الداعي مدعي
جزمت ( وهي كلمة تعني التأكد التام) ولزمت ( و هذه اضافة توكيدية ساكت) دراسة بريطانية ، ان استخدام الشتائم وتبادلها بين البشر له تأثير إيجابي على جسم الانسان ، بل انها قد تسكن الآلام وتريح الأعصاب ، لان عدم فششان الغبينة ربما يؤدي للتهلكة ، الا ان الدراسة نسيت ان تبادل الشتائم في الدول النامية كالسودان يعقبه فِلّيق و كِبّيع و ريما طِعّين ذاتو ، لان كل واحد قاعد على الهبشة نتيجة لاحباطات كثيرة .
تؤكد الدراسة إياها ان الشتم يزيد قدرة المرء على التحمل ، فالزوجات البريطانيات اعتدن على كيل الشتائم للطاقم الطبي للولادة ، ولا أنسى منظر سيدة مصرية ونحن في عنبر الولادة بمستشفى بالسعودية وهي تصرخ بالصوت الحياني ( يا لهوي .. يالهوي ) مما اثار ضحك جميع النساء اللاتي كنّ يعانين حينها من المخاض ، وتعتبر بعض القبائل ان الصراخ عند الولادة عيب كبير فتضطر الواحدة لحشر قطعة قماش في فمها ، وقيل ان بعض القابلات هنا في السودان يقابلن صراخ النساء في غرفة الولادة بالقِرّيص والجِضّيم بدلا عن المؤازرة والدعم .
في السودان يمكنك فش غبينتك في شخص ليس له علاقة بالموضوع ، كان تفرغ الام غضبها في أطفالها بعد نقة معتبرة مع الزوج ، وإذا كان الأطفال في المدرسة ، فيمكنها إفراغ الشحنة في شكل دعوات منتقاة تمطرها على قفاه بمزاااج ، وهي وحدها بعد ان تحمل فى يدها قطعة قماش وتقع نفيض للأثاث على وقع الشتائم ، ولقد ثبت لي بعد تمحيص و دراسة متأنية . يعني الدراسات دي نسمع ليها بعيد بعيد كل زول ممكن يدرس ليهو حاجة على كيفو …. ان النساء المسكينات اللاتي لا يتمكن من إفراغ شحنة غضبهن لا سراً بي قَلِبا ولا جهراً بعد خلو المكان على المتسبب في الزهجة ، تصيبهن حالة من الجوجوة و حلجان الصواميل فيما بعد، وبعد ان تكتر عليهن المغوسات ، وهناك أشخاص لديهم يوم بؤس يمارسونه على مرؤسيهم او طلبتهم كما في حال المدرسين مثلا .
والمرء يشتم بالفطرة ، كما تختلف قدرة الناس في تبادل الشتائم خاصة العلنية ، ويخاف الناس من الشخص الشتّام ويتجنبونه ، ويستحسن عند تبادل بعض الشتائم ، ابتعاد النساء عن المكان لان بعض الشتائم تستلزم وجود محرم ، وهذه مناسبة لتنبيه سائقي المركبات العامة و كذا الخاصة مراعاة ذلك عند تبادل الشتائم والتي تندلع لأسباب ممعنة في التفاهة نستغرب لها نحن عموم النساء.
مقولة (الداعى مدعى) يقولها الكبار تحذيرا . لاحظ بالذاي وليس الزاي فربما تكون انت الخطاط المطلوب القبض عليه من مجمع اللغة العربية لغلطتك الشنيعة التي خطّها قلمك خلف كل الروزات الحايمة دي … تحزير وقوف متكرر ..
