الأعمدة

أقدار ..

عندما كنت ادرس في الجامعه زرنا دار المايقوما للاطفال وهذا اليوم اصبح محفور في ذاكرتي لمدي بعيد وغريب وكان اول تحول نفسي لي
لأنني هناك قابلت طفله تدعي اقدار وكان بها شئ غريب كان لها دمعه لاتوقف وتجري من عين واحده فقط وعرضت علي مجموعه من الاطباء ولم يجدو لها تفسيرا علميا ..
وكانت الطفله جميله جدا لدرجه مخيفه وكان تدهش كل من في الدار وكان الزوار جميعا يندهشون بجمالها وحسنها وكانت حنونه جدا ووديعه ..
كنت انظر اليها واتفحص ملامحها جيدا ورغم اني كنت ادرس علم النفس وكنت احب دراستي جدا لانها منحنتي الحاسه السادسه فكنت اري بين وجوه الناس خطوط حياتهم وكنت اسمع كلماتهم وافكر في شخصياتهم المختلفه فكنت احس انني اتفوق علي البشر بدرجات بهذا العلم
لكن اقدار لم تكن مجرد حاله
كانت عالم يسكن طفله ..
كانت اقدار اسم علي مسمي .
كانت مختلفه لمجرد دقيقه احتضنتها وتأملتها ضحكت في وجهي ودمعتها رققت بين يدي ساعتها لسعتني سخونه هذه الدمعه وسخرت جدا من عجز الناس والعلم علي تفسير حالتها
ببساطه هذه الدمعه ملخص ضياع لاذنب فيه ..
نهايه حياه بدئت وانتهت في لحظه واحده فقط ..
غياب ام غيبت الله وعقلها وتمردت علي فطره الام ..
واب استلذ بلحظه محرمه ..وهدم حياه انسانه كل ذنبها ان اباها ليس بأنسان .
هذه الدمعه تشكي همومها وهوانها علي الخلق
هي تستغيث بمجتمع اقصي قدرته ان يذرف الدموع فقط
هي تقول للناس انا صغيره نعم لكني كبيره بذنوبكم .
انا استحق الكرامه والحياه ولكنكم سجنتوني في سجن وصمه ابن حرام فتشوهت ملامحي
نبذتوني وانا لست مذنبه بل ضحيه ..
وجعلتو علي بوابتي اسم ينفر الناس مني ثم طلبتم مني الحياه
انا بنت ذنوبكم ..بنت الاقدار التي هي صناعتكم
انا هي اقدار التي رفضت دمعتي ان تتوقف وابت الاأن تصارع ضمائركم الغائبه .
انا صاحبه الوجه الجميل والقلب المحطم
انا بنت دار اامايقوما التي حولتوها لمسخ يعيش معكم لكن بدونكم
انا تلك التي تزورونها ثم تذهبون تضحكون وتسخرون وتغيبون
انا اقدار التي ظلمها كل المجتمع وانصفتها دمعه واحده رفضت ان ترضخ او تخاف او تصمت
كصمت ضمائركم وقلوبكم …
تلك الطفله لم تكن مجرد رقم في تلك الدار بل كانت كل اطفال الدار وكانت صوتهم نبضهم نظراتهم الصامته ..
من اول دقيقه قضيتها معها اعترفت دمعتها بكل هذا الكلمات ..
فكيف لاداره واشخاص ودوله ومجتمع واطباء ان يعجزو عن قرائتها
الاصح انهم لايستطيعون قرائتها
لان قلوبهم تحجرت وماتت الاخلاق وتغيبت القيم وكثرت غفواتهم المتعمده
اقدار وغيرها كثيرون يعانون زحمه الغياب
لكم الله ياابنائي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى