بعد ثلاثة عقود من انفصالها عن يوغسلافيا كرواتيا تعتمد اليورو أبتداء من يناير القادم
بعد ثلاثة عقود من انفصالها عن يوغسلافيا، وبعد عشرة أعوام على انضمامها للأتحاد الأوروبي تعتمد كرواتيا ، بدءاً من مطلع العام القادم، الـ”يورو” عملة رسمية لها، لتصبح هذه البلد الصغير البالغ عدد سكّانه نحو 4 ملايين نسمة الدولة الـ20 في ترتيب الدول التي تستبدل عملتها الوطنية بالعملة الموحدة لدول الاتحاد الأوروبي، ما يجعل تعاملاتها المالية أسهل ويمنح نظامها المالي شبكة أمان تجاه الأزمات المستقبلية.
والـ”يورو” عملة مشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي منذ العام 2002، غير أن ثمانية دول أعضاء لم تعتمده بعد رسميا على أراضيها، بل تواصلت الاعتماد على عملاتها الوطنية، وهذه الدول هي: بلغاريا، رومانيا، الدنمارك، وجمهورية التشيك، المجر، بولندا والسويد.
كما أن كرواتيا التي يعتمد اقتصادها إلى حد بعيد على السياحة، ستنضم إلى منطقة شنغن للتنقل الحر بين دول التكتّل الـ27، ما يعطي قطاع السياحة دفعة قوية إلى الأمام ويتيح للكرواتيين إمكانية التنقل بحرية من دون قيود داخلية عند الحدود البينية لدول الاتحاد الأوروبي.
كرواتيا ومنطقة الـ”يورو”
كرواتيا التي أعلنت في 25 حزيران/يونيو من العام 1991استقلالها رسمياً عن ما كان يعرف بـ”جمهورية يوغسلافيا الاتحادية”، انضمّت إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2013 وهذه الخطوة أخّرتها الحروب الدموية التي نجمت عن تفكك يوغسلافيا في تسعينيات القرن الماضي، لكنّ ما أن اكتسبت كرواتيا عضوية التكتّل حتى بدأت مساعيها للإلتحاق بمنطقة الـ”يورو” بهدف ترسيخ اصطفافها إلى جانب الغرب الأوروبي بعد نحو نصف قرن من الحكم الشيوعي للبلاد.
المنطق الاقتصادي
يمكن القول إن كرواتيا هي الدولة الأكثر استفادةً من دخول منطقة اليورو، ذلك أن اقتصادها يعتمد كثيراً على القطاع السياحي الذي يشكّل خمس الناتج المحلي الإجمالي، ولا ريب أن السيّاح يطمئنون أكثر حين لا يضطّرون إلى التعامل مع أسعار الصرف، وفي الوقت ذاته، يتم الاحتفاظ بمعظم الودائع المصرفية في كرواتيا بالـ”يورو” إلى جانب أكثر من ثلثي الديون التي يبلغ مجموعها نحو 520 مليار كونا (68.4 مليار يورو).
ووفقاً لمحافظ البنك المركزي الكرواتي بوريس فوجيتش فإن حصول كرواتيا على عضوية منطقة اليورو من شأنه خفض أسعار الفائدة وتحسين التصنيف الائتماني وجعل البلاد أكثر جاذبية للمستثمرين.