الأعمدة

الخيانه ..

هذه الكلمه هزت عرش كثير من البيوت التي ترفل في نعيم الاستقرار ..
وحولت الحياه الي جحيم ظنون ونهايات دمر كل العمر في لحظات صغيره ..
والغريب انها مطاطيه الاسباب فكل قصه لها جوانبها وتفاصيلها ودوافعها وكثيرا جدا يكون الظلم يخيم علي اغلبها …….
نحن في بلد ثقافته مترابطه بالعادات والتقاليد حتي وان كانت عقيمه وغير مطابقه لحوجاتنا
لكننا نظل نلتزم بها لنضع انفسنا تحت طائله الحرمان النفسي والذي ندفع ثمنه من قدرتنا وتحملنا
فكم فكم زواج بارد وساكت وقع تحت مفهوم التقاليد والعادات ولزاما علينا تحمله ..
وكم رجل يمارس عقده الطفوليه من خلال علاقاته المشبوه ويبرر لنفسه (انا رجل)
وكم جاهل حول السرير الزوجي لحلبه مصارعه لابراز قواه وهو في الأصل لديه عيب عضوي وكل مايفعل لا يغطي عيبه …
وكم امراءه ذهبت بيت زوجها وقلبها عند رجل ثاني فباتت بارده وباهته مثل الاسفنج يمتص كل شئ ويظل جاف خشن الملمس ….
وكم من ازواج لا يتوافقون في اي شئ لكن ثمه طفل نبت برزق مقدر لهما فجعلهم مجبرون علي البقاء وتمثيل الرضا ………..
…….التمثيل ……. تلك الموهبه التي اجبر الكثير من الازواج علي تبنيها لمواصله الحياه ..
نحن في السودان نتمرس علي صناعه الاقنعه للهروب من المواجهه …
ففكره الانفصال لاتروق لكثيرين ولا يتفهمها مجتمعي ..
لكن الخيانه عادي جدا المهم ان تبقي الاسره تحت سياج الزواج ويمارس كل واحد هوايته لاشباع رغبته والانتصار لعجزه المزعوم ثم يأتي هنا حيث الصمت والعقاب النفسي وموت الضمير وغياب الشرائع يرفع رايات الاستقرار ظنا انه يحافظ علي بيته …..
…..مؤسف جدا ان تتطال حياتنا مبررات غبيه لاننا لانقوي علي الصراخ في وجه النقص ..
لاننا نحرم انفسنا من متعه احلها الله لنا لأجل مفهوم مبتور عن الستر ….
الستر ان نغطي عيوبنا بالصبر والقبول ولكن هناك عيوب لاتغطي ولا تنتهي ولا يحلها الصبر
وستجد نفسك باختصار تراهن عمرك كله وترجع في النهايه وتقول انا تحملت وانتا في الاصل خسرت كل شئ حتي التحمل نفسه واضعت فرصتك التي لن تعود …
والغريب ان الكثير يعلم تماما ماهي مشاكله وهمومه لكنه يغلفها جيدا كي لايفضح ولايهم ان يتحملها معه اخر كل ذنبه انه اختار الحياه معه ….
اما عن العلاقات التي اصبحت متاحه حد السخف والتي تندرج تحت مفاهيم معاقه فانها نجحت في تفشي السوء السلوكي وحولت الحياه لكتله فوضي واصبح الرجال والنساء سواسيه في التعاطي فيها
…………………..
كل تلك الفوضي نتاج تربوي في الاصل وخلط بين المفاهيم وحياكه غبيه للتعايش تحت اي ظرف واي وضع والتزام مصيري غير واضح العناوين لااحد حولك يقدر ان يشرح لك ابعاده الحقيقه
فطالما اننا نحتمي بكلمه الستر التي تقدم مبتوره المعني ..
سنظل نعاني الخيانه الزوجيه والقصر الواضح في العلاقات ونجني ثمار اختيار ونتشبس ببناء بيوت مهدومه منذ البدايه ..
مسلسل غبي ومتواصل كل يوم ندفع ثمنه …
كل يوم تزدحم ادراج المحاكم بقضايا الطلاق ..
كل يوم نسمه صراخ الوجع من صدور الزوجات مره حسره ومره صحوه ضمير ..
كل يوم يسجل الرجال فيه تعداد اكبر وافكار اعمق للمارسه الخيانه والتبرير لها …
……..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى