الأعمدة

الاتفاق الاطارى (خد) و (هات) بين د. بكرى الجاك ود.صديق تاور

لايختلف اثنان ان الاتفاق الاطارى بشكله المعيب الذي ورد،وبصياغته المعممه دون الدخول في شرح تفاصيل بنوده الفضفاضه،لايمثل حلا للمشكله المتوهمه الان،وذلك لانه كان من المفترض ان لاتكون هناك مشكله اصلا،من واقع ان ماحدث،هو اندلاع ثوره شعبيه شارك فيها كل الشعب السوداني في كل مدنه وقراه،ادت لاقتلاع افسد نظام حكم شهده كوكب الارض منذ بدء الخلق والي ان تقوم الساعه،ولايمكن لاكثر الناس تشاؤما،ان يتخيل بشاعة فترة حكم الانتهازيين خلال ثلاثين عاما من الفساد والظلم والنهب والسرقه وتبديد موارد البلد واذلال شعبه،لا احد يستطيع ان يتخيل حجم الماساه وعظم المصيبه واثارها الكارثيه،لان الخيال لايمكن ان يكون بشعا لهذا الحد.
البرهان كان يمكنه تسليم الحكم للشعب والتنازل عنه كما فعل سلفه ابن عوف بان تنحي بعد ساعات قليله حينما راي السيول البشريه لكل الشعب السوداني وقد قال كلمته النهائيه،وخاصة ان الامر ومن واقع تجربتين سابقتين قام فيها الجيش بتسليم الحكم للشعب في فترتين انتقاليتين انتهت باقامة انتخابات في ظرف عام واحد وانتخاب حكومه مدنيه وخلال هذا العام كانت تركيز قادة الجيش منصبا في قيام الانتخابات ولاشئ غيرها.
ولكن يبدو ان قحت ومن (قولة تيت) كان لهم راي اخر،حيث انهم دخلوا في اتفاقيات سلام لم توقف حربا او تحقق سلاما،وبدات المحاصصات والمناكفات واختلاق الازمات ووضع العراقيل امام اعظم رجل وهو حمدوك الذي كان يمكنه انقاذ السودان وانتشاله من وهدته وعزلته كما بدأ فعلا،وتلاعب الاحزاب بشعارات الثوره والدخول في اتفاقيات تحت الطاوله،لتنخر في جسد الثوره لينهار المعبد علي رؤوس الجميع بانقلاب 25 اكتوبر المشؤوم،ودخول الجميع سجون نظام جديد عسكرى قديم متجدد.
اكثر شخصيتين معتدلتين وواضحتين كان يمكنهما او ايا منهما ان يعطيني الامل بان الاتفاق الاطاري يحمل بشريات حل مشكلة السودان وازمة الحكم الان ولكن هذا لم يحدث كما توقعته، وهما الدكتور بكرى الجاك ودكتور صديق تاور بحيث انهما ادليا بتصريحاتهما في وقت واحد،الاول لقناة سودانيه24 والاخر في برنامج المسائيه بقناة الجزيره،بحيث انهما خلصا الي ان الاتفاق الاطارى لايمكن ان بحل مشكله كما ان تنفيذه يبدو صعبا وتاكيد د.صديق بان البرهان لن يسلم الحكم للمدنيين،من واقع- وهذا من عندي-بان انقلابه قام علي اساس ارجاع اغلب متسوبي النظام السابق وفك حظر ممتلكاتهم وارجاعهم لوظائفهم ،ليكونوا اي الفلول كامر واقع، وهم بحالتهم تلك سيشرفون علي كل مراحل الفتره الانتقاليه،مما يعني سيعملوا مابوسعهم لعودتهم باي شكل من الاشكال، الدكتور بكرى محمد الجاك المدني،الخبير الاقتصادي والسياسي والاكاديمي المخضرم المعروف، والذي تناولت سيرته العطره في اكثر من مقال منفصل وكنت وامني نفسي في ان يقود التغيير في هذا البلد وذلك باتاحة الفرصه له لافراغ كل مخزونه المعرفي والعلمي وخبراته الواسعه في ان يضع حدا لفوضي نظم الحكم في السودان وتغييرها تماما وفق مستجدات طرات علي تركيبة ومزاجية الزول السوداني والتي تستدعي تغيير نظم الحكم وطريقته لتصدر شباب هذا البلد للمشهد السياسي الذي يسعي لتغيير كل شي مما يلزم معه تغيير عقليتنا في طريقة ادارة الدوله والتخلص من حمولة السودان القديم بكل احزابه وحركات المسلحه وشخوصه وخبرائه من جيل الاستقلال التي قامت كلها علي استغلال انسان السودان القديم،متناسين تغير هذا الزول ولم يعد ممكنا اسقاط تسلط النخب عليه لانه يرفضها تماما ويعمل علي ازاحتها تماما لفشلها خلال ستين عاما مما اورد البلد واهله الي التهلكه.
ربما يكون هناك املا ضعيفا في تقبل الشارع للاتفاق،في حال الغي البرهان كل قرارات مابعد الانقلاب،وتقديم المكون العسكرى لاستقالته من العمل السياسي والعسكرى،وتسليم ادارة البلاد لحكومه مستقلين من الشباب تسعي لوقف الاقتتال في دارفور ومراجعة قانون انشاء الاحزاب والانتخابات.
الاخطر من الاتفاق والخلاف حوله ما ادلي به حميدتي وبصراحته المعهوده هو قيام تشكيلات قتاليه علي الحدود وعزمها الدخول في دعم محاولات انقلابيه باحدي دول الجوار،ان صح الامر فعلي السودان السلام.
اقول لدول الوساطه والثلاثيه والرباعيه وغيرهم ان حل مشكلة هذا البلد هو في يد الشباب فقط،وهو مالايصب في صالح الكثيرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى