل أن العروس فى السابق كانت تنونى (ضهب ) معظمه من صديقاتها وقريباتها يعيرونه لها بقلب (فيه رحمن )وترده ولم ينقص جراما واحدا.
فى الزمن دا ونتيجة للامبالاة والدروشة الكابسة الخلق دى فأدوات مثل كوريك..مفك ..طورية ..زردية ..الخ يجب ان تركز وأنت تعيرها لان الشخص فى الغالب لن يردها لك و س (يحيرك فيها )وسيجعلك تصب على قفاه سيل من اللعنات ….شال حاجتك وكمان يملاك ذنوب!!!.
لذلك بعض النساء تأخدها من قاصرها وتعلن بالفم المليان :-والله ابونا حالف ما يجيب ليهو خلاط وللا مكوة تانى….وما بنقدر على خشمو.
او :-برى انا حالفة ما بسلف تيابى …درية يوم داك حرقت لى توبى وطبفتو لى وبررراحة ختتو ومرقت…وهكذا ينشال حال درية هذه ولا يمكنها ان تغالط كما انه لن يكون عندها (وش )وتجى (تحصل ) الكلام دا….ويقال حصل الكلام بمعنى تاكد من صحته او عدمها والله اعلم .. وهو فعل غير مستحب فى مجتمعات النساء وتعتبر من تفعل ذلك امرأة شرانية وكايسة الشبك .
ويمثل ضياع الأغطية مشروع غضب وسخط وربما يتطور الى ملاسنة ..وينكر البعض ضياعه عند علمهم ببهدلة ودروشة صاحبة الاناء الماناقشة حاجة فهى لن تتذكر هل كان الغطاء موجودا عند استعارته او رده …اما اذا كانت منظمة ولا تقبل خمج النسوان واهمالهن فى هذه الحالة سيتم بحث مكثف عن غطاء الجن دا حتى يوجد….ولن انسى حوامة ولهلهة احداهن وهى حايمة نهارا كاملا فى سوق العدة وهى تحمل (عضم الجردل ) الذى ضاع غطاؤه لتشترى بنفس مواصفاته جردلا تاخذ غطاءه وتضعه لجردل المرا ….وقع ليك؟….وسيكون لديها جردل بدون غطاء ربما تعيره فيما بعد لواحدة من فئة المدروشات لدرجة الهطالة وربما ترجعه الاخيرة بغطاء ما معروف جابتو من وين …
ومع التطور والطفرة فى خدمات الافراح وغيرها صار الطباخون يأتون بأوانيهم …ولكن لأن الكل بدون فرز يعانى من الجوجوة وهى درجة اكثر من الطرطشة بحبة …تجد الطباخ فى اخر المناسبة (يكارن )معه حللا واوانى تمت استعارتها من الجيران ولان صاحبة المناسبة مشغولة بجوطة ضيوفها تضطر صاحبة الاناء الذى استعاروه منها لهذه المناسبة للذهاب للطباخ فى موقعه لكى تسترد ماعونها :-عاينى يا انتى البقينا فيها ….غايتو كرامتا مرقت بتها البايرة دى !
اعارة الكتب خير لك ان تقنع من استردادها …وتكثر الان بين الطالبات استعارة الملابس وهى عملية مزعجة ومكلفة وغير صحية مما يثير حفيظة الامهات :-عاد يا بتى اى هدم نشترى ليك موزعاهو وما بتلقى تانى ….كلكن مبهدلات والبتشيل حاجة ما بترجعا لى رفيقتا …شاحدة ربى يجيك عريس يأدبك
وترد الفتاة بصوت عال وهى تربت على شعرها بخفة امام المراة:-يأدبنى ؟وعريس زى دا منو البعرسو ليكم ….يا امى انتى عايشة فى العصر الحجرى !
ولان الخير موجود الى يوم القيامة …لا زالت الجارات يعرن بعضهن البعض مع القاء بعض التعليمات:-قولى لامك رشوا الفحم برا الكانون
– مع توبى دا اوعى تركبى ليك مقعد نص او ركشة .
…مرات (سياسة )لتقنع المتسلفة من السلف تانى مرة فالانسان سبحان الله خلق هلوعا ومكنكش فى حاجاتو ..لذلك .كل زولة تدخل ليها فى صندوق تجيب حاجاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى