الأعمدة

متمرده ..وسااظل.

هل جرب احد ان يتعرف الي نفسه بصوت عال ان يواجهه تقلبات افكاره ..احساسه بالاشياء مجاراه سلوك ما .او وضع نظام ..او تقيد سؤال ..او جرب ان يتمرد علي طبيعه الحياه هنا .
لان من مساوئ حياتنا هنا في السودان اننا نربي الاولاد بقسوه وحسم ولاندرك قيمه وضعهم النفسي او تقبلهم لنا ولانعرف كيف ندير ضفه الحوار مع اطفالنا ففي اغلب الاحيان هم صغار لايعلمون ولا يفهمون وان تحدثو ..لايهم ..
فقط هي لغه الامر والحلال والحرام لذلك اخترت التمرد
لذلك انا اري انه اجمل الاصوات هو صوت نفسك وهي تعرفك بذاتك فمارست ذلك بعمق حتي غبائي احبه ..غلطاتي ..صدماتي ..نجاحاتي ..متعه الحوار مع الذات

كنت اري ان الحب هو دواء الروح وان تعطي ماحرمت منه افضل من ان تترجاه وتسترحمه فيما حولك
كان عالمي الصغير هذا لايحتوي علي طموح سوي وجود الحب واكثر ماشدني هو الاطفال فقد مارست الحب معهم فوجدته بلذه اخري فهم يعطونك اضعاف ماتعطي ويحتمون بك ويتعلقون بك
فلم اجد اشباع روحي ولا ادراكي غير وجودهم ..
لذا حصرت كل تفكيري في الحصول عليهم وتكوين اسره ..
فكان التعليم اخر همي والدراسه ليست صديقتي …ولااجد منها نفعا …
لذلك تعثرت فيها كثيرا فقد اهلكني البحث عن ضالتي ..

فقد ادركت انني مختلفه وانني بعيده عن كل من حولي وانني املك قدره علي تفجير دواخلي والاستلقاء علي ضفاف احلامي وعدم الاستماع لغوغاء من حولي
فكنت اجتماعيه جدا واحب الصداقات …صريحه لدرجه مخيفه …اجعل رؤيتي في كل شئ حتي اوضح الاشياء
علاقتي مع النجوم كانت غريبه كنت اتحدث لها واتفقدها واصادقها …
اصبحت صديقه نفسي …اقلامي …كراستي المليئه بثقوب اقلام اساتذتي سخطا علي تاخر فهمي
(كنت احب الله بطريقتي فقط اتامله ..اتعجب من اين جاء وكيف وجد وكيف هو واحد احد وكيف له أن يخلق البشر والشجر وقلوبنا الغريبه ….)
جدي كان صوفيا وكنت احبه …اردد معه القرأن واحفظه …لكنه لم يسالني يوما عن رغبتي في قرائته او حتي فهمه وكيف احسه ..
لانه حرام …وكنت انظر حركه الرجال من حوله وهم يزكرون ويلتفون حول انفسهم ويغيبون عن الوعي وينتقلون للسماء تباعا
كنت اظنهم يرقصون لجدي …
هذا الرجل الجالس بين اكفهم ويتبارون في تعظيم قدره
ماعلاقته بالله ليميزه
ماهو الذي فعله ليكون هو رسول الله لدعائهم وماهي قناعتهم انه دعائه مستجاب
لماذا كل تلك الطقوس لنصل للخالق
كنت اتعامل مع الله ببساطه اعانق مقدرته بهدوء واطلب منه مااريد
لما كل ذلك العناء
حتي الصلاه كانت تخصني وكانت هي طاعتي لوجوده
وفي وقت ما تمردت عليها ليس عصيانا بل لاني امتلك ابشع الطباع فمن يأمرني بشئ اتركه
لاني متمرده علي كل المفاهيم ..
ومن هذا التمرد صنعت نفسي وقناعاتي واخترت ان اجذب كل شئ الي عالمي واخوض التجارب وان لا انفذ ولا اكرر ولا اتخطي الي حين احب ..
عشت متمرده ..
وسااظل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى