الأعمدة

مصادرة طفولة (ترتيل الطيب عثمان يوسف)

بقلم : نائلة فزع

متوهم وواهم من ظنّ أن همة المناضل (الطيب عثمان يوسف) امين لجنة  نظام التفكيك، قد تفتر عزيمته في المضي قُدما او تلين. الطيب عثمان الذي عرفته في دولة الإمارات إذ كنت مديرة لمدرسة بمصفح حيث يقيم هو وأسرته…وابنته الكبيرة التي اصبحت طبيبة الان كانت طالبة بنفس المدرسة.
الطيب يوسف الذي اعرفه على ما يربو على العشرين عام، كان أب وزوج مثالي…حازم ولين…قريب من أطفاله ورغم طفولتهم حين ذاك، تحسبه صديقهم، وفي مواقف أخرى تجد الحزم الذي يتطلبه الموقف.
كانت زوجته الهندية الأصل، سودانية السلوك والهوى، ترافق ابنتها الى المدرسة رغم ان منزلهم يبعد عدة أمتار منها، وتحضر معنا برنامج الإذاعة المدرسية، ومرافقتها تدل على حرص الأسرة وحفاظها على البنات. خلال هذه الفترة جاءت والدة الطيب من أمريكا لزيارته برفقة ابنتها ومذاك الحين أصبحت سارة صديقتي.
* ترتيل الطفلة التي صادروا طفولتها بهذا السلوك الاجرامي المخزي- ولا اقول انه دخيل على المجتمع السوداني، فقد صار يتم بصفة راتبة منذ استباحة حكومة الإنقاذ للارض والعرض. وربما زاد بعد دخول المليشيات للعاصمة، واتفاق جوبا الذي زاد من تفكيك النسيج الاجتماعي وقنن سرقة وافقار الشعب السوداني ونهب خيراته…حالات الاغتصاب التي تُعلن قليلة لأن الأهل يخافون من إشانة السمعة، أما الطيب يوسف الشرطي البطل فقد واجه الموقف بكل شجاعة، مرفوع الرأس، لأن محاولة الانتقام منه باختطاف ابنته لم تهزمه..وهم اعتبروها رسالة لكل أعضاء لجنة التفكبك، وحسبوا أنها تُخيفهم على العكس، هذا تنبيه جاء في وقته رغم بشاعته وقذارته ومخالفته للفطرة السوية، وعدم تقبل المجتمع قاطبة له، يٌعد جرس انذار لهم، ولهذا يفترض أن تنبثق فروع من اللجنة لحماية أسرهم، لا تقل لي لجنة حماية الأسرة وغيرها فما زالوا من اتباع النظام البائد، سلوكياتهم مسيطرة على قياداتهم وعقولهم…ومعذرة ربما شٌح الإمكانيات، أو الإعلام المسيس لم يلقي الضوء على عمل منظمة او هينة حماية الطفولة.

* ترتيل هي حفيدة المفاضلة( سارة حمد النيل) والدة الطيب، التي تظاهرت مع أسر المفصولين للصالح العام في عهد الانقاذ، وهي التي اوصلت رسالة الشكوى ضد الانقاذ لمكتب الأمم المتحدة بالخرطوم، ضربوها بالرصاص في رجلها لمنعها من تسليم الشكوى، مما سبب لها إعاقة دائمة واختطفوها مدعين علاجها بالمستشفى العسكري، وتعرضت داخله بالتهديد بالموت.
* لقد كتبتَ عن تحمل سارة لمسؤولية أسرة كبيرة في روايتي ( الغوص في أعماق منسية) وهذا هو الجزء الحقيقي الوحيد الذي كتبته من سرد شفهي سياسي ممن وقع عليه الظلم…وباقي الرواية خيال مواز للواقع.
* وحكت لي سارة عما حاق بها وباسرتها مما أدى لخروجها للتظاهر إذ تم إحالة والد الطيب( عثمان يوسف) وكان برتبة عالية في الشرطة- احالوه للصالح العام…ثم تم احالة سارة التي كانت تعمل بوزارة المالية أيضا للصالح العام…والطيب الذي كان حديث التخرج نفسه بعد فترة حدث له نفس الشيء.
،* ترتيل عمتها المناضلة الجسورة( زينة عثمان) ولها باع طويل في إقامة الندوات ضد اللجنة الامنية بأمريكا، وليس ببعيد ذلك اللايف الذي سجلته عند زيارة ( الوزير بلا وزارة- جبريل- والوفد المرافق له)…
* إذن توجد عدة جهات لها دافع للانتقام من لجنة التفكيك في شخص الطيب، وعلى سبيل المثال (والله أعلم):-
* الأشخاص الذين تم استرجاع أموالهم للدولة من لجنة التفكيك من الفلول.
* الفئة اعلاه يستخدمون ( كتائب الظل)، التي يقال بأنها هي الطرف الثالث في قتل الشهداء برفقة العسكر ومليشيا الجنجويد. وكلهم تخصص في السلوكيات القذرة.
* الشباب فارغي الذهن من أبناء الفلول المسجونين الذين استردوا أموالهم ومنازلهم بعد الانقلاب الأخير 25 اكتوبر 2021 م…وبعد أن قرأوا تصريح الطيب عثمان، بأن اللجنة عائدة بقوة وبدون هوادة لمواصلة عملهم ورد الحقوق للشعب.
*، الرأسمالية الطفيلية التي صودرت ممتلكاتها وبعض منهم ما زال يتعاطى الأمر السياسي ليضمن عدم تجريده من المزارغ والمصانع التي لا يدفع لها ضرائب..وما شابه.
* ربما اللايف الذي بثته زينة عمة ترتيل عن ( الوزير بلا وزارة)، جعل مليشيا قائدهم التي لا يمكن أن تصل لعمتها الأمريكية، فكروا في وسيلة للانتقام منها في شخص أي فرد من أفراد اسرة أخيها الطيب. * * وبعد دراسة وجدوا اضعفهم الطفلة ترتيل ذات ال 15 ربيعا، وغالبا سوف تعاني من اضطراب نفسي بالتأكيد وهنا يكمن عذاب الأسرة.
* وأعتقد أن الطيب عثمان يوسف قد تمّ اعتقاله عدة مرات وظنوا انه سيلزم السكوت ويبعد عن اللجنة، بمعنى أنه استتفذ كل ما لديهم من وسائل التخويف، وجدوه ثابت على المبدأ لا يرهبه السجن ولا الوقف من العمل، ولذا فكروا في إيذاءه وفي اللحم الحي (طفلة بريئة) ولكنه سيعود للعمل مع رفاقه بشكيمة أقوى وإيمان بنجاح ثورة ديسمبر…وارجاع اموال وعقارات الشعب السوداني المنهوبة ، والأهم كرامة كل سوداني، واسقاط اللجنة الأمنية وتوابعها من المستعمرين والغازين الجدد من دول الجوار
***** ***** ،*****
اقول للبطل المناضل (الطيب عثمان يوسف)…نساندك ونشد من أزرك وقلبي مع المدام والدكتورة وكل الأسرة واولكم ترتيل…لا تهابوا من خفافيش الظلام…ومن حقك المطالبة بحماية خصوصا في هذه الفترة…وحكى لي أحدهم بأنه توجد سيارات مظللة تدور حول مكان سكنكم منذ مدة…وهذا ربما لدراسة مواعيد خروج ورجوع أي فرد منكم، وأنت بالأخص.
قلبي معكم…والله حاميكم وناصركم بإذنه تعالى.
الموجوعة:-
من الظلم والسعي في اغتيال شخصيات الرموز الوطنية من أمثالك:-
نائلة فزع- فرنسا
الأحد- 08 يناير 2023 م

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى