الأعمدة

من مسارات التعلم في الحياة …

زمن قديم أصيل للتربية والتعليم
…تراسل مع اخ وصديق كريم عزيز أصيل في سياق التعليق على كتابة له ، والتعليق على الكثير من التعليقات. أتى الحديث عن الكتاب القيم ، كتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم وعلي أمين.

فكر ، وهو يواصل تأملات تتعلق بمسارات التعلم في الحياة.
أخذ يستحضر صور العديد من أساتذة الأمس في الذاكرة.
رحلة التعليم لا تنته.
وقادته التأملات إلى تذكر موقف تربوي أصيل في أيام الدراسة.
كان الوقت وقت الفسحة الثانية.
الوقت ظهر.
الطلاب يتحركون في كل الاتجاهات.
مشى وحيدا ،سارحا مع افكاره وخواطره، إلى الأمام.
لم ينتبه إلى انه عبر بين أستاذين كانا واقفين يتحدثان.
المكان هو فناء المدرسة.
بعد ثوان قصيرة ، أسرع نحوه أحد الطلاب ،قال له .. أستاذ فلان يناديك.
لم يكن يعلم أنه سيجلد وسط الطلاب خمس جلدات بعد قليل ، أن الصول عم فلان سيجلده.
رجع إلى حيث كان يجلس الأستاذ.
الأستاذ كان جالسا ، على كنبة في ظل المكتب وكان يطل على فناء المدرسة.
الأستاذ لم يعجبه مرور طالب بين أستاذين دون انتباه ودون توقير لهما.
قال له . في أستاذين واقفين بيتكلموا مع بعض ، كيف تمشي وسطهم.
و .. وبعدها نادى الصول او أرسل إليه طالبا يناديه ،وربما كان الصول قريبا. أو انه أسرع ليرى ماذا يريد منه الأستاذ فلان في هذا الوقت، وحضر والبسطونة في يده.
قال الأستاذ دون توضيح سبب تنفيذ العقوبة التربوية . اجلده 5 جلدات.
الصول نفذ.
ربما لم يكن مهما بالنسبة له أن يعرف. ماذا فعل هذا الطالب؟ .
تم جلده بالبسطونة سريعا.
ربما لم ينتبه الكثير من الطلاب في تحركاتهم في فناء المدرسة وقتها إلى ما حدث.
كان درسا في فناء المدرسة ، دون سبورة او طبشيرة.
لن ينسى ذلك الموقف طوال حياته إن شاء الله.
الموقف موقف تربوي من الدرجة الأولى.
سينتبه كثيرا. سينتبه في حياته لوقت طويل إن شاء الله.

جمال عدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى