مصائب السودان ليست فرادى.. عودة عصابات النيقرز الإفريقية.*

تداول مستخدمون على تويتر مقطع فيديو لقوات الاحتياط المركزي التابعة للشرطة السودانية، وهي تطارد ما تدعى عصابات النيقرز بشوارع البلاد.
وحسب الفيديو، استغلت هذه العصابات حالة الفوضى التي يعيشها السودان منذ بداية الاقتتال بين الجيش النظامي، وميليشيات الدعم السريع شبه العسكرية، من أجل سلب ونهب ممتلكات المواطنين السودانيين.
*تاريخ عصابات النيقرز*
هذه الحادثة ليست الأولى بالنسبة إلى هذه العصابات، التي تتسبب في ذعر للمواطنين السودانيين الذين يعيشون حالة من عدم الاستقرار، نتيجة ما تمر به بلادهم منذ أسبوعين.
ففي عام 2021 تسببت تلك العصابات في نفس حالة الذعر للمواطنين، ووقتها كان السودان يشهد تظاهرات لعزل الرئيس السابق عمر البشير، وكانت التظاهرات تعم البلاد، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تلك ظاهرة خطيرة للغاية.
وكان الظهور الأول لهذه العصابات بنحو منتظم في السودان عام 2003، وشوهدت في أطراف العاصمة السودانية الخرطوم وبعض المناطق الأخرى التي كانت تشهد توترات، وكانت بدايات ظهورها الحقيقي الذي أرق السودانيين في عام 2007.
*كيفية عمل النيقرز*
في عام 2013، وقبل خروج المئات من المحتجين في العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة أم درمان في مظاهرات، حاولت هذه العصابات ممارسة جرائمها، وحاولت استغلال التظاهرات الشعبية، وكررت نفس الأمر في عام 2019.
وتتميز هذه العصابات، التي تعد الأخطر في إفريقيا، بالتنظيم المحكم، فكل مجموعة تنظم عملها، ولها هيكل إداري يبدأ من الزعيم ويسمى بـ”البوس”، ويعاقب بها من يخالف القانون بعقوبات قد تصل إلى القتل، ويجري تقسيم المجموعات على المناطق الجغرافية المختلفة.
وتمتلك عصابات النيقرز أسلحة بيضاء مختلفة، ويتمتع أفرادها بزي معين وأكسسوارات تميزهم عمن دونهم، وتتفاوت سن أعضائها، وعادة ما يصفف أفراد هذه المجموعات شعرهم على طريقة لاعبي كرة القدم المشهورين، ويزينون أعناقهم بسلاسل فضية ونحاسية كبيرة.
*تفاعل كبير*
لاقى تصرف قوات الشرطة السودانية تفاعلًا كبيرًا من مستخدمي تويتر، وأظهر بعضهم في مقاطع فيديو مختلفة لحظة إلقاء القبض على أفراد من هذه العصابات.
وكتب أحد المستخدمين على تويتر: “مواجهة عصابات النهب والنيقرز ليس لها إلا شبابنا في كل حي، عليهم العمل في دوريات وحمل أي سلاح لحماية ممتلكاتهم”.
وفي سياق متصل، يستمر تدهور الأوضاع في جميع أنحاء السودان، مع نقص إمدادات المياه والغذاء، وتقارير عن عمليات نهب واسعة النطاق، مع استهداف المستشفيات.
*عنف مستمر*
ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أمس الجمعة 28 إبريل 2023، أن الأمم المتحدة قالت إن الصراع تسبب في فرار أكثر من 50 ألف شخص من السودان إلى تشاد ومصر وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.
واتفقت القوات المسلحة السودانية بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أمس الأول الخميس، على تمديد وقف إطلاق النار المستمر لمدة 72 ساعة، لكن العنف استمر في إثارة الاضطرابات في دارفور، حيث اندلعت حرب بين المتمردين والقوات الحكومية.
*حالة من الفوضى*
في تقرير منشور يوم الأربعاء الماضي، وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ما يحدث في منطقة الجنينة، وقال إنها تمر بحالة من الفوضى، مع ورود أنباء عن اشتباكات ونهب وحرق للمنازل في جنوب المدينة، وقيل إن هذا تسبب في نزوج ومقتل المدنيين.
وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يوم الجمعة الماضي، إن ما لا يقل عن 96 شخصًا لقوا مقتلهم منذ يوم الاثنين الماضي 24 إبريل، في اشتباكات عرقية مميتة في الجنينة. وحذرت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني، من تصاعد العنف في غرب دارفور
كريتر نيوز /متابعات