من حفل اطلاق كتاب “سحر كرة القدم
رصد فايز عبد الهادى
احتفت مجموعة “فضاءات ميديا” في الدوحة، مساء الأربعاء، بكتاب “سحر كرة القدم… أدباء يحكون عن الشغف بأكثر لعبة شعبية”، الذي أصدرته صحيفة العربي الجديد، ويتضمن نصوصاً عربية وأجنبية لـ 61 كاتبة وكاتباً باللغتين العربية والإنكليزية، ثلاثون منهم عرب، وواحد وثلاثون ينتمون إلى مختلف قارّات العالم، يحكون عن أثر هذه اللعبة في ذاكرتهم ووجدانهم.
وقدمت الحفل الزميلة آلاء كراجة، الإعلامية ومقدمة البرامج في “التلفزيون العربي 2”.
في مستهل الحفل، قال الزميل حسام كنفاني، رئيس تحرير “العربي الجديد”، إن الكتاب “مساهمة نوعية من صحيفتنا في العرس الكروي الذي تحتضنه قطر”، مشيراً إلى أن الكتاب عمل على إشراك نصوص من جغرافيات متنوعة لكتّاب وكاتبات “شغلتهم وألهمتهم الساحرة المستديرة، وسجّلوا رؤاهم تجاه هذه اللعبة التي نجحت، دون غيرها، في أن تجتذب كل الشرائح في قارات الدنيا”.
وبما هي نصوص عابرة للزمان والمكان، قال كنفاني إن “ما تضمنه الكتاب بين دفتيه من نصوص مختارة يفصح عن شغف إنساني بكرة القدم تمسّ كل واحد منا، وتعيدنا إلى لحظات عشناها من الجنون الكروي، لم يتسنَّ لنا تدوينها في ذلك الحين، لكنها بقيت عالقة في مخيلتنا”.
واعتبر كنفاني أن الكتاب، “سحر كرة القدم”، سيشكل إضافة للمكتبة العربية، وحتى الأجنبية، “بما يقدمه من سردية أدبية لحكايات كرة القدم التي لا تنتهي”.
مثّل الكتاب مبادرة غير مسبوقة في عالمنا العربي، الذي يشكو فقراً ملاحظاً لحضور هذه اللعبة في النصوص المكتوبة، ووصفه المعلق الرياضي علي محمد علي بـ”الانفراد”، في استعارة منه لمصطلح رياضي يشير إلى انفراد مهاجم في مواجهة المرمى.
وإن جرت العادة أن نستمع لأصوات المعلّقين، والمحلّلين الرياضيين أو الفنانين، يتحدثون عن بطولات كرة قدم أو فرق يشجعونها، فالجديد، برأي علي، أن نستمع إلى أصوات الشعراء والقصاصين والروائيين، مضيفاً أنه لأول وهلة كان متوجساً من تطرّق أدباء إلى هذا الحقل، إلا أنهم قدّموا، من خلال الكتاب، تجربة تتيح للقارئ أن يسافر إلى كل القارات لمعاينة تجارب شخصية عن هذه اللعبة وما فيها من عوالم الفرح والحزن والعشق.
ختام الحفل كان للزميل معن البياري، رئيس قسم الرأي في “العربي الجديد”، معدّ الكتاب ومحرره، الذي وجد في سؤال محمود درويش: “لماذا لا تكون كرة القدم موضوعاً للفن والأدب؟” بياناً يعبّر عن وجاهة صدور الكتاب، معتبراً أن هذا الكتاب محاولة للإسهام في الإجابة عن هذا السؤال.
ويضيف: “ولماذا لا يتعامل الأدب مع هذا البارود العاطفي الذي يشعل الملايين في علاقتها بالمشهد الذي يحولها هي إلى مشهد درامي. ثم: أهناك عذاب أشد، ووحشة أقسى من عذاب حارس المرمى، ووحشته الكونية، أمام ضربة جزاء؟ أهناك ضغط نفسي أثقل من ضغط الوقوف الدقيق على وتر النجاح أو الفشل، والتحكّم بمصير الأمة المعنوي، حين يقف الهدّاف الماهر لتسديد ضربة الجزاء”.
ساق البياري جملة من النماذج العربية القليلة التي تناولت كرة القدم، من ذلك قصيدة للشاعر العراقي معروف الرصافي، ورباعية للشاعر المصري صلاح جاهين، وبضع روايات “كرواية”: “الفريق” للمغربي عبد الله العروي، و”ضربة جزاء” للجزائري رشيد بوجدرة، و”إصابة ملاعب” للمصري أحمد الصاوي، و”باغندا” للتونسي شكري المبخوت.
الكتاب حديث الصدور، يمثل -بحسب البياري- دعوة للكاتب العربي إلى الالتفات لما في كرة القدم من استيحاءات وأجواء في نصوص عالية السوية، تستمد من كرة القدم أفراحها وأحزانها.