الأعمدة

الأمان ..

اظن ان كل مايبحث عنه الانسان في هذه الحياه هو الامان ..
ولكي اكون اكثر انصافا ان كل مساعي الانسان لاتكتمل من غير الامان هذا وانا اقصد تماما امان العلاقات وامان الخطوات وامان القرارات وامان المعايشه ..
فكل لقمه او ضحكه او عشره ان لم يتصدرها الامان تفقد قيمتها لذا لابد من زرعه دوما حول الوجود والوصول له عبر الاحلام وتحويله لواقع ولايكتمل نصاب هذا الا عندما يكتمل نقاء النوايا والقلوب وهنا مربط الفرس
الامان هو ان تتجلي روحك من الحسد والحقد وان تعامل الناس مثل الاطفال بعضهم يخطئ فنتجاوز عنه وغيرهم احمق فنقدر طبيعته واخر عنيد فلانواجهه الاعندما يستقيم عقله ورشده واخرون نتاج عقد تربيتهم فنجدهم مشحونين ومشوهين ومتغيبين عمدا عن انفسهم فكيف نحاسبهم .
لو اننا جمعنا كل هولاء في سله واحده لااستطعنا ان نراهم بوضوح ونقسم بينهم الادوار بعدل وتنسيق يجعلهم غير مؤذين لنا ونتخطي بهم ومعهم نصاب التقويم النفسي ..
ولكننا نفعل العكس تماما ونستلذ بالنقد والتنمر ونفجر في اطلاق الاحكام فنجهض متعمدين جوانبهم الجميله فيضيع امانهم ويكثر خذلانهم وترافقنا نقمه تعديهم علينا فنهرب منهم الي الاوجاع والصمت والحزن والخوف ويتوه الامان ..
ماذا لو جعلنا الحب مصباح نور لدرب العقل
لو احذنا بيد من ظلمتهم ظروفهم وقاسو المتاعب في حياتهم
ماذا لو قتلنا التنمر والسوء والخوف من عناوين الاسماء
ماذا لوبحثنا في عيوبهم وفتتنا قدراتهم السيئه الي قدرات محسنه تجعلنا نراهم افضل
وكيف لو تفوقنا علي جهل غيابنا عن نواياهم وطرقنا بحزر الخير داخلهم
وفرشنا طرقاتهم بالوعي والتعليم والتغيير
وكيف نقفل مصادر خوفنا منهم ونحتوي قلوبهم ونغلفها بالامان
ورفعنا رايات السلام والتغاضي لتستمر الحياه دون تعب
ماذا لو اخترنا لكل فرد حولنا دور يناسب قدراته العقليه والنفسيه وابعدنا عنه رهق التوقع
لان الحقيقه ان كل شخص نعطيه اكبر من حجمه يتمدد بغباء وتصيبه النرجسيه
ويخلق الفوضي من حوله ويستعمره الغرور قيع مخشيا عليه من فرط افراطه في التمادي الغبي …..
باختصار الامان هو صناعتنا نحن فقط فااما ان نفرد له وجود فنسعد ونرضي
او نتركه يضيع فنحزن ونشقي ..
واني مازلت الي الان اتلمس خطاه لاتفادي غدره وقناعتي تبقي ان الانسان هو من يحول الحياه الي جنه او نار ..
فلم نخلق عبثا نحن خلقنا لنختار مقاعدنا في الدنيا والاخره ..
ومن غير امان لاخير في حياه او ممات …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى