الأعمدة

الاعتناء …

كنت علي وشك كتابه عمودي اليومي فاذا بصديق لي قال لي اكتبي عن الاعتناء ..
سالته عن اي اعتناء اكتب لانه متعدد النواحي ويختلف مذاقه ولونه ووجوده وحتي احساسنا به ..دفء وصوله الينا ..كيف يتخطي بنا الهزائم برفق وحذر …
قال اكتب عن اعتناء الله بنا وبي ارواحنا وعن لطفه ورحمته بضعفنا وغيابنا ..
اكتبي عن اعتناء القدر بايامنا عن صفعاته التي يليها خير مقدر مخفي لانفهمه الا بعد حين..
عن صديق يربت علي اكتاف صديقه ويحمل همومه ويشاركه الخطي والاحلام .
عن ام تظل تعاصر رحله العمر خوفا وحبا وعنايه وتضحيه وعن اعتناء دعواتها وامانيها بها …
تحدثي عن اعتناء الحب ذلك الذي يتفرد عظمه وشموخ ويضع الاحبه في مصاف العشق والتجلي الروحي وينسف كل شى حوله يرفض وجوده او يقف دونه ..
عن اعتناء القلوب عندما تخلص وتعمي وتختار دوما ضفه الخلود الابدي حتي بعد الموت ..
حدثيهم ايضا عن اعتاء الموت لان الموت ايضا له اعتناء واعتنائه يفوق اي اعتناء فهو يسترنا ويوقف باحكام ندبات الايام حولنا بل ويختصر العمر في عدل الله فأنت فقط مسؤل من مافات وليس ماهو ات فااانت تحت عنايه الموت ..
وعن اعتناء الخذلان ذلك الوجع الذي لاينتهي لكنه ينحت في القلب لغه واحده لايقرئها الاصاحبها ولا يقدر قيمه اعنتناء الخذلان الا من ذاقه وعاناها ..
وعن اعتناء نفسك بك فليوجد احد يستطيع ان يعتني بك غير نفسك فكلهم يجتهدون يحاولون قد ينجحون لكنهم ابناء الاحتمالا ت ..واقعك فقط ونفسك فقط هي من تدوم ومن تمد ومن تعنتي ومن تقف وتدافع وتغير ..
..
عندما انتهي من حديثه اكتشفت انه قد كتب العمود بدلا عني وانه قد احس الكلمات عني وانه له حق ادبي يقول انه صاحب عمودي اليوم …
..
وانني فقط سااضيف ان كل شئ او شخص حولك يملك حق الاعتناء منك واليك .
فقط عليك ان تفهم ان الاعتناء قد يبدو غائبا عن عالمك وقد يحزنك هذا
لكن هذه الصفه بالذات ذاتيه الاختفاء ولا يحسها الا من يعرف قيمتها من يتقن فك طلاسم ظهورها من يعرف ويفهم ان الاعناء جزء من انسانيتك ووجودك ان لم تمارسه فلا يمكنك ان تراه او تعرفه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى