الأعمدة

مازال وفود الموقعين علي دستور المحامين في انتظار بص الحاج يوسف

تقول الطرفه(واحده ساكنه الحاج يوسف البيت فاتح في الشارع الرئيسي بعدين عندها مشكلة في ابواب الدولاب كل ما يجي الباص ماري بالشارع ابواب الدولاب بتفتح .. فهي النهار كلو شغالة
تقفل في الضلف
جابت ليها نجار و ورتو الحاصل
النجار قال ليها : انا بدخل جوا الدولاب وانتظر جوه عشان اعرف الحاصل …
فجأة راجلا جا داخل نسي تلفونو في الدولاب اول ما فتح الدولاب لقي النجار المسكين قاااعد في موقف لا يحسد عليه
النجار قال ليهو : غايتو العايز تعملو اعملو لأني لو قلتا ليك اني قاعد هنا منتظر باص الحاج يوسف ما بتصدقني)
الشعب السوداني المكلوم لم يعد يهمه شئ او ان يصدق اي قول او فعل يبدر من اي مسؤول او اي شخص او حزب او حركه او خبير (اصطراتيجي) وخاصة حينما ياتي الحديث عن ذكر اتفاق او وثيقه او مبادره.
الطرفه التي تصدرت المقال يمكن اسقاط كل شخوصها علي واقعنا السياسي وشخوصه وعلاقتهم بالشخص والتي افضت الي احساس مؤلم جدا وهو فقدان مصداقية كل الكيانات التي تتسيد المشهد الان تجاه الشعب،الذي لم يعد يستمع لهم او يتابع مايقولونه،وذلك مرده اضافة لكذبهم ،الغارق الكبير في العمر والفكر،فالساسه ينتمون لجيل مازال يعتقد ان الشعب السودان الذي هلل لهم وتبعهم كالقطيع مازال هو هو لم يتغير وتناسوا ان جيل اليوم قد تحرر تماما من هذه التبعيه وهو في انتظار فرصته ليقذف بالجميع الي مزبلة التاريخ.
كل الاحزاب والكيانات والحركات التي تعاونت مع الانقلاب وعملت في حكومتيه والوقوف (الف احمر) ضد اهداف وشعارات الثوره ويمثلهم هنا في الطرفه (النجار)الذي ولسذاجته وقصر تفكيره بان وضع نفسه في هذا الموقف السخيف،وليس امامه سوى ان ينتظر ردة فعل (الزوج)والذي يمثل (الشعب المفجوع) في حكومته التي انقلبت عليه وتمثله هنا (المرأه) وهي اس كل البلاء،من واقع انها اي المراه كان يمكنها تفادي هذه الخسائر لو قفلت الباب الذي تاتي منه الريح لتكفي الدولاب والذي يمثله هنا (الاتفاق) شر الرياح وعدم دخولها العبث (بضلفه) وهي هنا (بنود الاتفاقيه) التي نسيها الشعب باعتبار انها في ايد امينه وحينما رجع اليها متفقدا لها ويمثلها هنا (الموبايل) لم يجد بندا بل كتله حلت محله تماما،وكان بالامكان وقف حركة البص ويمثله هنا الاتفاقيات التي تمت تحت الطاوله والتي افضت افضت لدخول الهواء لداخل الغرفه والذي مهد له بالابقاء علي النافذه مفتوحه علي مصراعيها (استمرار الحوار).
حينما نعمل علي تفكيك اقواس هذه العمليه الحسابيه الدقيقه،حينما نخرج عنصر الشعب ويمثله هنا في الطرفه الزوج خارج الاقواس والمعادله برمتها،سنجد انفسنا امام معادله غريبه في شكلها،فهي تبدو من طرفين رغم انها في واقع الامر هي معادله واحد تتكون من عناصر متحده حينما يتم طرح طرفيها المتوهمين فالنتيجه هي صفر،وهو بالضروره ماتسعي له هذه الاطراف بتصفير الثوره والاجهاز عليها وهو امر مستحيل،لانه سيكون حاله اشبه بحال الرجل الذي يود اقناع زوج المراه انه هنا في داخل الدولاب في انتظار ان يمر بص الحاج يوسف وهو امر لايعقل وكان يمكن للنجار تفادي الموقف لو انه لم يدخل الدولاب اصلا ويمثله هنا شراكته مع المكون العسكرى واستمراره طوال هذه المره.
الشعب هنا غير معني بسماع مبررات فشل النخب،لانه اصبح مثلهم ليس في انتظار بص الحاج يوسف الذي لن ياتي مطلقا وانما في انتظار قطار الثوره والذي لن يتوقف الا في محطته الاخيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى