الرياضة

“ناصر بن صالح العطية” من النماذج الفريدة والقليلة التي تتحقق في مجال الرياضة.

بقلم : الأستاذ سعد الرميحي

شاب دخل ساحات سباق الراليات فكان بطلها، ودخل ميدان الرماية فكان نجمها، ودخل مضمار الفروسية فكان فارسها، هو من النوع الذي يطلق عليه في لغة الرياضة “الرياضي الشامل” وهي حالة نادرة قليلاً ما تتحقق، أنا شخصياً اعتبره خير سفير للرياضة القطرية والعربية.
في عام ٢٠١١م كنت أزور شارع فيكتوريا في بيونس آيرس عاصمة الأرجنتين، وهو شارع للمشاة فقط، دخلت متجرا كبيرا مخصصا للأدوات الرياضية، كنت أبحث عن أي شيء يتعلق بالنجم الراحل “مارادونا”، تجولت في المحل، اطلعت على ما فيه من معروضات، ولكن ما فاجأني هو أن المحل يخلو من الباعة ومن الزبائن، فقد كنت الوحيد الذي يسير فيه، راودني شك إن كنت في المحل الصح أم دخلت مكانا خاطئا؟ ولكن كلُ ما هو معروض ومتواجد يؤكد لي أنه محل تجاري وليس معرضا، وصلت جهة الكاشيير، فضربت على الطاولة وتحدثت بصوت عال لعل أحدا يجيبني، وبالفعل ما هي إلا لحظات وإذ بباب يفتح ويخرج منه شاب ويتبعه آخر، قالا مرحبا هل تريد مساعدة؟ قلت نعم جئت إلى هنا لأعرف إن كان المحل يبيع أي شيء يتعلق باللاعب مارادونا.
ثم خرج مجموعة من البائعين من الجنسين من نفس الباب، وتوزعوا في المحل، بعد سؤال هنا وسؤال هناك عرفوا بأنني غريب أزور المدينة لأول مرة، وعندما قدمت لهم نفسي أنني من قطر، قالوا وهم غير مصدقين، نحن كنا في الداخل نتفرج على سباق رالي دكار، هناك بطل قطري اسمه “العطية” وهو المرشح الأول للفوز، هل أنت من نفس البلد؟
قلت نعم، قالوا إنه رائع!! وسيفوز بالسباق،
كان ذلك قبل أكثر من ١٢ سنة.
لقد قدم البطل ناصر العطية صورة رائعة للرياضي القطري، فهو إلى جانب سباق الراليات بطل أولمبي في الرماية، فقد نال الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن ٢٠١٢م، ليكون أول عربي يفوز بها، وهي ظاهرة نادرة لا تتحقق للاعب واحد يتقن ويتفوق في ميدانين مختلفين تماما.
في مسابقات ألعاب القوى الأولمبية هناك لعبة اسمها “العشاري”، وتتضمن مشاركة اللاعب في العديد من المسابقات مثل سباق ١٠٠ و٤٠٠ متر ورمي القلة وقفز الحواجز وغيرها.
ولكن لا أعرف لاعبا مارس لعبتين بعيدتين عن بعضهما مثل الرماية وسباق السيارات وينجح في التفوق والتصدر فيهما غير ناصر العطية، لذلك يحق لي ولك أن نفتخر بهذا البطل العربي والذي يبذل جهودا كبيرة من أجل حفر اسمه في سجلات المبدعين، وأعتقد أنه، بجهده وإخلاصه، قد حقق ذلك.
كل الدعاء للبطل ناصر العطية بالمزيد من التألق والنجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى