الأعمدة

سامبا عرجاء

ملكون ملكون
مونديال آخر … خيبة أخرى .. وحكاية البرازيل مستمرة في التلكؤ والتعثر والارتباك والوقوف عند نقطة ما في المونديال وبالتالي خروج مبكر واستمرار خطوات السامبا العرجاء لسنين قادمة .
الخيبة البرازيلية الجديدة لم تفاجىء من يقرأ ما بين السطور، لذلك تستمر الخيبة وتبقى التساؤلات بلاإجابات.
الهوية
عندما فاز المنتخب البرازيلي بمونديال 1994 تلقى المدرب كارلوس البرتو بيريرا انتقادات هائلة لاسلوب اللعب الدفاعي و المتحفظ و لكنه قالها صراحة : (( جئت لكم بكعكة الدبابيس و فزتم بالكاس ))، و كان يقصد يومها أنه للفوز باللقب يجب التخلي عن الجماليات التي تعود عليها البرازيليون و رسخها “تيليه سانتانا” في مونديال 1982 .
و بعد سنوات كان “سكولاري” يسير على خطة “بيريرا”، ويفوز باللقب العالمي عام 2002، و لكن كلا المدربين لم يقنعا احداً بل و ستر على عيوبهما وجود نجوم مهاريين أمثال روماريو وبيبتو ورونالدو ورونالدينيو وريفالدو .
الأهم من ذلك ان البرازيل منذ عقدين من الزمن بدأت تفقد او تتخلى عن هويتها الكروية شيئاً فشيئاً، وبات بيريرا ومن بعده سكولاري مثلاً أعلى للمدربين الباحثين عن الألقاب ولكن بلا امتاع، و بات الأداء البرازيلي أكثر قسوة و بدنية وأكثر تحصيناً في الدفاع فبتنا نرى بلا استغراب أن البرازيل تلعب بلاعبي ارتكاز في خط الوسط، و باتت الهوية الكروية البرازيلية في مهب الريح مع زيادة الاعتماد على اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية الذين تشربوا الأسلوب الكروي الأوروبي و نسيوا أو تناسوا الكرة الجميلة التي باتت ذكرى برازيلية ليس إلا …..
السوبر ستار
على مدار التاريخ الكروي للبرازيل كان تشكيلة السيليساو تتميز بتوفر لاعبين مهاريين من مستوى ((السوبر ستار)) قادرين على تقديم كرة جميلة وأيضا صنع الفارق، وحتى عندما كان بيريرا وسكولاري يوليان أهمية خاصة للدفاع فان وجود نجوم كروماريو و بيبتو و رونالدو و رونالدينيو و ريفالدو في القمة كانوا يصنعون الفارق و يعوضون الوجوم في الخطة التي اسماها بيريرا (كعكة الدبابيس.)
و لكن من هو ” السوبر ستار ” في تشكيلة السيليساو لمونديال 2022 ؟؟؟ .
الإجابة ستكون بلا تردد نيمار …. لكن ما قدمه نيمار حتى الان مع الأندية أو مع المنتخب يثبت انه قادر على تحمل كل هذه الضغوط ؟؟ !! .
و نيمار لم يكفِ لإنقاذ “تيتي” وعناده المفرط لان نيمار لم يقدم حتى الان ما يؤكد انه من طينة اللاعبين الكبار في تاريخ البرازيل .
شواطئ و مواهب
السامبا الان بلا إيقاع … عرجاء و تكاد تكون كسيحة وهي بحاجة للعودة الى شواطئ الكوباكابانا للبحث عن المواهب الكروية التي تولد في الريو كما يولد الفيروز على الشطآن … فالعودة للجذور و للفطرة الكروية هو الاجدى بعد سنوات من الاعتماد على اللاعبين البرازيليين المحترفين في الأندية الأوروبية رغم أنهم لاعبين مهمين وبارزين إلا انهم بحاجة لاعادة تاهيل لاستعادة ايقاعهم الحقيقي الذي يميز خطوات السامبا .
عناد
في السنوات الأخيرة تميز المدربين البرازيليين بالعناد والتشبث بالرأي و فرض خيارات غريبة على تشكيلة السيليساو في كؤوس العالم ولعل تدخل الصحافة و الجمهور بعمل المدرب شكّل عنده ردة فعل سلبية أثرّت كثيراً على قراراته وخياراته، لذلك كان غريباً أن البرازيل تشارك بدكة احتياط عادية أو لا تشكل إضافة أثناء التبديلات، وأن خط الدفاع العجوز لن يتحمل الايقاع المتصاعد لمباريات المونديال، وأن البرازيل التي تميزت دائماً بالأظهرة الرائعين عانت الأمرّين في هذا المونديال في هذين المركزين.
وبالنتيجة فإن الحديث عن المدربين البرازيليين قد يقودنا للاعتراف أن الذهنية والرؤية التكتيكية غالباً ما كانت لدى مدربي البرازيل أقل من مستوى لاعبي البرازيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى