الرياضة

الاستاذ ميرغني ابوشنب شيخ الصحافة الرياضية السودانية والعربية في حوار الأسرار مع الاعلامي المصري محمد الشيخ من القاهرة

_ يروي ل omdertimes تفاصيل واقعة هروبه ليلة التوقيع لنادي الزمالك

_ تأثرت صحفيا بالكاتب المصري الساخر محمود السعدني وشعاري لاتهادن احد

_ عملت مترجما ومديرا لمكتب الرئيس التاريخي لنادي النصر السعودي.

_ موت والدي حرمني من تمثيل الفريق القومي السوداني

_اعتقلوني من ملعب الخرطوم اثناء مباراة مصر والسودان بسبب وشاية من ضابط امن

_ الأمير عبد الرحمن بن سعود وصف لاعب المريخ ماو ماو بالأفضل ونجم الهلال النقر بالأكثر تهذيبا وقاقارين بالهارب.

الصحافة السودانية قديمة وراسخة في تاريخ الصحافة العربية عرفت بكتابها ومحرريها في المتألقون في كافة الالوان والأنواع الصحفية المختلفة وأبرزها الصحافة الرياضية التي ظهرت لأول مرة من خلال صحيفتي ” الأيام والصحافة ” اليوميتين فبدأت هذه الصحف في اصدار ملاحق رياضية قبل ان تصدر في السودان أول صحيفة رياضية متخصصة.
أشهر الأسماء التي عملت في الصحافة الرياضية السودانية الأستاذ ميرغني أبو شنب شيخ الصحافة السودانية و العربية.
هو أحد رواد الصحافة الرياضية ككاتب متخصص في كرة القدم ، وصاحب سمعة طيبة و رحلة مليئة بالكفاح والشجن والتميز والجدارة السودانية.
تعالوا نستعرض مشوار نجاح الصحفي الكبير الأستاذ ميرغني أبو شنب :-

** البداية حدثنا عن النشأة ، متي ولد الاستاذ ميرغني أبو شنب ؟
_ولدت عام ١٩٤٢م ، رحم الله والدي كان يمتلك محل ويعمل في مجال العطارة يعالج الناس في عطبرة ، وكان لنا أملاك كثيرة ، اشتهر والدي بغزارة الشوارب الطويلة لذلك اطلقوا عليه ابوشنب فورثت عنه هذا اللقب واصبح اسمي ميرغني أبو شنب.

** رحلتك مع كرة القدم وأسباب عدم استمرارك كلاعب ؟
_ كرة القدم هواية محببة للصغار و الكبار معا ، لعبت في بدايتي في فريق النيل عطبرة وشقيقي اسماعيل رحمة الله عليه الذي توفي منذ شهر وشيعه نحو ١٥ الف مواطن سوداني كان من عناصر فريق الشبيبة وتصادف أن جمع لقاء بين الفريقان وحيث كنت هداف النيل فوجئت بأخي إسماعيل وهو يصف لي المباراة بانها حساسة جدا خاصة من لعب شقيقين في مواجهة بعض ثم اردف قائلا إن شايف ان واحدا منا يجب ان لايلعب فقلت له مين قال أنت ضحكت ههههههه كيف والفريق بيعتمد علي في التهديف وفي نهاية المطاف استجبت لرغبته ولم العب المباراة .ويمضي ابوشنب قائلا. عقب ذلك لعبت لفريق بري ثم فريق الأهلي الخرطومي وعندما تم إختياري للمنتخب السوداني توفي والدي وبالتالي توقفت عن اللعب نهائيا لتاخذ حياتي مسار آخر .

** لكن يبقي اسم مدرب يتعلق به اللاعب كمحب وقدوة في نفس الوقت ؟
__ نعم عندما كنت العب في فريق النيل العطبراوي جاء المدرب عمر عبد القادر وكان عائدا من الإسكندرية أعجب بمستواي ولياقتي البدنية واهتمامي فعرض علي الإلتحاق بالمعهد العالي للتربية الرياضية بالإسكندرية وطلب مني ان اسافر معه لمصر وبالفعل جهزت مستنداتي واوراقي وسافرنا الي الإسكندرية وكانت المفاجأة بان إدارة المعهد رفضت القيد لعدم حداثة المؤهل وفي هذة الأثناء تدخل كابتن عمر لدي الاستاذ جلال قريطم وكان مسؤول كبير في مصر في التعليم العالي
ولكن كان له رأي آخر.

** علمنا أن الزمالك عرض عليك الانضمام في ذلك الوقت؟
_ نعم الاستاذ جلال قريطم عرض علي اللعب لناشئ نادي الزمالك لحين حل موضوع المعهد ذلك بان
العب في فريق اشبال الزمالك ووقتها كان يلعب في الزمالك الكابتن عمر النور ولاعب اسمه خضر من السودان وبالفعل تكلم الاستاذ جلال مع اللواء سعد الدين متولي وكان مسئولا عن قطاع الناشئين بنادي الزمالك والذي اصطحبني لنزل اللاعبين المغتربين بأحد فنادق القاهرة وعقب ذلك طلب مني ان احضر في الصباح للتمرين في ميت عقبة ، واثناء جلوسي في غرفة الفندق وحيدا عز علي السودان وأصدقائي في عطبرة و بكيت و في الصباح حملت امتعتي عائدا للسودان وفي الصباح عندما حضر مندوب نادي الزمالك الي الفندق لم يجدني في تلك اللحظة كنت قد وصلت لمدينة اسوان ومنها غادرت الي السودان واحسب ان هذه واحدة من تلك الفرص الضائعة في حياتي لكن الحمد الله علي كل أمر في الحياة.

ويواصل ابوشنب في اطار رده قائلا : عقب عودتي للسودان واصل كابتن عمر عبد القادر الإقامة في القاهرة مع فريق الملاكمة السوداني الذي كان يلعب بطولة دولية بالإسكندرية والتي حقق فيها الملاكم سعيد عبد القادر الميدالية الذهبية وتقابلنا في عطبرة وقال لي كابتن عمر عبد القادر ازاي تمشي يا ميرغني تسيب مصر وترجع السودان عندك ايه قلت له أشتقت للسودان واصحابي وبلدي عطبرة.

** حدثنا عن رحلة الدراسة ، العمل والحياة؟
_ الدراسة تعلمت في خلوة المأذون فحفظت القرآن الكريم منذ نعومة أظافري ، ثم درست بمدرسة عطبرة الأولية الشرقية ، والثانوي بورتسودان .
مشوار العمل بدأ بأمنيات الوالد أن أتعلم اللغة الإنجليزية للعمل في السكة الحديد ولكنني عملت في شركة الاسمنت و قتذاك عقد امتحان بالخرطوم ونجحت والتحقت بالمراجع العام في نهاية عام 1960م جبت خلال ثماني سنوات كل أرجاء السودان من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه ولأننا تربينا علي الصدق واثناء عملي بالمراجع العام كشفت عن تلاعب علي أثره نقلت الي الخرطوم وتحويلي الي وزارة التربية والتعليم حيث عملت لمدة ثلاث سنوات في مدرسة الخرطوم الثانوية للبنات وكانت من أجمل فترات العمل في حياتي ثم نقلت للعمل الي وزارة الشباب ومن هنا اخذت حياتي المهنية منعطفا آخر

** كيف كان العمل في وزارة الشباب والرياضة والي اي مدي شكلت منعطفا كبيرا في حياتك ؟

وزارة الشباب والرياضة شهدت انطلاقتي كصحفي عملت في القسم الرياضي في جريدة ” الأيام ” إلي جانب تغطية حركة الوزير المايوي زين العابدين محمد في مواقع العمل الرياضي في السودان حتي جاء اليوم الذي كتبت فيه كلاما لم اعرضه عليه كالعادة ولم يعجبه بطبيعة الحال وعلي أثره قام باقصاني من العمل بالوزارة .

** بدأ مشوارك الصحفي ؟
_ نعم بدأت رحلتي في الصحافة مع جريدة الأيام التي كان يرأس تحريرها انذاك الاستاذ محجوب محمد صالح وتعددت مشاركاتي في الصحف السودانية والعربية وفي الثمانينيات عملت في صحيفة الأسبوع رئيسا للقسم الرياضي مع رئيس التحرير الاستاذ محيي الدين تيتاوي ، وعندما أصدر الاستاذ أحمد البلال جريدة الدار الرياضية أصبحت رئيسا للتحرير ثم انتقلت لجريدة اخبار اليوم رئيسا للقسم الرياضي كما عملت رئيسا لتحرير جريدة الهلال

** حدثنا عن طريقتك في التناول الصحفي الرياضي ؟
_ كل الصحف كانت تتسابق لخطفي لخبرتي الصحفية الطويلة .
الصحافة تنقل الواقع وتعالجة عندما يكون هناك قصور .
لا يليق أن تكون الكتابة باردة

للحقيقة والتاريخ تأثرت بطريقة الكاتب المصري الساخر الاستاذ محمود السعدني في كتاباته فكان اسلوبي يتسم بالقوة وعدم المهادنة في التناول والسخرية من السقوط المخزي للرياضة في البطولات وللسائرين علي الدرب في الصحافة الرياضية وشعاري لاتهادن احد لا تخشي الا الله طالما كنت صادق القصد ساعيا للبناء.
لذلك اخترت عنوان العمود الصحفي الخاص بي بعنوان ” بصراحة ” اقتديت بعمود الصحفي المصري العالمي محمد حسنين هيكل وتعرضت لمضايقات لأن الناس لا تحب النقد الصريح الذي يهدم كل وضع غير مستقيم لكنني راض عن رحلتي الصحفية عملت مع الاستاذ ابراهيم عبد القيوم في السبعينيات في صحيفة الأيام وعندما صدرت جريدة الاحرار التي أصدرها الرئيس جعفر نميري انتقلت مشرفا علي القسم الرياضي وكان معنا الاستاذ مأمون الطاهر مسؤول ألاخبار العالمية ، نبيل درياس في تغطية نشاط السباحة وكرة السلة.
كما عملت مع الاستاذعمر عبد التام وزميلنا كمال طه الذي هاجر لاحقا الي الخليج العربي .

** أعتقلت في أحد المرات في أحد مباريات المنتخب السوداني ؟
_ نعم حدث هذا نتيجة وشاية من أحد الأشخاص كان يشغل منصب نائب رئيس اتحاد الكرة سابقا ويعمل مع رئيس جهاز الامن اللواء عمر محمد الطيب ففي الوقت الذي كنت اشاهد فيه مباراة مصر والسودان في المقصورة حضر ثلاثة جنود مدججين بالسلاح طالبين مني النزول معهم وقد شاهد الموقف جمهور كبير وكان من بينهم السياسي الاستاذ بهاء الدين محمد إدريس ورئيس نادي الهلال ومن الملعب اخذوني الي حراسات الامن ، وهنا تدخل بعض المسؤولين لحل الأزمة وكان اللواء عمر محمد الطيب يحضر مؤتمر القمة الأفريقية نائبا عن الرئيس نميري .وتدخل السياسي بهاء الدين محمد إدريس وهدد برفع الأمر وقتها للرئيس نميري عن هذة التصرفات المنفلتة وقال ماذا يقول الإعلام العالمي عن مثل هذه الواقعة وتقرر إخلاء سبيلي ورفع اسمي وتكليف ضابط بإنهاء كافة أجراءات سفري مرافقا صحافيا للبعثة السودانية الي كوريا الجنوبية.

** وكيف سافرت بعد سفر البعثة السودانية الي كوريا الجنوبية ؟
_ انهي ضابط الامن السوداني كافة إجراءات حجز الطائرة وقادني الي منزلي لتجهيز أغراضي وحقيبتي وسافرت من السودان لجدة ومن جدة لكوريا الجنوبية في الطائرة نمت 14 ساعة متصلة حتي وصلت العاصمة سول في الاستقبال أخبرتهم أنني صحفي سوداني. وعلمت من مرافقتي ان بعثة السودان غادرت الي مدينة بوسان انذاك جلست في الكافتيريا فطرت ووجدت سيارة توصلني للقطار حتي وصلت محطة الوصول وهناك وجدت فتاة ترفع لافتة عليها اسمي ووصلت للبعثة وبدأت ارسال رسائلي للصحف الرياضية السودانية.

** من واقع خبرتك حدثنا عن رواد الصحافة الرياضية السودانية ؟
_ الصحافة السودانية قديمة والصحافة الرياضية أصيلة قامت علي أكتاف وجهود ناس مخلصين مثل المرحوم عمر عبد التام أستاذي الذي عملت معه وترأس القسم الرياضي في جريدة الأيام ثم اتحاد الصحفيين السودانيين والعرب والاستاذ محمود شمس الدين والاستاذ هاشم ضيف الله ثم جيلي المتمثل في أحمد محمد الحسن ، حسن عز الدين وكمال طه .
** الدرس الذي استفدت منه في عملك الصحفي ؟
_ حبي للصحافة دفعني للعمل بلا مقابل حتي تصادف مرة أن الاستاذ حسن ساتي سأل رئيسـالقسم الرياضي كم اتقاضي من الصحيفة قالوا لسيادته يعمل مجانا بدون مرتب فقط نعطيه مجرد مصروفات في ذلك الوقت تم اختياري لتغطية بطولة كاس العالم لكرة القدم بالمكسيك وحصلت من الصحيفة علي راتب شهري 10 جنيهات علي ان احصل عليها باثر رجعي

** عملت مديرا لمكتب الأمير عبد الرحمن ابن سعود الرئيس التاريخي لنادي النصر ؟
_ التقيت سمو الامير عبد الرحمن بن سعود رئيس نادي النصر في احدي المناسبات وكان وقتها يكتب عمودا رياضيا ناقدا في الصحافة السعودية بعنوان بصراحة وكان بعض ابناء الجالية السودانية المشهورين بتشجيع نادي النصر يداعبونه وعلم من خلالهم بقصة عمودي الساخن في الصحافة السودانية (بصراحة) ومن هنا بدأت قصة العلاقة والصداقة تاخذ منحني اخر سيما عقب تعدد اجتماعاتنا وانذاك طلب مني ان اعمل كمدير لمكتب سموه وكمترجم ايضا وفي البدية رفضت الفكرة تماما الا انني. رضخت اخيرا تحت اصراره وعقب ذلك اخذت إجازة من جريدة الأيام وسافرت السعودية وفي المطار كنت احمل معي كمية من العملات الصعبة ففتشوني بطريقة مستفزة وعندما سألوني مع من تعمل قلت الأمير عبد الرحمن ابن سعود وسرعان ما اتبدلت الاحوال فاعادوا ترتيب شنطتي واغراضي التي بعثروها في ارضية المطار ويقول ابوشنب عندما كنت اعمل مترجما ومديرا لمكتب الامير عبد الرحمن بن سعود تمكنت من السفر معه الي العديد من الدول ومن اشهر هذه السفريات رحلتنا الي فرنسا حيث اشتري الأميرعبد الرحمن قطعة ذهبية مرصعة بالماس لزوجته بمبلغ خيالي وايضا عطورا باريسية من الشانزليه وفي الاثناء التفت نحوي و قال لي استاذ ميرغني عقبال أن تشتري لمراتك في عيد ميلادها قطعة غالية الثمن فقلت له نحن ياسمو الامير عندنا اسبقيات في السودان قبل الذهب فالأطفال في السودان لا يجدون اللبن وبصراحة تأثر الرجل بكلامي واشار ابو شنب الي ان الأمير عبد الرحمن ابن سعود كان يحب السودان عطفا علي انه وعقب وفاة والدته كان قد اشرف علي تربيته بمنزله مواطن سوداني الجنسية وقال ابوشنب ان الامير الراحل عبد الرحمن بن سعود كان دائما مايحلم بانن يتبوأ فريقه النصر مكانة عالمية وهذا ماحدث لاحقا لدي مشاركة نادي النصر في بطولة العالم للاندية كاول نادي سعودي وعن راي الامير عبد الرحمن بن سعود في افضل لاعب كرة قدم انجبته الملاعب السودانية يقول ابوشنب ان سمو الامير كان يعتقد بان لاعب المريخ ماو ماو افضل ما انجبته ملاعب السودان كما وصف اللاعب مصطفي النقر بانه اللاعب الاكثر مهارة وخلقا وانضباطا داخل الملعب لكنه ابدي حنقه من الكابتن علي قاقارين الذي كان يلعب للنصر السعودي رفقة النقر وانذاك كان قد تمكن من احراز ثلاثة اهداف هاتريك في مرمي الهلال السعودي ما دعي سمو الامير للاحتفال به علي طريقته الخاصة ذلك حين قال الان عثرت علي اللاعب الذي يمكنه الحاق الهزائم المتوالية بخصمنا اللدود ومثار غضب سنو الامير ان قاقارين كان قد عاد الي السودان سرا عقب الغاء الرياضة الجماهيرية بطلب من ادارة نادي الهلال السوداني دون ان يخطر ادارة ناديه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى