الأعمدة

رئيس جمهورية كرة القدم

ملكون ملكون – السويد

“جياني انفانتينو” رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يفوز بولاية جديدة لرئاسة “جمهورية كرة القدم” بالتزكية لعدم وجود منافس، وكأن هذه المؤسسة الفاسدة تسير بخطى حثيثة لتمثل نموذجاً عالمياً في الفساد فقد وصلت الى درجة الفوز “بالتزكية” أي بدون انتخابات وعلى ما أظن _ وإن بعض الظن إثم- أن كلمة “تزكية” لا يوجد ترجمة لها او بديل لغوي في لغات أخرى.
بعد فوزه رفع “انفانتينو” سقف تصريحاته في الدوحة فقال : ( اليوم أشعر أنني قطري”. اليوم أشعر أنني عربي. أشعر اليوم بأنني أفريقي. اليوم أشعر بأنني مثلي. اليوم أشعر [وكأنني] عامل مهاجر).
هكذا في خطاب استمر لساعة من الزمن شن فيه “إنفانتينو” انتقادات لاذعة ضد منتقدي قطر، واتهم أوروبا بالنفاق، وانتقد الصحافة، حتى أنه انتقد الاستظلاعات لفشلها في قياس الحالة المزاجية للجمهور.
رسالته للغرب كانت واضحة ( كأس العالم هذه ليست لكم، إنها للجميع) البعض رأى في كلامه شخصية الحاكم المستبد، وآخرون اعتبروه متحدث جديد باسم الجنوب العالمي.
“انفانتينو” هذا الخمسيني المولود في بدلة بريغ السويسرية لعائلة فقيرة من المهاجرين الإيطاليين. لعب كرة القدم في المدرسة، ولكن في سن العاشرة قرر أن موهبته تكمن في مكان آخر وبدأ في تنظيم بطولات بين أطفال من بلدان مختلفة. ويفسر ذلك في الفيلم الوثائقي القصير الذي أنتجته الخطوط الجوية القطرية أن عمله هذا علمّه قوة كرة القدم في التقريب بين الناس.
عمل كمحام في “الفيفا” حتى قفز في عام 2015 بعد فضيحة فساد الفيفا وخروج “بلاتر وبلاتيني” من الواجهة الكروية العالمية واعتلى منصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2016 حيث قدم وعوداً وعد بمعالجة الثقافة الفاسدة للمنظمة، وتقديم المزيد من الأموال إلى الاتحادات الأعضاء. إضافة لإصلاح حوكمة الفيفا. هذه الصورة التي تبدو براّقة إذا ما رناها بالوضع ايام ” سيب بلاتر” لا تخفي كما تقول الصحافة الأوروبية بأن نظام المحسوبية القديم في الفيفا قد تطور ولم يختفِ، ولم يمنع ذلك أن ينتقده أحد زملاءه السابقين ويصفه بالمقامر والعدواني في فرض افكاره الجديدة وأنه يفعل كل ذلك لانه يفتقر للاصوات الناقدة من حوله فقد عمل مثل سلفه على ضم الموالين له. لكن حتى “بلاتر” انتقد ” انفانتينو” في عام 2020 واعتبره بأنه مصاب بجنون العظمة وأنه يعمل على تحويل كرة القدم الى “آلة أموال هائلة”، لكن كلام “بلاتر” ذهب في مهب الريح لأنه جاء على شاكلة “الشيطان يعظ”؟!.
بعد انتهاء المونديال الحالي بحلوه ومرّه سيكون لكرة القدم وجه آخر وستعمل الاتحادات الاوروبية على حجب الدعم والثقة عن رئيس الفيفا ” انفانتينو” كما يتم تداوله الآن ولكن على “الفيفا” ورئيسه أن يعيدوا هيكلة بطولات كأس العالم إذا أرادوا لها الاستمرار كتجمع كروي يجمع العالم حولة في فرح كروي بعيداً عن الرسائل السياسية والدينية التي أفسدت علينا المونديال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى