وكأن شيئاً لم يكن!
محمد جاسم : كاتب إماراتي
أفضل طريقة لنسيان آلام الإخفاقات المتكررة لمنتخباتنا هو الهروب نحو المسابقات المحلية والانشغال بها في محاولة للنسيان وتجاوز الآلام، هذا الذي نقوم به بعد كل حالة إخفاق نتعرض لها وما أكثرها، فالانشغال بالدوري أصبح من أفضل أنواع مسكنات الألم النفسي والعصبي، وهي التي نلجأ إليها في محاولة يائسة للخروج من دائرة الألم الي دائرة الأمل، حدث ذلك وتكرر في كثير من المناسبات وفي جميع تلك المرات كانت مسابقة الدوري وفية وكريمة معنا لأبعد الحدود، ولهذا نلجأ إليها لأنها اعتادت أن تمنحنا ما نحتاج من قوة وأمل، وتمكننا من تجاوز إحباطات المنتخب. وأثبتت التجربة أن الهروب نحو الدوري أفضل طريقة لنسيان آلام الإخفاقات المتكررة وتجاوز حالة الإحباط المسيطرة على الشارع الرياضي، وهذا ما نحاول إتيانه عبر الانشغال بأحداث الدوري، عل وعسى أن تخفف من وقع صدمات المنتخب المتكررة.
ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي نهرب فيها من واقع نتائج المنتخب نحو الدوري بحثاً عما يخرجنا من دائرة الإحباط، والجميل أنه في كل مرة نلجأ فيها لبطولة الدوري لكي نغسل أحزاننا بسبب نتائج المنتخب، نجدها وفية وتكون خير بلسم لجماهيرنا التي لا تملك إلا اللجوء لما ينسيها آلامها بحثاً عن هواء نقي تتنفس من خلاله الحياة، وهذا ما حدث بعد صدمة خليجي 25 التي فتحت جراح الجماهير الإماراتية من جديد، الصدمة لم تكن بسبب المحصلة الأسوأ للمنتخب في تاريخ مشاركاته في كأس الخليج، بل للحالة العامة التي كان عليها اللاعبون والجهاز الفني والاداري، الذي كشف عن واقع مرير ومستقبل ضبابي للكرة الإماراتية بعدما أصبحت تعاني على جميع الأصعدة، دون أن يتحرك أحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
طوينا صفحة المنتخب ولو مؤقتاً في محاولة للخروج من دائرة الإحباط وانشغلنا بأحداث دورينا، وسننشغل بالقمة المنتظرة بين الشارقة وشباب الأهلي بعد غد، هكذا اعتدنا وهكذا أصبح قدرنا نلجأ الي المسكنات بدلاً من البحث عن العلاج.
كلمة أخيرة
بعد الصدمة التي تلقاها الشارع الرياضي إثر الصورة الباهتة للأبيض في خليجي 25، توقعنا أن يخرج إلينا أحد ممن يعنيه الأمر يبرر ما حدث ويعتذر عما حدث ويواسي الشارع الرياضي المثقل بهموم المنتخب ومستقبله الغامض، ولكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي، بالتالي لم تجد الجماهير سوى مبررات واهية.