المنوعات

  ندوة ثراء التنوع بمركز راشد دياب بامدرمان

أقام مركز راشد دياب للفنون منتدى بعنوان “ثراء التنوع” برعاية شركة سكر كنانة المحدودة تحدث فيها عدد من المختصين والمهتمين وبحضور مميز للمشتغلين بالغناء السوداني وثقافة التنوع، تحدث فيه الباحث الدكتور محمد آدم سليمان ترنين فيما أدار الجلسة الأستاذ الصحفي الزبير سعيد.
وقال الزبير أن فن الغناء السوداني تراجع كثيراً في السنوات الماضية الأمر الذي أدى إلى حدوث اضمحلال في الذائقة السمعية ما أدى إلى تراجع القيم والأخلاق السودانية السمحة والجميلة، وأضاف أن هذا الغناء في بداياته أسهم بصورة كبيرة في تشكيل الوعي العام للإنسان السوداني، داعياً إلى أهمية وضرورة استعادة سلطة الغناء وأهمية تقدمها على السلطة السياسية.
في ذات الاثناء أكد فيه الدكتور محمد آدم سليمان ترنين أن السودان يزخر بثراء ثقافي وتنوع كبير في جميع قبائله وأعراقه واثنياته مشيراً إلى أن هذا التنوع يتداخل مع تسعة دول تحيط بالسودان، ويرى ترنين أن التنوع في السودان يختلف من قبيلة إلى أخرى، مؤكداً أن أهل الفنون استفادوا كثيراً من التنوع واستلهموه في الكثير من مشاريعهم الإبداعية على عكس السياسيين .
وتناول محمد آدم مجموعة من النماذج الغنائية والموسيقية المختلفة لعدد من الفنانين استهلها بنموذج من شرق السودان الذي استخدم فيه الفنان آلة الطنبور، وأضاف أن هذا النوع من الغناء يشير إلى هوية هذا النوع من الغناء
افتاً إلى أن هذا النوع يتشابه كثيراً مع مجموعة من النماذج الغنائية والموسيقية لدى قبائل اخرى.
كما قدم الدكتور ترنين تحليلاً لكلمة “دو بيت” فأرجع أصولها وجذورها إلى لهجة أهل السودان وليس إلى اللغة الفارسية كما يقول بعض المؤرخين السودانيين، وذهب إلى أن الموسيقار محمد وردي يعد واحداً من المطربين الذين استفادوا كثيراً من التنوع الثقافي والفني قائلا أنه يعتبر واحداً من أسباب نجاحه في مشروعه الغنائي والابداعي.
وقدم سليمان ترنين نموذجاً غنائيا آخر للفنان إبراهيم خواجة الذي تغنى بنموذج من غرب السودان، مواصلا أن الغناء السوداني كان سباق في الإشارة إلى الاعتزاز والافتخار بالقيم والأخلاق، وأكد أن هذا الإرث يتم تداوله جيلاً بعد جيل .
ولفت إلى أن الفنان إبراهيم موسى أبا هو واحداً من الفنانين الذين اهتموا بالتراث العربي في الغناء السوداني، ويرى أن البصمة العربية ما زالت موجودة في تراث البقارة الذي يعد واحداً من الأنواع التي استفاد منها عدد من الفنانين السودانيين مثل الفنان عبد القادر سالم وعمر إحساس وإبراهيم موسى أبا وعبد الرحمن عبد الله.
وذهب الدكتور ترنين إلى أن كل هذه الأنواع الغنائية والمكونات الثقافية المختلفة انتقلت إلى المدينة وخلقت ما يسمى بالغناء الحديث في أم درمان فظهرت أغاني الجراري والطنبارة، إلى أن جاء شعراء الحقيبة أمثال الشاعر ود الرضي الذي قدم أجمل النماذج الغنائية الحديثة.
وفي سياق ذي صلة أمن الباحث الدكتور أمير النور في مداخلته على ما قدمه الباحث الدكتور سليمان ترنين فيما يختص بالتنوع والثراء الموسيقي واللحني في السودان، وأكد أن منطقة غرب كردفان هي منطقة غنية وثرية بالتنوع الثقافي والغنائي وأشار إلى عدد من النماذج الغنائية، وأرجع الدكتور أمير النور أصل هذا التنوع والثراء إلى الثقافة النوبية القديمة.
بينما أرجع الفنان سيد عوض الذي قدم نماذج غنائية حديثة أصل هذا الإيقاع من التنوع إلى تاريخ المملكة المروية القديمة، وقال إن هذا الإيقاع موجود في غناء الملوك، وأضاف أن التراث اللحني والنغمي امتد بتمرحلاته المتنوعة والمختلفة إلى لحظة ميلاد الأغنية الحديثة، مشيراً إلى أغنية ” ببكي وبنوح وبصيح “.
تجدر الاشارة الى ان منتدى (ثراء التنوع) يعتبر الـ (618) ضمن منتديات مركز راشد دياب للفنون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى