الأعمدة

أفكار متقاطعة .. ملكون ملكون / موسم الهجرة إلى المونديال

تتسرب الأيام من بين أصابعنا كحفنة ماءٍ عجلى .. تهرع اللحظات بكل صخبها على تقويم يتآكل بلا رحمة لنجد أنفسنا على أبواب مونديالٍ جديد بعد أن اختصرنا أيامنا قلقاً وأرقاً، فرحاً وحزناً، أعراساً وخيبات، دموعاً وضحكات .
نقضم أظافرنا قلقاً .. نرهق عيوننا انتظاراً … تصفيات مثيرة … جداول رقمية متغيرة … متأهلين … محبطين … لنبدأ من جديد بعد سنواتٍ أربع عجاف “موسم هجرة جديد إلى المونديال ” .
92 سنة مضت من عمر المونديال، وما يزال الصراع فيها منحصراً بين قارتي اوروبا وامريكا الجنوبية، واكتفى الباقون بالمشاركة المخيبة أحياناً … والجريئة أحياناً اخرى … والمنكسرة عند حدود الإحراج الذي يحدثه بعض البغاث للنسور الكبيرة التي ما زالت تفرد جناحيها لتستأثر بكل بريق المونديال .
92 سنة مضت من عمر المونديال … والمكتبة الرياضية العربية تعاني من فقرٍ في الكتب والمراجع التي تؤرخ وتؤرشف للبطولات الرياضية الهامة، وأضحت كتب المونديال كتب مناسبات لا تسمن ولا تغني عن جوع .
92 سنة مضت من عمر المونديال … والمؤامرة ما تزال مستمرة لاغتيال رومانسية كرة القدم وإفقادها بهجتها وألقها، ليتحول المهاجمون إلى “روبوتات ” تتحرك بلا روح وتحرز الأهداف بلا بهجة، وأضحى المدافعون “جزارين ” يغلقون الطريق إلى مرماهم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة .
92 سنة مضت من عمر المونديال .. تحول فيها المشاهد البسيط ضحية جديدة لمنطق السوق المفتوحة تجارياً الذي يتبعه “الفيفا”، فبعد عمر طويل عاشه عشاق كرة القدم يقتاتون فرح وإبهار ومتعة المونديال باتت الآن هذه المتعة مسروقة من عيونهم، وأصبح لزاماً عليهم ان يقتاتوا “فتات” المونديال بما تتكرم به شركات الإعلان والتسويق والبث التلفزيوني .
92 سنة مضت من عمر المونديال … وما نزال نعيش موسماً إلى هجرتنا إلى المونديال حاملين “زوادتنا ” من أعصاب محترقة … مشاعر متباينة … وقلق مريب على كرة جميلة تحتضر .
ملكون ملكون – السويد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى