إذا سالت دموعٍ في خدودٍ
بقلم : محمد المبروك
في (مائة عام من العــزلة) زعم ج.غارسيا ماركيز بأن بكــاء العشاق هو أقدم بكاء عرفته البشرية؛”وحين سمعت شهيقه تعرفت، للتو، ومن بين ثنايا صوته، على أقدم بكاء عرفته البشرية عبر التاريخ فقالت له: أحكي لي..من هي؟”
دعنا نزعم بأن بكــاءاً أخر ينافس بكــاء العاشقين إن لم يبزه في القِدِم وكثافة الدموع الهواطلُ و ..”لدينا الوثائق التي تثبت ذلك ” كما نقول هذه الأيام.
في معركته اليائسة لإستعادة ملكه المسلوب، اجتهد الملك الضليل امرؤ القيس بن حجر في تأليب القبائل العربية لتقف معه وتسانده ولكنهم لم يفعلوا. واستمر يتجول باحثاً عن نصير عزّ أن يناله حتى وصل تخوم بلاد الروم حيث عرب الشام من الغساسنة ولكنهم تنكروا له…
(وقد انكرتني بعلبك وأهلها .. و لإبن جرير في قرى حمص أنكــرا)
وهنا قرر أن يأتي بسابقة تاريخية أخــرى وهي اللجوء السياسي لبلاد الغرب فتوجه إلى قيصر الروم ليعاونه في استعادة ملكه المسلوب، فخـرج من حمص تلقاء بلاد الروم وحين عبر أخر القٌــرى العربية وثق (وضعه السياسي الراهن) شعرا وقال:
“بكــى صاحبي لما رأى الدرب دونه، وأيقن بأنا لاحقــان بقيصرا،
فقلت له لا تبك عينك إنما،
نحاول مجداً أو نمــوت فنعذرا”
في الحقيقة ان امرؤ القيس هو الذي بكـى وليس صاحبه لأن القضية كانت قضيته.
ربما هو بكاء البحث عن الكرامة والتقدير.. “الثيموس”