الأعمدة

مشبهك

للسودانيين طريقة فريدة للتقارب والتعارف مع بعضهم البعض …طريقة لا نجدها فى بقية خلق الله ،فنحن شعب لا نشبه احدا فى اى شى ..فى طريقة احتفالنا بأفراحنا او احزاننا…طريقة تعاملنا مع زوجاتنا وأزواجنا فى غضبنا …بل حتى طريقة مشينا وكنت اعرف السودانى او السودانية من على بعد نصف كيلو متر فى شوارع الرياض بالمملكة السعودية…..وبلادى سهول بلادى حقول نرجع لموضوع التعارف فعندما يجمعك مقعد فى مكان ما مع احدهم يبادرك مباشرة ب :-زى الشايفك فى حتة كدا
ولابد ان ترد عليه محاولا المساعدة :-ساكنين وين انتو؟
فيجيب :-الامتداد
فتهز رأسك نافيا …ولكنه لايريد قطع الحوار طيب شغال وين فترد…ويهز رأسه نافيا فترد مجاملا:- يمكن اتقابلنا فى مناسبة…. وما اكثر المناسبات خاصة اذا كنتما الاثنان حوامين…- ما تركز فى الاعراب – .
طريقة اخرى للتقارب تشبه الاولى حينما تقترب احداهن من اخرى وتقول لها :-مشبهاك والله على واحدة اهلها جاورونا فى امبدة
-اسمها منو
-حنان تكونو قرايب يمكن لأنه شبهكم واحد
يعنى حنان دى ما رايحة منها لكنها تريد معرفة اذا ما كانت هناك صلة قرابة بينهما … ولكن ليس هناك اى شعور بخيابة الظن، فاذا لم تكن قريبة حنان فليست هناك مشكلة فالحديث مسترسل بسلاسة .
تعليق على موقف شاهدتماه سويا وانتما تتجاوران فى مقعد عيادة او مكتب خدمات سيجعلكما تتجاذبان الحديث لقتل الوقت وهذه الساعة او اقل تمكنك من معرفة وظيفته ومحل سكنه ومن اى ولاية وبالطبع ستكون ذكرت له اشخاص تعرفهم سواء من نفس الولاية او محل عمله او سكنه …وحكمة الله يكون هؤلاء الاشخاص الذين (نحت)مخك لتتذكر اسماءهم لا يعنون لك شيئا وبالكاد تعرفهم.
ولأن (بعض )النساء يتعارفن بسهولة اكثر من الرجال كما انهن ميالات اكثر للثرثرة فتجد ان المواضيع لا تنتهى وتتفرع ويخرجن من اى حوار بمعلومات مهمة وبوصفات طبخ وتجميل وخامة ثياب جيدة….الخ .
وربما يقول احدهم ان هذه الطريقة فى التعارف فى طريقها للزوال بسبب ان الناس صاروا اكثر تحفظا وان كل شخص يزجى وقت الانتظار بالانشغال بموبايله …صحيح ولكن نفس طريقة التقارب والتعارف تتم بطريقة اخرى فى قروبات الفيس بوك خاصة النسائية منها يعنى انك استبدلت من يجلس بجوارك بآخر يجلس فى قعر موبايلك ….والذى يثير الاستغراش (الدهشة والاستغراب معا)ان بعض الرجال يدخل هذه القروبات بأسم مستعار ….لشنو ما عارفة…. ولكن حدس النساء لا يخيب فتجد احداهن تنبه رفيقاتها بان هناك ولد داخل القروب…..ثم توضح :-عرفتو من تعليقاتو المعفن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى