الأخبار

سليمة”: الإيمان بأن الفتيات يولدن مكتملات وفي أحسن تقويم.*

بقلم د. رووث لاوسن، مدير المملكة المتحدة لإدارة التنمية الدولية في السودان

اليوم نقترب من نهاية حملة الـ 16 يوم من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهي حملة عالمية تهدف لزيادة الوعي وإنهاء جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات. ويشمل ذلك الجهود المبذولة للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، أحد أكثر تجليات عدم المساواة بين الجنسين. في السودان تشير التقديرات إلى أن 80٪ من النساء والفتيات قد تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية، مما أثر سلباً على صحتهن البدنية والإنجابية والنفسية. ولكن كل هذا بدأ يتغير.

في الأسبوع الماضي تشرفت بالانضمام إلى زملاء من اليونيسف، صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية لزيارة المجتمعات المحلية ومقابلة النساء والفتيات وقادة المجتمع والنشطاء الشباب والعاملين الصحيين والمسؤولين الذين يعملون معًا لإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في السودان من خلال الترويج لمفهوم “سليمة”. وقد بدأت بالفعل العديد من العائلات والمجتمعات بتبني “سليمة” وتغيير المعايير الاجتماعية لتمكين الفتيات من العيش بصحة جيدة ومرضية.

لقد أدهشتني ثقة أعضاء نادي الفتيات في مدرسة الفيحاء النموذجية. إنهن الآن قادرات على التحدث بثقة مع أسرهم وحتى قادة مجتمعاتهم حول التحديات التي يواجهنها، وعن مخاطر ختان الإناث والزواج المبكر ومحاربة الممارسات الاجتماعية الضارة. توفر أندية الفتيات مساحات آمنة للبنات للحديث عن مجموعة من القضايا حول استقلالهن الجسدي، والختان، والزواج، والتعليم، وطموحاتهن المهنية. يوجد أكثر من 1000 نادي للفتيات في جميع أنحاء البلاد أنشأتها وزارة التعليم بالتعاون مع اليونيسيف من خلال دعم من المملكة المتحدة، وتتم ادارتهم بالكامل من قبل معلمين سودانيين. لقد سررت أيضًا بسماع الشعر والأغاني ومشاهدة مسرحية قدمنها الطالبات لرفع الوعي بمخاطر الختان والزواج المبكر وتسليط الضوء على أهمية تعليم الفتيات. تحدث عدد من الأمهات والجدات عن توقف الختان في الجيل الجديد من الفتيات في أسرتهن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الرسائل والمعلومات التي تحدثهم بها أعضاء نادي الفتيات.

في منطقة واوسي، التقيت بالشابات والأمهات والمعلمين والقابلات والمرشدين الصحيين والشيوخ الذين تحدثوا بشغف وفخر عن التخلي عن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث داخل مجتمعهم وتأثير ذلك على أسرهم ومناطقهم. لقد علمت عن وصمة العار التي كانت تصاحب الفتيات الغير مختونات، بما في ذلك قصص الفتيات غير المختونات اللذين تتم اعادتهن من قبل أزواجهن، لكن كان من المشجع سماع أن هذا قد تغير الآن وأن المجتمعات بأكملها نهضت للتوقيع على التعهدات وإعلان مجتمعاتهم خالية من الختان.

التقيت أيضًا بأعضاء شبكة تعليم الأقران للشباب (Y-PEER)، الذين تدعمهم المملكة المتحدة للعمل على إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، كما التقيت مع أعضاء منظمة “انتشار” للتعرف على أنظمة الإنذار المبكر التي تم إنشاؤها في 6 ولايات مختلفة للحد من ظاهرة الختان، عن طريق الكشف المبكر عن عمليات الختان المخطط لها ورفع الوعي بالمادة 141 في القانون السوداني والتي تجرم ممارسة ختان الإناث في السودان. أخيرًا، التقيت بالأطباء والقابلات الذين تحدثوا عن تفاؤلهم بالمستقبل، مما يشير إلى أنهم يرون أعدادًا متناقصة من النساء المصابات بتشويه الأعضاء التناسلية، وخاصة بين الجيل الأصغر سناً.

عل

ى الرغم من أن زيارتي كانت قصيرة، الا أنها تركت شعوراً بالتفاؤل لدي بشأن التقدم الذي تم إحرازه لإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في السودان. من الواضح أن هناك الكثير مما يجب القيام به، ولا يمكن أن يحدث هذا التغيير إلا من خلال الجهد الجماعي الذي يسخر الشباب والآباء والمعلمين والقادة والمجتمعات بأكملها لاحتضان “سليمة”. أنا فخورة بأن المملكة المتحدة تدعم السودان في هذه الجهود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى