الأعمدة

ملابس

مصمصت جدتى شفاهها بأستهجان وتمتمت مخاطبة نفسها :-حايمات فوقنا كدى الله يكفينا شركن!!!ذلك عندما لمحت ذات لقطة تلفزيونية عدد من عارضات الازياء وهن يزرعن الأرض جيئة وذهابا بأجسامهن الناحلة وبملابسهن التى يحسبها البعض أسمال ، ضاربات الأرض بقوة وثقة شديدتين .
وقيل قديما -كل ما يعجبك وألبس ما يعجب الناس-ونحن كسودانيين لنا ازياء تقليدية تتنوع حسب تنوع مناطقنا المختلفة ،ولست بصدد الحديث عن الملابس انما اتحدث عن طريقة لبسنا للملابس،فهى متفردة ومختلفة ولا نشبه فى ذلك جنس مخلوق فى هذه الدنيا الكبيرة .
مثلا هناك من يدرع عراقيه بسرعة شديدة ليفتح الباب لذلك المستعجل الذى لم برفع يده عن الجرس لحظة، ثم يستقبله وهو لا يزال يصلح من انسدال العراقى لأسفل بسبب طبيعة القماش الخفيفة ، وقد غطت رغوة من الصابون صماخ اذنيه …وعملية( درع) العراقى او الجلابية لها طريقة معينة لايجيدها الا البعض فانت تدخل يديك فى (اضنين)الجلباب وبحركة سريعة تدخل رأسك لتنزل بقية الجلابية لوحدها وبأنسيابية شديدة خاصة لو كانت جلابية بيضا مكوية ما عليك الا ان تقوم بعدة هزات خفيفة زى الزول الداهمته -شعرانة-على حين غرة …هسة دا عربى؟!! .

الكارينا تلك البلوزة التى مثلت طفرة فى عالم أزياء النساءالسودانيات واتخذنها زيا رسميا خاصة لمن يرتدين الثوب لانها( تلم )الجسم وتكسبه رشاقة ومتوفرة بكل الألوان….هذه الكارينا …للردئ منها عيوب كثيرة فلبسها صعب يذكرك ب(لضم دكة السروال)….ثم أنه لابد من (شكها)تحت التنورة خوفا من أن ترتفع كعادتها لأعلى فتصبحى بين غمضة عين وإنتباهتها ….هندية عديييييييل…..طبعا بدون شعر طويل وعينين واسعتين!.ناهيك عن كتمة النفس التى تحدثها .
وتجيد بعض النساء اجادة تامة حركة لفح الثوب السودانى ولبسه وهن مهرولات… غالبا عند سماعهن ل(سكليبة) عالية أتت من الجوار.
وللقواعد من النساء طريقة مميزة فى لبس الثوب فهن يلبسنه كيفما اتفق وتجد بناتهن يعدلن من وضعه لهن دائما ويجرجرنه لأسفل لتغطية ارجلهن التى تقوست بفعل عامل السن وجراء الاندراشة التى اندرشنها فى الايام الخوالى… فالمراة السودانية تقع وتقوم فى خدمة بيتها واولادها وضيوفها وتشارك جيرانها واقاربها فى المناسبات الكتبييييييييرة دى! واحيانا تجد الواحدة منهن تكوم الثوب فى اعلى رأسها عند إستقبال ضيف مثلا…،فتغطى الجزء نيابة عن الكل …او كما قال!!
ويحصل احيانا ان يلبس زول مطروش جلبابه او قميصه بالمقلوب ،وتحدث كثيرا عند النساء فيكون الثوب بالقلبة وتحضر به المناسبة وربما تكون من النوع البحب( الهجيج)ف(تحتو كلو)وترجع الى كرسيها فى امانتى الله والتمطر حصو …وشكرانين.!!!
يحدث ايضا ان يلبس الرجل لونين مختلفين لفردتى الشراب وذلك عند انقطاع الكهرباء مثلا ومن الاقضل الا يكتشف ذلك فالبقى بقى!!
مع إنشغال البال الشديد الحاصل دا ربما يخرج رجل ذو صلعة معتبرة وهو فى كامل قواه الهدومية من جلباب وشال على الكتف ومركوب جلد نمر -والنمر هو حى ما حام زى حوامتك دى !) ولكنه ينسى لبس الطاقية فيكون شكله وسط الخلق الكثيرين فى قاعة الحفل مخالفا، ويشبه اولئك ال(wanted ).
ثالثة الاثافى ان تنقطع( نخرة )شبشبك الجديد العاجبك من لغاليغا …..وانتى ب(تتقلعى) فى الشارع ولا بيك ولا عليك …وينصحك البعض فى مثل هذه المحنة بان لا تمشى بفردة حذاء واحدة واخرى حافية لأن أبليس – الواحد دا- يمشى كذلك ولست متأكدة خالص من صحة الرواية ومنو الشافو؟
وبعد….هذا قليل من كثير …..وتقطعوه بعرق العافية .
فاطمة كرار

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى