الأعمدة

نستحق الأحسن

عبدالباسط شاطرابي

والعام يطفئ قناديله، نستبشر بعام جديد لأننا نستحق أن نكون أفضل حالاً، فقد طال مشوار المعاناة .. شربنا كأس الآلام حتى ثمالتها، فقدنا جزءا عزيزا من وطننا .. ارتفعت أصوات التلويح بفقدان آت لأجزاء أخرى، تنامت أعشاش الكراهية والجهوية، وتدحرجت مستويات الحياة بكل تفاصيلها.
نفتح لمقدم ٢٠٢٣  أذرعتنا حباً وتطلعاً وأملاً.  فثورة ديسمبر ما زالت تتنكب الطريق رغم ما دفعت من دماء الشباب، و(كباتن) المشهد ما زالوا يضمرون أكثر مما يُظهرون، وأحلامنا الصغيرة في حياة (مستورة) لم نر ما يشير إلى تحقق شيء منها.
يكفينا مرحليا أن نوقف التدحرج المتسارع، وأن نضع أول مدماك لصناعة الستر الذي يدغدغ أحلامنا. 
يكفينا أن نحدد في غالبيتنا ما نريد، ويكفينا أن نضع نظاما قائما على المدنيين يحترم فصائلنا شبابا وزراعا ورعاة وعسكريين وعاملين ومثقفين .. لا وصاية فيه لفئة على أخرى .. ولا مليشيات ترفع قبضتها تلويحا لاستلاب، ولا ضغوطات مدمرة بالإضرابات والخطابات المحتقنة ونصب الشراك ..
بعض التمهيد للطريق هو ما نريد في العام الجديد ..
فقط بعض التمهيد .. فالعافية حين تبدأ في السريان .. تتصاعد معها قدرة المناعة على دحر الفيروسات.
هل هذا كثير علينا ؟
نحن نستحق الأحسن.
جعله الله عام خير وبركة على السودان وعلى كل شعوب الأرض.
ومرحبا بك يا ٢٠٢٣ . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى